الإدارة الناعمة ومهارات المدير
23-آب-2022
أ.د. حمزة محمود شمخي
من الاساليب الادارية التي لم يوسع طرحها الفكر الاداري بشكل مستقل بعد ،هي الادارة الناعمة Soft Management والتي اخذت حيزا مهما من اهتمامات مدراء منظمات الاعمال المعاصرة والتي تعد اسلوبا مميزا وسببا في رقيها ضمن الظروف البيئية المتغيرة والتحول نحو القيم الرقمية والتقنية والمعلوماتية التي تسير حياة الاعمال حاليا.
وبداية هذا الاسلوب هو تلك الدراسات الانتقادية لكل من مناهج وقواعد المدرسة التقليدية في الادارة ورائدها المميز( Fredrik Tayler) وزملاؤه مثل (Henre Fayol) ونقيضها المدرسة الانسانية ورائدها المبدع ( Alton Mayo) وزملاؤه مثل ( Douglos Macgreger ) واللتين تعدان الحجر الاساس لتطور الفكر الاداري المعاصر.
واول من اعطى لهذا الاسلوب قيمته عالمة الادارة (Wood Ward ) عندما سعت في عام 1958 الى تقييم كلتا المدرستين من ناحية مضامينهم وقواعدهم التطبيقية ونظرتهم الى الفرد والسمات وسلوك المدير في التعامل مع المرؤوسين داخل الهيكل التنظيمي.
ودراسة (Ward) انطلقت من ان هناك فكرا إدارياً حددته المدرسة التقليدية في الادارة مبني على اساس ( تخطيط دقيق، تنظيم مفصل، رقابة مباشرة) ووصف للفرد العامل بانه آلة، وسمته بالإدارة المتشددة ( Hard Management) وهذا الفكر الذي رفضه (مفكرو المدرسة الانسانية في الإدارة واستبدلوا الإدارة المتشددة بنوع آخر من الإدارة التي تركز على اهتمامات العامل وترك الحرية له تخطيطاً وتنظيماً ومراقبة وسمي هذا بالإدارة الناعمة Soft Management).
وساعدت المتغيرات البيئية التي تعمل في محتواها منظمات الاعمال وبسبب السير نحو ثورة المعلوماتية وتكنولوجيتها ابتعدنا عن الادارة المتشددة باتجاه الادارة الناعمة وركيزتها المدير القائد والمرؤوسين في الهيكل التنظيمي، وضمن هذا المثلث يمارس القائد دوره الاداري من خلال التعامل المبني على اللين والمرونة فهي (سحر الادارة التي تستند إلى مبدأ الادارة المرتكزة على الإنسان people-centered management فهو منحهم الثقة والايمان بهم وقدراتهم وفي المقابل هم منحوه النجاح). وتعزز أسلوب الإدارة الناعمة مع (تطور فلسفة إدارة الجودة الشاملة وهي تعني الاهتمام بالجوانب المتعلقة بأسلوب القيادة وثقافة المنظمة التي تشمل القيم والمعتقدات والانفتاح والمشاركة وديناميكية فرق العمل والتركيز على تقوية الجانب الإنساني). وتؤكد الدراسات انه رغم قناعة القائد المدير بمنح المرؤوسين مشاركة في القرار فان ذلك لا قيمة له مالم (ترافقه عقلية إدارية قائمة على الليونة في التعامل، ومراعاة ظروف العمل والعاملين، ولا تحول المنظمة إلى "جمعية خيرية" فالإدارة الناعمة، هي الأصل ولكن مع عدم إسقاط أي أساليب قيادية أخرى).
والإدارة الناعمة تحتاج الى قوة إدارية ناعمة والقوة الناعمة كمصطلح صاغة (Joseph Nay) من جامعة هارفارد في كتابه (Soft Power) عام 1990 لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للاقناع (مع القوة الناعمة أفضل الدعايات ليست دعاية) موضحاً أنه في (عصر المعلومات تعد المصداقية أندر الموارد) ثم طوره عام 2004 ليفتح الباب لدراسة القدرة على التأثير في(سلوك الآخرين عبر الجاذبية والاحتواء وليس الإكراه).
ويعتبر الفاعل الرقمي في ظل العولمة بتقنياتها وتحولاتها (فاعل جديد يمثله نموذج الانسان الرقمي، حيث بدا يتصدر بشكل جلي وكبير منذ عقدين، الذي اسهم في تغيير الواقع، جعلت من القوة الناعمة سياسة تقوم على اللا عنف بعد فشل او تراجع العنف).
وتحول المفهوم الى التطبيق الاداري ليربط مع الادارة الناعمة ونخرج بسلوك جديد للقائد المدير وتصبح اهم ممارسة لمن هو يمثل قمة الهرم التنظيمي في منظمات الأعمال.
والقوة الناعمة في الادارة هي (القدرة على التأثير في الآخرين بحيث يصبح ما تريده هو نفسه ما يريدونه، وبحيث تصبح قيمك وثقافتك ومبادئك وطريقتك في الحياة هي النموذج الذي يودون احتذاءه).
ان فكرة الإدارة الناعمة انتشرت في قطاع الأعمال وساعدت في رقيها. وهي ترى ان التسلسل الهرمي من (الاعلى الى الاسفل ونقل القرارات في زمن العصر الرقمي لا جدوى منها) وسوف تستبدل بقرارات نازلة فاعلة يقبلها المرؤوسون بقناعة ويسعون لتنفيذها.
والادارة الناعمة تعني قرب المدير من المرؤوسين وفهم حاجاتهم وأهدافهم ورغباتهم، ومعاملة المرؤوسين على انهم (المصدر الأهم للنجاح في المنظمة وهم أثمن قيمة كفائدة تنافسية).
والإدارة الناعمة لا تؤمن بان هناك (انسانا فاشلا، لكن هناك انسان لم تتح له الفرصة أو لم يتضح له الطريق)، وبسبب خصوصيتها فان الادارة الناعمة (تركز على تقييم الاداء وليس تقييم المرؤوس) وهي تؤمن بأن (الرقابة المثالية هي اللا رقابة واستبدالها بقيم الرقابة الذاتية وربط أهداف الفرد بأهداف المنظمة).
إن القائد المدير الذي يستطيع ان يقتنع بهذه الإجراءات عليه ان يكون (ناعما) إداريا ويمارس إدارته بفاعلية ناعمة وقدرة دون إدارة (التشدد) لتحقيق أهداف المنظمة.
البرلمان.. 130 تشريعًا متوقفًا و8 جلسات لم تُعقد ورواتب تُصرف لنواب غائبين
11-أيار-2025
بسبب خور عبدالله.. مطالبة برلمانية بمنع الكويت من حضور قمة بغداد
11-أيار-2025
العوادي: لا يوجد ربط بين المساعدات للدول العربية وحضور قمة بغداد
11-أيار-2025
السياسة في العراق.. تدوير للفشل أم تعطيل للتغيير؟
11-أيار-2025
لماذا لا تنتج الانتخابات العراقية تغييرًا حقيقيًا؟
11-أيار-2025
غدا الاثنين.. طاولة الإطار التنسيقي تبحث زيارتي طهران وانقرة وقمة بغداد
11-أيار-2025
ثمانون عامًا من الانتصار على النازية.. كييف تستعرض دورها المحوري في هزيمة الرايخ الثالث
9-أيار-2025
إشارات السلام الروسية: دبلوماسية أم فخ سياسي؟
9-أيار-2025
خلال ندوة حوارية أقامها مجلس الأمجاد الثقافي الهاشمي يقلّب صفحات الصحافة الورقية في عصر تكنولوجيا
8-أيار-2025
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech