الرئيس يدعو لتوفير السلاح للفصائل والسوداني: لن نفرط بالحشد الشعبي
14-حزيران-2023
بغداد ـ العالم
لمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي، نظمت احتفالية مركزية في بغداد حضرها كبار المسؤولين العراقيين، فيما غاب عنها غالبية قادة الحشد.
واعتبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له، انه لولا فتوى المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيستاني بتشكيل الحشد في مثل هذه الايام عام 2014 بعد ان احتل تنظيم داعش ثلث مساحة العراق "لكان العراق والمنطقة تحتَ حكم عصابات الإرهاب التي استباحت المدن".
ولم ينظم الحشد الشعبي استعراضا عسكريا كما جرت العادة سنويًا.
وقال السوداني: إن المتطوعين العراقيين هبوا اثر الفتوى بمختلف مكوناتهم وأطيافهم بشيوخِهم وشبابهم ليكونوا جنوداً مضحين ومدافعين عن وطنهم.. مشددا على ان التحدياتِ الأمنية التي واجهها العراقُ سابقاً أصبحت اليوم من الماضي بفضل يقظة القوات الأمنية.
واضاف ان دور تشكيلات الحشد الشعبي لم يقتصرْ على تحرير الأرض بل ساند الجيشِ لحفظ مؤسسات الدولة والنظام السياسي في العراق واصبح واحداً من بين أهمِّ التشكيلات الأمنية التي تعتمد عليها الدولةُ والحكومة لمواجهة الأخطار المستقبلية.
وشدد بالقول " لا يمكن الاستغناء اليوم عن الحشد الشعبي أو التفريط به على المستوى الأمني فقد أصبح جزءاً أساسيا من حالة الاطمئنان في الشارع العراقي".
وبين ان "الحشد بعد صدور قانونه يمتلكُ كامل الشرعية المستندة للدستور ويخضعُ لإشراف القائد العامّ للقواتِ المسلحة مثل بقية الأجهزة الأمنية".. منوها الى ان حكومته تعمل على وضع قانون يضمنُ لأبناء الحشد تقاعداً كريماً، مثل إخوتهم في باقي القوات الأمنية.
وأوضح ان الحكومة تعمل على إنشاء معسكرات ومقارّ وقواعد خاصة بالحشدِ الشعبي خارج المدن تحقيقاً للهدفِ القتالي الذي أُنشئَ من أجله.
من جهته، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد بالمناسبة الى توفير كل الدعم التسليحي للحشد الشعبي وقال ان فتى السيستاني بينت انه مقابل الجماعات الوحشية توجد أمة تؤمن بالقيم الانسانية النبيلة وعلى استعداد للتضحية بكل شي لإنقاذ المستضعفين من جميع الانتماءات .
اما رئيس البرلمان محمد الحلبوسي فقد اعتبر أن القوات المسلحة كان لها الدور الفاعل في مواجهة الإرهاب كما أن التضحيات التي قدمها أبناء الحشد الشعبي للدفاع عن العراق يشهد لها الجميع.
وشدد على "ضرورة إدامة النصر والحفاظ عليه من خلال استكمال الإجراءات اللازمة للاهتمام بالمدن التي تعرضت للارهاب وفي مقدمتها البناء وإعادة النازحين الى بيوتهم.
اما رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض فقد اكد في كلمته أن الحشد مؤسسة عسكرية ليس لها رأي سياسي.
وقال إن "الحشد الشعبي لم ينهزم في معركة واحدة خلال عمليات التحرير".. مشيراً إلى، أن "الحشد الشعبي كسر معادلة الوضع السيِّئ الذي كان يسود في تلك الفترة".
ولفت إلى أن "الأيام المقبلة ستكون فرصة لانطلاق تقنين مؤسسة الحشد الشعبي باعتباره مؤسسة عسكرية وله ميزة عقائدية.
يشار الى انه في الاول من تموز يوليو عام 2019 أصدر رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي قرارا بضم جميع فصائل الحشد الشعبي إلى القوات المسلحة العراقية وغلق جميع مقراتها داخل المدن وخارجها.
كما تم منع الفصائل المسلحة التي تختار العمل السياسي من حمل السلاح غير ان معظم القوى السياسية ما زالت تمتلك أجنحة مسلحة وتشارك واجهاتها السياسية في الانتخابات وفي تشكيل الحكومات.
يذكر ان فتوى الجهاد الكفائي هي فتوى أصدرها السيستاني لمحاربة تنظيم داعش في 13 حزيران عام 2014 ودعت كل من يستطيع حمل السلاح الى المشاركة في القتال إلى جانب الأجهزة الأمنية الحكومية.
وإثر هذه الفتوى تطوع الآلاف من العراقيين لقتال داعش بعد أن كان قد سيطر على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية وقد تشكلت من الذين استجابوا الى الفتوى قوات الحشد الشعبي في البداية من فصائل مسلحة كانت غالبيتها في البداية من الشيعة ثم انضمت إليها لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطر عليها التنظيم في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك إنخرط في صفوفه مئات من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين والتركمان والأكراد.