بغداد ـ ريم صباح
الألوان الصناعية تعد واحدا من الأمور التي أصبحت تستخدم بكثرة في العديد من الأطعمة والحلويات المتعددة، وبالخصوص في الفترات الأخيرة حيث لا يُمكننا أن نجد كثيرا من الأطعمة والأغذية المختلفة، وهي تخلو من تلك المواد الملونة، التي تعطي للأطعمة أو المشروبات اللون المميز، فهذا ما يعتمد عليه الكثير من المصانع والشركات لجذب الأطفال إليهم بالتحديد في تناول تلك الأطعمة بشراهة، لكن تلك المواد الملونة لها أضرار كثيرة مختلفة ومتعددة تظهر آثارها السلبية على المدى البعيد.
وتكون هذه المواد التي تمنح اللون للأطعمة إما من مصادر طبيعية وآمنة، أو من مواد غير طبيعية وغير آمنة على الإطلاق.
تقول منى عبدالله، انها مرارا ما تشتير الحلويات لأطفالها "لكن ليس بالكميات الكبيرة، فأحياناً يكون الشراء بسبب عرض هذه الحلويات في أماكن بارزة بالأسواق، وهو ما يجعل الأطفال يلحون على شرائها"، فتضطر لذلك.
وتضيف "في كثير من الأحيان أقوم بتنبيههم قبل دخول السوق بعدم الإلحاح في شراء الحلويات، وهناك مواقف كثيرة حدثت بسبب الحلويات فأحياناً امنعها عنهم، لأن كثرتها مضرة بصحتهم فكم من طفل أُصيب بأمراض خطرة بسبب المواد المصنعة في هذه الحلويات".
وتقول الصيدلانية شهد الربيعي، ان "الأطفال يفضلون تناول الحلويات على غيرها من الأطعمة المفيدة وتتكون الحلويات بشكل أساسي من السكر، بالإضافة إلى بعض العناصر الأخرى حسب نوع الحلوى كالمواد الدهنية والمواد الملونة والنكهات الاصطناعية وتنحصر القيمة الغذائية للحلويات في كونها مصدرا كبيرا للطاقة، ولا تمد الجسم بالعناصر الغذائية الأخرى مثل البروتينات والفيتامينات، والمعادن، ما عدا الشوكولاتة التي تحتوي على قدر من البروتينات في الحليب".
وتوضح شهد ان "الحلويات ليست سيئة دائما ويحتاجها الجسم لإنتاج الطاقة اللازمة للحركة والنشاط، لكن لا بد من استهلاكها بشكل معقول لتجنب الآثار الضارة المترتبة على سوء استهلاكها ومن الآثار الضارة المترتبة على تناول الأطفال للحلوى كتسوس الأسنان والسمنة بسبب استهلاك السكريات والحلويات، كما يعد الكافايين من المواد المضافة التي تؤثر في الجهاز العصبي للأطفال؛ إذ يسبب توترا وارقا، كما يمكن أن يسرّع ضربات القلب، ويؤدي إلى كثير من المشكلات التي تؤثر سلباً في صحتهم".
وتردف كلامها من الضروري "استبدال الحلوى بالفاكهة الطازجة أو المجففة واستبدال رقائق البطاطس بالمكسرات والعناية بالأسنان بتنظيفها بعد تناول الحلوى أو المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة، وتجنب تناول الحلوى بين الوجبات واستبدالها بالفاكهة أو الشطائر مع تناول عصير طبيعي". فيما تشير خبيرة التغذية اسراء العبيدي، ان الملونات "مواد لا تحوي فائدة غذائية، انما تضاف للأطعمة المحضرة من أجل إعطاء المنتج أو الصنف لونا خاصّا".
وتشير الى "اننا نرى تلك المواد الملونة بكثرة في الحلوى مثل العلكة الموجودة بطعم الفواكه، وأيضًا في الجيلي بأنواعه وغيرها العديد ويكون لها تأثير كبير على الصحة العامة وصحة الطفل بشكل خاص، إذ تتوافر تلك المواد بالعديد من الألوان المختلفة، ويمكن التعرف عليها بسهولة في تلك المنتجات المخصصة للأطفال، وذلك لأنها تترك أثرا على الفم، وأيضا تترك أثرا على اليدين في حالة الإمساك بقطعة من الحلوى تحتوي على تلك المواد الملونة، وبالرغم من أنها تضيف المنظر الجمالي لتلك الأطعمة أو العصائر، فإنها تشكل خطرا كبيرا يواجه الكثير من الأطفال".
فيما يقول طبيب الاطفال سلمان داود، ان "المشكلات الصحية لهذه الملونات هي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي كالربو وايضاً يؤثر على الجهاز العصبي فيسبب العصبية، إذ أن الصوت العالي من أبرز تأثيرات هذه الألوان".
وينبه الى انها "تقلل نسب الكالسيوم في جسم الطفل فلا يمكنه الاستفادة مما يتناوله، انما يؤدي ذلك الى سحب عناصر الطعام المفيدة وغيرها".
ويؤكد ان المواد الملونة "تعمل على تقليل كفاءة الجهاز المناعي وتقليل عمله، وهذا ما يجعل المستهلك والأطفال بصفة خاصة معرَّضين للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة".
ويشير الى اهمية دور الاسرة في مراقبة الأطفال عند شرائهم الحلويات وعدم السماح لهم بشراء حلويات، لا تتناسب مع أعمارهم، كما يجب أن تتحلى الأسرة بالثقافة الاستهلاكية الصحيحة، لتتمكن من غرسها في أبنائها وذلك من خلال عدم تعويدهم على تناول الحلويات بشكل مستمر، بل ينبغي أن يكون الغذاء الممنوح لهم متنوعا وغنيا بالفوائد الصحية لهم