طه المراياتي
ج1
تعرف امريكا الصهيونية و اوربا جيداً ان الصراع الفكري مع الاسلام لا ينتهي الا بانتصاره (اي الاسلام)... وان منطق الديانات السماوية الاخرى تقف عاجزة امام منطق و عقلانية الاسلام ، فالقضاء على الاسلام فكريا غير ممكن و القضاء عليه ماديا بأنهاء حياة اكثر من مليار مسلم غير ممكن ايضا. اذن هل يستسلم الغرب بقيادة الصهيونية العالمية من انهاء مؤامراته التي بدأت منذ عهدٍ ليس بقريب ، طبعاً لا ،فالدوائر الغربية لم ولن تتوقف منذ قرون في البحث عن علَّة تنهي فيها المشكلة الاسلامية(بالنسبة اليها) وتمحي الوجود الاسلامي الحقيقي من وجه الارض .
و بالفعل ،فبعد قرون من المؤامرات وبكل ما اوتوا من قوة ، وجدوا انه ، لا يمكن لكل ترساناتهم العسكرية و بجبروتها ان تنهي حياة اكثر من مليار مسلم ، و ان على المعركة ان لا تكون مع الاسلام بل مع المسلم. وبالفعل باتوا الان على مقربة من تفكيك شفرة البنى الداخلية للاسلام ، و سيرفعون رايات النصر عاجلا ام آجلا في ظل الهوة التكنولوجية التي تفصلنا عنهم ، بعدما وجدوا انهم قد استطاعوا الوصول لغرف نومنا و على مدار اليوم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فسلسلة "الاسلام الذي تريده امريكا" و التي كتبتها منذ سنين لاحدى القنوات و التي سانشرها تباعاً في جريدة العالم الغراء هي سلسة تذكير و تذاكر قبل ان اخوض في غمار الطامة الكبرى التي نعيشها اليوم جراء سقوط بغداد و الربيع العربي و سقوط سوريا و تحجيم دور حزب الله ، يعني انهاء محور المقاومة الذي يعرف كيف تفكر الصهيونية العالمية و تخطط و تتآمر و هي تقف على رأس الهرم السياسي و الاقتصادي و الاعلامي و التكنولوجي في العالم و هذه الاحداث بلا شك جزء من مؤامرة نشر الديانة الابراهمية ومحاولة احتوائها كل الاديان السماوية اي العودة لشعار شعب الله المختار ولكن هذه المرة باتفاق الكل و ايمان الكل بقدسيته حتى و لو بعد حين
* تعالو نتابع اول خيوط المؤامرة الدينية :
ارتأينا ان نبدأ بنشر مقتطفات من مذكرات همفر وهو الجاسوس البريطاني الشهير الذي التقى بمؤسس الحركة الوهابية المدعو محمد بن عبد الوهاب عندما كان في البصرة جنوب العراق. وهي وثائقية دونت في القرن الثامن عشر بواسطة هذا الجاسوس وفيها يتحدث عن دوره في إيجاد وتكوين حركة إسلامية محافظة سميت بالوهابية, وذلك كجزء من المؤامرة لتخريب العالم الإسلامي. ظهرت أول نسخة لهذه المذكرات في عام 1888 باللغة التركية في خمسة أجزاء.
يقول همفر:
بقيت في لندن مدة شهر آخر حتى أتتنا أوامر الوزارة بالتوجه إلى العراق مرة أخرى، لتكميل الشوط مع (محمد عبد الوهاب) وقد أمرني السكرتير بأن لا أفرط في حقه مقدار ذرة حيث قال أنه حصل من مختلف التقارير الواردة إليه من العملاء أن الشيخ أفضل شخص يمكن الاعتماد عليه ليكون مطية لمآرب الوزارة. ثم قال السكرتير: تكلم مع الشيخ بصراحة. وقال أن عميلنا في أصفهان، تكلم معه بصراحة، وقبل الشيخ العرض على أن نحفظه من الحكومات والعلماء الذين لابد وأن يهاجموه بكافة السبل حينما يبدي آرائه وأفكاره، وأن يزوده بالمال الكافي والسلاح إذا اقتضى الأمر ذلك، وأن نجعل له إمارة ولو صغيرة في أطراف بلاده (نجد) وقد قبلت الوزارة كل ذلك.
* ويستطرد همفر
لقد كدتُ أخرج عن جلدي من شدة الفرح بنبأ التكليف، قلت للسكرتير : إذن فما هو العمل الآن وبماذا أكلّف الشيخ، ومن أين أبدأ؟ قال السكرتير : لقد وضعت الوزارة خطة دقيقة لأن ينفذها الشيخ وهي :
1-) تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة، جعل رجالهم عبيدا ونسائهم جواري .
2-) وهدم الكعبة باسم أنها آثار وثنية إن أمكن ومنع الناس عن الحج وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم.
3-) والسعي لخلع طاعة الخليفة او السلطان، والإغراء لمحاربته وتجهيز الجيوش لذلك، ومن اللازم أيضا محاربة (أشراف الحجاز) بكل الوسائل الممكنة، والتقليل من نفوذهم .
4-) وهدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك والاستهانة بشخصية النبي (محمد) بآل بيته وخلفائه ورجال الإسلام بما يتيسّر .
5-) ونشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه .
6-) ونشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة ونقيصة .
* ويستطرد ايضا:
قال السكرتير لي بعدما بيّن البرنامج المذكور: لا يهولنّك هذا البرنامج الضخم فإن الواجب علينا أن نبذر البذرة وستأتي الأجيال الآتية ليكملوا المسيرة، وقد اعتادت حكومة بريطانيا العظمى!!! على النفس الطويل، والسير خطوة خطوة، وهل محمد النبي إلا رجل واحد تمكن من ذلك الانقلاب المذهل؟ فليكن (محمد عبد الوهاب) مثل نبيّه (محمد) ليتمكن من هذا الانقلاب المنشود .
ومن هناك تم بناء أولى الروابط في العلاقات الحميمة بين ابن عبد الوهاب و ابن سعود وبين وزارة المستعمرات في الحكومة البريطانية التي استخدمتهما لضرب الدولة العثمانية... فأضعفتها داخليا، وتسببت لاحقا في انهيارها ثم حولت بريطانيا ابن سعود و ابن عبد الوهاب ليكونا أداة لقتل المسلمين في الطائف ومكة والمدينة وغيرها من بلاد المسلمين بعد أن أصبح لهم جيش يُغير على قرى الشام فيقتل رجال المسلمين ويَسْبُي النساء والعياذ بالله تعالى من الضلال.
* زرعت بريطانيا اول بذور الفتنة في المنطقة و حاولت جاهدة ان تتغلغل في المنطقة العربية و تفرض سيطرتها بكل الوسائل و نجحت بالفعل بعد انتصارها في الحرب العالمية الاولى حيث كانت اراضي نجد و الحجاز منطلقا لبريطانيا للاغارة على العثمانيين في فلسطين و محاولة استنزافهم .. كجزء من المعركة التي تخوضها بريطانيا ضد حليفة المانيا وهي الدولة العثمانية.دعمت بريطانيا ابن سعود فاستحوذ على بقية حواضر شبه الجزيرة كالحجاز و نجران و نجد وغيرها و فرض سيطرته الكلية عليها و اقام دولته المزعومة....المملكة العربية السعودية.
و هذه اول خيوط المؤامرة.... او لنسميها المراحل الاولى من المؤامرة. اذ مهدت بريطانيا لظهور مذهب يخالف و يعادي و يكفّر المذاهب الاخرى ...(وهي مذاهب اهل السُنة الاربعة و مذهب اهل البيت) وهذا المذهب هو المذهب الوهابي، دون ان تعرف بريطانيا انها تعمل بالنيابة عن الصهيونية و ان اوربا كلها كانت و لازالت ضحية مؤامرة صهيونية انهت المسيحية فيها من قبل و اضرمت نار الوثنية الان