بغداد - العالم
رجحت المجموعة التي أشرفت على الدراسة الجديدة التي تقول إن الحل في مواجهة آلام الظهر قد يتمثل ببساطة في السير والتريض، أن يكون السبب وراء تحسن أوجاع أسفل الظهر يعود إلى الحركات المتناغمة السلسة التي تقوم بها العضلات أثناء السير، فضلا عن دور المشي في تقوية عظام وعضلات الظهر، والإحساس بالاسترخاء وتخفيف الألم الذي يواكب الحركة مع إفراز الجسم للنواقل العصبية التي تبعث على السعادة أثناء السير.
ويشكو قرابة 800 مليون شخص حول العالم من أوجاع أسفل الظهر، بحسب بعض الإحصاءات.
وينصح الأطباء عادة بتناول أدوية ومسكنات وممارسة بعض التدريبات الرياضية لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة، ولكن الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “لانست” المتخصصة في الأبحاث العلمية تؤكد أن السير قد يكون وسيلة فعالة وسهلة ومجانية للتصدي لهذه المشكلة الصحية.
وشملت الدراسة نحو 700 مريض يعانون من نوبات آلام غير حادة أسفل الظهر، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين قامت إحداهما بممارسة تدريبات رياضية علاجية تحت إشراف الأطباء، فيما تم وضع برنامج للسير والتريض لأفراد المجموعة الأخرى.
المجموعة التي قامت بممارسة السير تغيبت فترات أقل من العمل بسبب أوجاع الظهر على مدار فترة الدراسة
وبعد متابعة الحالة الصحية للمتطوعين في التجربة خلال فترة ما بين عام إلى ثلاثة أعوام، تبين أن المجموعة التي مارست السير والتريض تعرضت لنوبات أقل من أوجاع أسفل الظهر مقارنة بأفراد المجموعة الأخرى، كما أن الفترة البينية بين تكرار النوبات صارت أطول، حيث وصلت إلى 208 أيام لدى المجموعة التي مارست المشي والتريض، مقابل 112 يوما للمجموعة التي مارست التدريبات العلاجية.
وتبين أيضا أن المجموعة التي قامت بممارسة السير تغيبت فترات أقل من العمل بسبب أوجاع الظهر على مدار فترة الدراسة.
وأجرى باحثون في مجال آلام العمود الفقري من جامعة ماكواري في أستراليا دراسة هي الأولى من نوعها في العالم للنظر في كيف يمكن للمشي أن يساعد في وقف تكرار الألم في أسفل الظهر.
وتوصل الفريق إلى أن “أولئك الذين يمشون خمس مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة في المتوسط يوميا، وتلقوا تدريبا من أخصائي العلاج الطبيعي، تخلصوا من الألم ما يقارب ضعف المدة التي استغرقها ألم الظهر للعودة إلى أولئك الذين لم يمشوا ولم يتلقوا أي علاج”.
وقال الباحثون إن الخطوات المنتظمة أدت أيضا إلى تحسين نوعية حياة المرضى، كما انخفض مقدار الوقت الذي يتعين عليهم التوقف فيه عن العمل إلى النصف.
ويعد ألم الظهر واحدا من الأسباب التي تَجعل المصابين به يلجؤون لطلب المساعدة الطبية أو يفقدون عملهم. ويعد ألم الظهر أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم.
من الممكن أن يتراوح ألم الظهر ما بين الشعور بألم في العضلات والإحساس بالرشق أو ألم يشبه الطعن
ويمكن لبعض التدابير المساعدة في الوقاية من معظم نوبات آلام الظهر أو تخفيفها، خاصة لدى من تقل أعمارهم عن 60 عامًا. وإن لم تُجْدِ الوقاية نفعًا، فيمكن للعلاج المنزلي البسيط والتعامل الصحيح مع الجسم في الكثير من الأحيان شفاء الظهر خلال أسابيع قليلة. ونادرًا ما يتطلب ألم الظهر إجراء جراحة لعلاجه.