بغداد ـ العالم
شهدت اسعار صرف الدولار في بغداد، امس الأحد، تراجعا جديدا، لتستمر بالهبوط التدريجي البطيء، بعد تراجعه سجلته نهاية الأسبوع الفائت.
ووفقا لمراسل "العالم"، فإن سعر بيع الدولار في أسواق وصيرفات العاصمة بغداد في صبيحة تعاملات الأحد، بلغت 15275 دينار قبالة كل 100 دولار أمريكي. في حين بلغت أسعار الشراء 150750 دينار مقابل كل 100 دولار أمريكي، وسط ترقب شعبي للسوق خوفاً من تذبذبه أو ارتفاع سعره مرة أخرى.
وفي الرواية الحكومية، نجد أن انخفاض سعر الدولار جاء لعد أسباب منها "القدرات العالية لاحتياطات العراق من العملة".
وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، ان "من ضمن أسباب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي، ما هو مرتبط بالقدرات العالية لاحتياطات العراق من العملة الأجنبية وحسن إدارة تمويل التجارة الخارجية خلال الفترة الماضية".
وأضاف صالح، أن "السوق الموازي يقترب بشكل تدريجي من السوق الرسمي المركزي، لوجود انتظام في عملية التجارة الخارجية من قبل القطاع الخاص عبر منصة الامتثال والمرونة الكبيرة التي أدتها المصارف في التعاطي مع هذه المنصة لغرض تأمين التحولات".
وزاد، أن "الانفتاح على التحويل عبر طرق مختلفة ومنها بطاقات الدفع بكل اشكالها واستيراد العملة الأجنبية النقدية للعراق وتمويل التجارة الخارجية بمختلف العملات وليس حصر التعامل بالدولار فقط، أدى إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي أيضا".
وتابع، أن "السياسة النقدية للبنك المركزي تمارس دورها بدقة وإيجابية ووفق خطط قصيرة ومتوسطة الأجل للحفاظ على الاستقرار للاقتصاد الوطني، ولهذا سوف يواصل سعر الصرف الانخفاض في السوق الموازي".
من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم سوق البورصة في السليمانية كوران جبار، عن تذبذب مرتقب لسعر صرف الدولار في الأسواق في الأيام المقبلة بأسباب عطلة رأس السنة. وقال جبار، أن "سعر الدولار تراجع اليوم (أمس) بمقدار ألف دينار لكل 100 دولار وذلك لأسباب عديدة أهمها الحملة الإعلامية التي قامت بها الحكومة العراقية حول زيادة كميات الحوالات الخارجية مع بداية العام الجديد، وكذلك نية الحكومة التعامل بالدينار العراقي في جميع المعاملات المالية، إضافة إلى منح الدولار الأمريكي لخمسة مصارف بدلا من تسليمه للبنك المركزي العراقي".
وأكد جبار "وجود نيّة بربط تلك المصارف ببنك في عمان وزيادة أعداد المصارف في المستقبل القريب"، مبيناً أنه "إذا ما تم توحيد التعاملات المالية في البلاد بالدينار العراقي، فهذا سيمكن الدينار من التعافي وتراجع سعر صرف الدولار، وذلك كون أن حاجة الدولار ستقتصر فقط لدى التجار وكذلك لدى المواطنين الذين يرغبون في السفر إلى خارج البلاد".
ولفت جبار إلى أنه "من المتوقع أن يكون هناك تذبذب لسعر صرف الدولار خلال الأيام المتبقية من العام الحالي بسبب تعطيل الدوام لدى الكثير من الشركات وكذلك تصفيات الحسابات الختامية لدى الكثير من الشركات والعطلة الخاصة بأعياد رأس السنة".
فيما علقت اللجنة المالية البرلمانية، على الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار في السوق الموازي، بأنها الأزمة كانت "مفتعلة".
وقال عضو اللجنة معين الكاظمي، ان "الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار بالسوق الموازي يؤكد نجاح الحكومة في إيجاد حلول سريعة لازمة الدولار المفتعلة من قبل الجانب الأمريكي، والعراق خلال الفترة الماضية عمل على إيجاد حلول لهذه الازمة عبر تنويع سلة العملات الأجنبية في التعاملات الخارجية وغيرها من الخطوات العملية".
وأكد الكاظمي، ان "سعر الصرف في السوق الموازي، سيبقى بانخفاض بشكل تدريجي خلال الفترة القليلة المقبلة، وهناك إمكانية كبيرة للوصول الى السعر الرسمي المقر من قبل البنك المركزي العراقي، خصوصاً ان تحركات السلطة النقدية مستمرة لتقوية الاقتصاد العراقي الوطني".
وتوقع الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، يوم السبت، انخفاضًا تدريجيًا مستمرًا في أسعار صرف الدولار خاصة في النصف الثاني من شهر كانون الثاني 2024. وقال المشهداني، إن "اسعار صرف الدولار في السوق الموازي تشهد انخفاضا مستمرا، ولو كان بشكل طفيف لكنه تدريجي ومستمر"، لافتا الى ان "إجراءات البنك المركزي وقرارته وآليات عمل الحكومة كلها اسهمت مجتمعة في دفع اسعار الصرف للانخفاض". واضاف، انه "برغم زيادة الطلب على شراء الدولار مع نهاية 2023 بسبب سفر عدد ليس بالقليل من العراقيين للخارج لاسباب متعددة، ومنها قضاء عطلة نهاية السنة، لكن في كل الأحوال فإن سعر الصرف سينخفض مرة اخرى وبشكل تدريجي ليصل الى 145 الف دينار لكل 100$ في النصف الثاني من شهر كانون الثاني 2024" وفقا لتقديراته.
الخبير في الشأن المالي، ناصر الكناني، يجد ان سبب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي هو للحد من الحوالات السوداء.
ويتوقع، "استمرار انخفاض سعر الصرف بشكل تدريجي، خصوصاً مع الحد من الحوالات السوداء، لكن وصول سعر الصرف في السوق الموازي الى السعر الرسمي يتطلب مزيد من الوقت".
ويبين الكناني، ان "الانخفاض سيكون تدريجياً وبشكل بطيء جداً خلال الفترة المقبلة".