بغداد ـ العالم
أعلنت وزارة البيئة، عن البدء باجراءات عملية تحويل بحيرة ساوة في محافظة المثنى، الى محمية طبيعية، مشيرة الى أنها تبحث مجمل الملفات المهمة الخاصة بالتغييرات المناخية والمعالجات المعنية التي تتخذها الدولة والحكومة في هذا الموضوع والاثار السلبية الناتجة عنها.
وقال مدير عام دائرة التوعية والاعلام في وزارة البيئة أمير علي الحسون انه "ومنذ تولي وزير البيئة منصبه بدأ ببحث مجمل الملفات المهمة، بدءاً بملف التغييرات المناخية والمعالجات المعنية التي تتخذها الدولة والحكومة في موضوع التغييرات المناخية، والاثار السلبية الناتجة عنها، وموضوع الحزام الاخضر والتنمية المستدامة والعواصف الغبارية".
واضاف الحسون ان "الوزير بدأ بالاتجاه الى تحشيد الوضع الحكومي والوزاراتي في سبيل وضع المعالجات، وتحشيد الجهد الدولي والدعم الدولي لدعم العراق لهذا الموضوع"، مبيناً أن "من ضمن الملفات الاهتمام بالادارة المثالية للمياه من خلال اتباع سياسة عدم الهدر فيها، عبر الاستعانة بأكاديميين ومستشارين في البيئة".
الحسون، نوه الى ان "واحدة من الملاحظات المهمة هي بحيرة ساوة والوضع المزري الذي تعرضت له هذه البحيرة، حيث تم اقرار مجموعة من المشاريع الخاصة بالنظم البيئية، منها اقرار بحيرة ساوة محمية طبيعية وطنية"، لافتا الى انه "ومن خلال هذا الاقرار ستكون هنالك ادارة خاصة بهذه البحيرة وسيكون هنالك اهتمام كبير من المحافظة بهذه البحيرة".
مدير عام دائرة التوعية والاعلام في وزارة البيئة اوضح ان "الوزارات ستكون معنية بأدوار مهمة من اجل عودة بحيرة ساوة الى وضعها الطبيعي"، مردفاً ان "موضوع التخصيصات للبحيرة سيكون في وقت لاحق، لكن المهم الان الاجراءات العملية بهذا الصدد". يشار الى ان بحيرة ساوة هي مغلقة مالحة تقع في محافظة المثنى العراقية قرب نهر الفرات، 23 كلم غرب مدينة السماوة، ولا تملك بحيرة ساوة أنهار تصب فيها أو تخرج منها إنما تتزوّد بالمياه الجوفيّة من تحت البحيرة والتي ترشح إليها من نهر الفرات عبر الصدوع والشقوق.
في 17 نيسان 2022، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية جفاف البحيرة كاملةً، وأن هذا الجفاف قد حدث أول مرة.
بحيرة ساوة تعد من البحيرات الفريدة لما تتصف به من ارتفاع نسبة الملوحة فيها مقارنة بباقي البحيرات والأنهار في العراق حيث تبلغ هذه النسبة 1500 بالمليون وهي نسبة عالية جداً وهي أعلى ملوحة من مياه الخليج بمرة ونصف.
يتراوح عمق المياه في البحيرة بين أربعة إلى خمسة أمتار، كما يتباين لون الماء بين الأخضر الداكن (قرب الضفاف) إلى اللون الأزرق في العمق. يتقلب مستوى المياه في البحيرة بين مواسم الجفاف والرطوبة لكنها لا تجف بسبب التوازن بين الكمية المضافة من المياه الجوفية وكمية الماء المتبخرة.
شكل البحيرة كمثري ممتد طولياً وأقصى طول للبحيرة 4.74 كلم وأقصى عرض 1.77 كلم مع اتجاه شمال غربي جنوب شرقي وهي محاطة بحاجز كلسي يبلغ سمكه 12.5 كلم.
منطقة بحيرة ساوة جزء من السهل الجبسي وتتصف الأرض بالاستواء والانبساط، وتزداد درجة الميل بصورة عامة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بمعدل ارتفاع 2,7 متر بالكيلومتر الواحد وتكثر في المنطقة الظواهر الطبيعية مثل السبخة والكثبان الرملية. تعلو البحيرة بين واحد إلى أربعة أمتار عن الأراضي المجاورة، وتعلو عن نهر الفرات القريب منها بين خمسة إلى سبعة أمتار، كما ترتفع عن شط العرب والخليج بين 17-20 متراً. تمتلك البحيرة القدرة على بناء جدران ملحية (تتشكل أساساً من الجبس) تَحيط بالبحيرة من جميع الجهات، وهذه الجدران الملحية تشكل حاجزاً يمنع مياه البحيرة من التبدي والطفحان على الأراضي المجاورة.
على عكس الحياة المائية الفقيرة، تزخر البحيرة بأنواع الطُيور المائية حيث تصل أنواع الطُيور إلى 25 نوعاً، أهمها البط، غر أوراسي، غطاس صغير، الهدهد العراقي، خناق رمادي.
تعيش العديد من اللبائن في الحزام الصحراوي الذي يحيط بالبحيرة منها ثعلب روبل، الضباع، غرير العسل، بالإضافة إلى أنواع من الزواحف أهمها ثعبان الماء.