الإيزار التراثي: فن لا يتقنه سوى العراقيات.. ويشتهر في الخضر
25-كانون الأول-2023

بغداد ـ العالم
تشتهر مدينة الخضر العراقية بصناعة الإيزار التراثي، المزدان بالأشكال والرموز، وهي مهنة محصورة بالنساء العراقيات، ولا يزاولها الرجال أبداً. والخضر جغرافياً حاضنة مدينة الوركاء أو أوروك السومرية، وهي مدينة كلكامش وملحمته، وتُعدّ من أوائل المراكز الحضارية في العالم (4000 ق. م)، ومركزاً دينياً لعبادة عشتار. سُمّيت تيّمناً بـالخضر (ورد ذكره في سورة الكهف)، وظهرت فيها الكتابة المسمارية، وهي علامات وأشكال مقطعية منقوشة بشكل لافت على الطين.
كما اشتهرت الخضر التابعة إدارياً لمحافظة السماوة، بصناعة الفخار عبر استعمال العجلة، كما يقول طه باقر، في كتابه "مقدّمة في تاريخ الحضارات القديمة". يُحاكي الإيزار الكتابة المسمارية من ناحية الرموز والأشكال، ومن هنا يُعتقد بأصله السومري. يقول الباحث الأكاديمي ورئيس تحرير مجلة "التراث الشعبي" العراقية صالح زامل، "إن الإيزار هو حرفة يدوية تتميّز بها مدينة السماوة، ولا يمكن البتّ بشكل نهائي في سبب وجوده بهذا المكان دون غيره، ولكن نحن نُعلّل ذلك، إذ نجد انفتاح هذا المكان على البادية هو السبب الرئيس لانحصاره فيها"، وفقاً للشرق. يضيف: "فهي مركز يتبضّع منه البدو، ومما يتبضّعون هو الإيزار الذي يشغل مكاناً كبيراً لدى البدوي، فضلاً عن المواد الصوفية. ونعرف أن الكثير من الحِرف والصناعات الشعبية لصيقة بحاجات الإنسان وبيئته".
تقول أم محمد (التفات خريجان) مسؤولة مشغل صناعة الإيزار "يحضر الإيزار أو الشف، أو السجاد المصنوع يدوياً، ابتداءً من تجهيز صوف الغزل حتى إنتاج القطعة، وجوباً في التقاليد الشعبية العراقية؛ فقد كان من تجهيزات العروس، كما يُستعمل لفرش الأرض أو تغطية الأرائك. ويسمّى نوع منه البساط المنثور؛ وهو مزدان بزهور منثورة على متنه، بينما يحتوي النوع الديواني، على حيوانات مثل الجِمال، وعربات ملكية وفي حاشيته منائر وطيور أسطورية".
وعن عراقة صناعة الإيزار ومستقبل العمل الجمعوي، تضيف: "مارست المهنة منذ أن كان عمري 16 سنة، فقد ورثتها عن والدتي، وبعد العام 2003، فكّرت بإنشاء مركز يجمع النساء في منطقتي، ويحميهن من الفقر والتهميش".
أضافت: "قمنا بورشات تعليمية لتدريب الجيل الجديد، يشتغل في المركز 70 عاملة، يستغرق العمل في الإيزار مدة طويلة، وتعتمد النساء النسّاجات على مخيلتهنّ، برسم الأشكال والألوان أسوة برسوم الأطفال العفوية وبالألوان الزاهية الشمسية الساطعة".
ترى مسؤولة المركز ضعفاً في التسويق التجاري، وعدم إقبال المواطن العراقي على شرائه، ما عدا الأجانب الذين يسحرهم هذا النوع من الفن التقليدي الفطري، علماً أن الإيزار شارك في معرض بغداد الدولي، ومعرض في وزارة الزراعة، كما تلقّى المركز دعماً من البنك المركزي العراقي تثميناً له.
تقول أم محمد: "يجب أن تتعهّد به الدولة تسويقياً وإلّا، ستتعرّض هذه الصناعة التقليدية الجميلة، التي لا تخلو من مقوّمات الفن التشكيلي إلى الانقراض. علماً أنه لا توجد دراسات أنثروبولوجية حول هذه الحرفة ومهن أخرى مهدّدة بالزوال في العراق".
تُستهجن في العراق مهنة الحائك بشكل خاص، وكذلك المهن الأخرى عامة، وذلك (ربما) بسبب طغيان الثقافة البدوية كما يقول عالِم الاجتماع علي الوردي، التي لا تحبّذ سوى مهنة الرعي والقتال والانتساب حصراً إلى القبيلة، مثلما قال الشاعر دريد بن الصّمّة "وما أنا إلا من غزيّة إن غوتْ غويت، وإن تَرشد غزيّة أرْشد"، فليس مقبولاً في عُرف البداوة، ألقاب المهن والحِرف كالحدّاد والسمّاك والجزراوي، وكذلك ألقاب المُدن كالبصري والموصلي والحلي وسواها.
منعَ نظام البعث خلال الحرب العراقية الإيرانية استخدام المهن كألقاب للوزراء ورؤساء الدوائر الحكومية، في عودة عكسية إلى العشيرة اعتماداً عليها ورفعاً لشأنها وسيطرتها، بعدما أهمل دورها، بدعوى التقدّم ومركزية الدولة، وتزامن ذلك مع الارتداد الآخر للسلطة آنذاك، وفرضها على العراق قسراً ما سُمّي "الحملة الإيمانية"، إهداراً لمدنية المجتمع التي تقدّمت نسبياً.

تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech