الاتصالات تتخلى عن «الكابل الضوئي» وتحرك نيابي على قرار الوزيرة «المفاجئ»
9-تموز-2023
متابعة/ العالم
ابدى نواب ومراقبون استغرابا من قرار وزيرة الاتصالات والاعلام هيام الياسري بـ"إيقاف" العمل في مشروع الكابل الضوئي، الذي كانت توشك على الانتهاء منه، بعد صرف المليارات عليه لأجل انتشال العراقيين من كابوس خدمات الانترنت السيئة.
ويعاني غالبية العراقيين من خدمات سيئة توفرها شركات الانترنت التي لا تخضع لعمل رقابي حقيقي من طرف الحكومة، وبالتالي فان المواطنين تحولوا الى لقمة سائغة لها.
ويقول متخصصون، ان مشروع الكيبل الضوئي مهمته: تحسين خدمة الإنترنت.
واضافوا، ان المشروع "يحقق إيرادات كبيرة للدولة قد تتجاوز التريليون دينار سنويا"، لكنهم تساءلوا عن مصير الاموال الطائلة المصروفة على المشروع طيلة السنوات الماضية؟
وكانت وزارة الاتصالات قد اعلنت في العام 2015، انطلاق اعمال المشروع الوطني للإنترنت، "الكيبل الضوئي".
وقالت الوزارة في حينها ان هذا المشروع هو الاكبر لمشاريع البنية التحتية للإنترنت في العراق، ويمتد من شمال العراق إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، ويربط البلد ايضا بدول الجوار.
ويهدف المشروع الى انشاء منصة رقمية وطنية متطورة معتمدة على شبكة بنية تحتية من ألياف ضوئية بسعات عالية، وتمكين العراق من امتلاك شبكة حكومية مؤمنة، ستؤسس بدورها لحوكمة الكترونية فعالة.
يقول عضو مجلس النواب كريم عليوي، ان "العراقيين يعانون كثيرا من ضعف خدمة الانترنيت المقدمة لهم. ولهذا يجب الإسراع بإنجاز المشروع الوطني للكيبل الضوئي في العراق"، مشيرا الى "توقفه لأسباب غير معلومة".
ويضيف عليوي، أن هذا المشروع سوف يقدم خدمة أفضل للمواطنين، مطالبا "الجهات ذات العلاقة بكشف أسباب توقف مشروع الكابل الضوئي في العراق".
أما النائب رفيق الصالحي، فيجد ان "مشروع الكيبل الضوئي في العراق يعد من اهم المشاريع الخدمية التي لها ارتباط مباشر بالخدمات المقدمة الى المواطن العراقي. ولهذا يجب الإسراع باكمال هذا المشروع من أجل ضمان وصول خدمة الانترنيت بشكل جيد الى المواطن".
ويؤكد انه "سيكون لنا تحرك نحو الجهات المسؤولة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء توقف انجاز هذا المشروع، رغم أهميته الكبيرة للمواطنين".
وتعقيبا على قرار الوزيرة، يعلق الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى اكرم حنتوش، ان "قطاع الاتصالات والانترنيت من اهم القطاعات التي يمكن أن تحقق مشاركة فعلية في تنويع ايرادات الدولة العراقية، في ظل حاجة الاقتصاد الوطني الى ذلك"، مشيرا الى ان "المشروع الوطني للانترنت (الكيبل الضوئي) قد يكون رافدا أساسيا لموازنة الدولة العراقية بما لا يقل عن مليار دولار سنويا".
ويقول ان "هذا المشروع الحكومي الذي بدأ العمل به منذ سنوات يقدم شبكة انترنيت متكاملة وبسرعة وجودة قياسية نظرا لما متاح حاليا من شبكات، ما يسهم في تفعيل التجارة الالكترونية وخدمات الدفع الالكتروني ".
ويؤكد حنتوش أن المشروع "اقترب من مراحله النهائية"، وبالتالي فإن اعلان وزارة الاتصالات بشكل مفاجئ التوجه نحو مشاريع اخرى كالانترنيت عبر الفضاء، يثير استغراب الكثيرين، بينهم المتحدث.
ويتساءل حنتوش عن "مصير المليارات التي صرفت على مشروع الكابل الضوئي الذي أوشك على الانتهاء؟".
أما الخبير في شؤون الاتصالات مصطفى الموسوي، فيصف القرار الوزاري بأنه "تخبط كبير" في عمل وزارة الاتصالات. ويجادل الموسوي بأن اغلب القرارات تتخذ بشكل "غير مدروس".
ويجد أن "الوزارة تعمل بفرضية (لا أعمل كي لا أخطئ) ولهذا تراجع العراق ضمن التصنيف العالمي للاتصالات"، متهما الوزارة بأنها منشغلة "بأفكار غير مدروسة، وتركت متابعة الكثير من المشاريع المقامة على الارض، ومنها مشروع الكيبل الضوئي".
ويكشف عن "وجود تخوف من قبل شركات القطاع الخاص للعمل مع الوزارة في الوقت الحاضر، بسبب القرارات غير المدروسة، التي ممكن ان تنعكس على العقود التي تبرم بين الطرفين".