الديمقراطي الكردستاني يدفع أربيل إلى «تصفير الأزمات» مع بغداد
9-آب-2023
بغداد ـ العالم
أنهى وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، اجتماعاته المكوكية في بغداد، ليلة أمس، في مسعى لـ"تصفير الأزمات" بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، في المرحلة المقبلة، مؤكدا في جميع اجتماعاته مع المسؤولين الحكوميين وقادة الكتل السياسية أن أربيل مستعدة للالتزام بتنفيذ بنود الموازنة العامة.
والى جانب تلك اللقاءات، التقى الوفد الكردي بالسفيرة الأميركية لدى العراق، ومبعوثة الأمم المتحدة، إذ تلقى خطواته بهذا الصدد قبولا أميركيا ـ أوروبيا.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، مساء امس الثلاثاء، وفد الحزب الكردي برئاسة فاضل ميراني، فيما جرى، خلال اللقاء، بحث الأوضاع العامة في البلاد، والتأكيد على أهمية إسناد الحكومة في تنفيذ برامجها وسياساتها العامة التي تنطوي على أولويات تهدف إلى النهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي للبلد، وتلبية احتياجات المواطنين من الخدمات وتحسين أوضاعهم، عبر تنمية مختلف القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى استمرار الحوارات لحلّ المشاكل من خلال الاحتكام للدستور.
وتطرق اللقاء إلى انتخابات برلمان كردستان المقبلة، وضرورة تهيئة الأجواء اللازمة لإجراء انتخابات عادلة ونزيهة، من شأنها أن تعزز الاستقرار السياسي والأمني في الإقليم وتحقق تطلعات المواطنين هناك.
المكتب الإعلامي لزعيم تحالف الفتح هادي العامري، كشف عن مخرجات اجتماع الاطار التنسيقي الذي عقد في مكتب العامري وبحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وبحسب بيان مكتب العامري، الذي تلقته "العالم"، فإن "الإطار التنسيقي اجتمع في مكتب رئيس تحالف الفتح هادي العامري وبحضور رئيس الوزراء واستضافة وفد الحزب الديمقراطي".
وبحث الاجتماع آخر المستجدات السياسية والأوضاع التي تشهدها البلاد، كما ناقش ملف الانتخابات وعمل الحكومة وتنفيذ برنامجها الخدمي والتنموي.
واكد البيان، "مناقشة القضايا العالقة بين الحكومتين الاتحادية والإقليم، والتأكيد على أهمية تسوية القضايا العالقة بين الحكومتين الاتحادية والإقليم وفق الدستور والمصلحة الوطنية".
واشار الى "التشديد على اعتماد لغة الحوار وتوحيد الرؤى لتجاوز التحديات وتثبيت ركائز استقرار العملية السياسية".
من جهته، أكد عضو تحالف الفتح والقيادي في منظمة بدر، أبو ميثاق المساري، أن "العملية السياسية تمر بتحديات كبيرة أخرت (تنفيذ الفقرات المتفق عليها)، ولا يمكن أن نصف الموضوع بأنه تقصير من جانب الإطار التنسيقي أو المكون الشيعي".
وقال المساري، إنّ الاجتماع الذي عقد الاثنين "كان مهماً وحاولنا التوصل إلى رؤى مشتركة ندعم ونعضد بها مسيرتنا التي أنتجت حكومة محمد شياع السوداني وما زالت تسير بالعملية السياسية إلى الضفة الأخرى وبر الأمان". وكان عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان، قال إنّ "زيارة وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد يوم الأحد، ليست تعويضا عن زيارة وفد حكومة إقليم كردستان، كون الوفد الحكومي لديه أرقام وإحصائيات وبيانات مختلفة، ونحن لا نتدخل بعملهم".
وأضاف، أن "زيارة وفد الحزب الديمقراطي تهدف لتقريب وجهات النظر وإنهاء المشاكل والخلافات القائمة بين بغداد وأربيل، وأيضا التباحث في الملفات السياسية، ومنها الانتخابات وقانون النفط والغاز وقضايا أخرى".
مصدر مسؤول في الحزب أن "الزيارة ستكون لغرض إيصال عتب وانتقاد لعدم تنفيذ ورقة التحالف لتشكيل الحكومة الحالية برئاسة السوداني ومنها تأخر إرسال رواتب ومستحقات كردستان".
وتشهد محافظات الإقليم، لاسيما السليمانية احتجاجات وإضرابا عن العمل في عدة دوائر حكومية بسبب تأخر صرف الرواتب.
موظفون قالوا، إن ما يجري في الإقليم ما هو إلا فشل السلطات في إدارة شؤون المواطنين واصفين إياها بالممارسات اللاإنسانية، والمتمثلة في الحرمان من الراتب أو التعمد في تأخير صرفه، ويطالبون في الوقت عينه السلطة الاتحادية في بغداد باستخدام الحل الدستوري في حلحلة مشاكل المواطنين في الإقليم.
وأشعل قرار المحكمة الاتحادية العليا بإلغاء كافة القرارات الخاصة بتحويل الأموال الشهرية إلى إقليم كردستان فتيل الأزمة بين أربيل بغداد التي أقرت موازنة مالية لثلاث سنوات، إلا أنها لم تنفذ حتى اللحظة، الأمر الذي ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي عامة وإقليم كردستان خاصة.