البحراني: تعلمت النحت على يد الوكيل.. وأبهرني سحر آثار بابل
25-نيسان-2023
بغداد ـ رشا الخفاجي
أتاحت له الدراسة في معهد الفنون الجميلة في العاصمة بغداد، ان يطلع على أساسيات فن النحت، فضلا عن اكتساب المهارات والخبرة على يد عدد من كبار النحاتين الذين درسوه في المعهد، وفي مقدمتهم الفنان عبد الرحيم الوكيل..
فتن البحراني بهذا الفن ومارس هوايته منذ الصغر على شواطئ الفرات في صناعة الهيئات والأشكال من مادة الطين.. وما ان تخرج حتى عين أستاذا معيدا في معهد الفنون ..
ولد في محافظة بابل عام 1965، وحصل على علومه الأولية في مدارسها، ثم انتقل الى بغداد لإكمال دراسته الجامعية .. وما لبث ان شد الرحال الى المهجر ليقيم في دولة السويد..
اختط البحراني لنفسه طريقا اخر، ميزه عن غيره من النحاتين العراقيين، وهو تصميم كؤوس البطولات الرياضية، وكان أخرها كأس بطولة الخليج العربي بنسختها الأخيرة التي اقيمت في البصرة مؤخرا، وهو ما جعله يحصل على حزمة كبيرة من الأضواء.
"العالم" التقت البحراني للتعرف الى خفايا رحلته الفنية، وموضوعات اخرى في هذا الحوار.
• من أوقد في قلبك العشق، لهذا اللون من الفن؟
ـ بداياتي كانت تقليدية في المدرسة، فقد كنت محظوظا بوجود معلم تربية فنية كبير، رجل تربوي محترم، هو الأستاذ جعفر، الذي كان بمثابة الأب للجميع، وكنت معجبا بمهاراته في التعامل مع الطين .. خلق لدينا هذا الرجل شغف في صنع الأشكال والهيئات للبشر والطيور وغير ذلك. الشخص الأخر الذي غرس بداخلي حب فن النحت، هو جارنا الأستاذ فاضل الأخرس، الذي كنت أشاهده وهو يصنع بعض الأشكال ومنها، الطائرة الورقية الملونة، وكانت الانتقالة الكبيرة خلال زيارتي لأثار بابل، أذ سحرت بجمال أثارها المتمثلة، بأسد بابل وشارع الموكب وبوابة عشتار ومسلة حمورابي.
• من كان وراء دخولك مجال فن النحت؟
ـ حبي للفن منذ الطفولة هو الذي جعلني اختار هذا الفن، فقد كانت هوايتي منذ الصغر، اللعب بالطين على ضفاف نهر الفرات وصناعة الأشكال، تطور الأمر فيما بعد بدخولي لمعهد الفنون الجميلة، لأتعلم الحرفة على يد اساتذة كبار.
• ما الافكار او الرسائل التي حاولت تضمينها في تصميمك لكأس الخليج؟
ـ كأس الخليج هو نتيجة عمل مشترك مع صاحب القرار سمو الشيخ جاسم بن حمد ال ثاني الذي كان له دورا كبيرا في دعم عودة مشاركة العراق في بطولات الخليج بعد انقطاع دام ١٥ عام، وفي خليجي ١٧ عاد العراق الى بطولة الخليج، وتم تكليفي بصناعة كأس البطولة وتضمينه فكرة عودة الأخ الى بقية أخوته.
• ما سبب اختيارك للمجال الرياضي في أعمالك الفنية؟
ـ لا يوجد سبب محدد، فقط هي الظروف المحيطة التي عشتها في الدوحة حيث كثرة الأحداث الرياضية، واهتمام الدولة هناك بالرياضة وتجميل المدينة والمناطق التي تقام فيها البطولات بالنصب والتماثيل، ولكوني أتواجد في الدوحة، تم تكليفي بعدد من المشاريع الرياضية التي ساهمت في تغيير شكل المدينة نحو الأجمل …
• ما المعارض التي شاركت فيها؟
ـ لدي العديد من المشاركات في المعارض، وصلت إلى (17) معرضا شخصيا، فضلا عن مشاركات أخرى في معارض جماعية في مختلف دول العالم، ونصب تذكارية في عدد من عواصم العالم …
• كيف تقيم انتشارك محلياً وخارجياً، والى ماذا تعزي قلة أعمالك في الوطن؟
ـ لا أزال ابحث وأتعلم وهناك الكثير لم احققه بعد، وانتشاري الأخير ربما يعود لإنجازي مجموعة من الأعمال الجماهيرية التي حققت فيها حضورا طيبا في الأوساط الفنية العربية والدولية، ومنها كأس بطولة الخليج على الرغم من كوني لم انجز اعمل في العراق بسبب انشغالاتي بأعمال اخرى
• كيف تنظر الى جيل النحاتين الشباب؟
ـ هناك جيل مميز ورائع من المبدعين الشباب في العراق وهم بحاجة الى دعم الدولة اولاً، اضافة الى جهدهم الشخصي في تطوير مهاراتهم، رغم صعوبة المهمة في الظروف التي يمر بها العراق اليوم، ولكنني اجد ان هناك مجالات مهمة سيكون لهم دورا في وضع بصمتهم فيها في المستقبل القريب .
• ما طموحك الفني؟
ـ طموحي ان أظل أتعلم وابحث، ولا أتوقف عن ذلك، والأهم هو ان يكون لي يوما ما عمل في بلدي وهذه امنية اتمنى ان تتحقق .
• افضل عمل نحتي آثار اهتمامك؟
ـ العراق من شماله إلى جنوبه مليء بالآثار العظيمة التي تثير انتباهنا نحن الفنانين وكذلك الجمهور ولكن تظل مدينة بابل الأكثر قرباً لي كوني ابن بابل.