توحشتك! ، الهواء رطب، أصاب بالتعرق اذا مضى وقت طويل أتقلب فيه مع فكرة واحدة تعانقني وأعانقها. مكيف الهواء في غرفتي يعرف أنني لا أحب المشاعر المصطنعة، فأوفر عليه دموعه حين يسكبها لتخليص أطرافي من غضبها. العواطف الحقيقية هي ما تجعلني مطمئنة حتى وان لم تنصفني. " توحشتك برشى".
فصل الصيف خانق لمن يتكور على نفسه، ولا يستدير للنوافذ، ولا يخرج للحديث مع البحر. البحر تشده ثرثرة الحالمين. وأنا أدرت ظهري منذ زمن للأحلام الكاذبة. الزوارق التي لا أشرعة لها تكشف خداعها الأمواج والاتجاهات. شواطئك كتومة لا يحركها مدّي ولا وفرة أسماكي. تتجنب الابحار فيَّ بينما أتلاطم على ضفاف كلماتك العابرة. ألا تغريك أعماقي؟ توحشتك برشى برشى! الليل يقترب وحرارة الشوق ترتفع. وحيدةً أراقب حقول القمح الممتدة على جسدي. الانتظار كبريت أوقدته في قلبي وتركت قش الوقت يتآكل نارا ليهبّ أسئلة في هذا الزمن الجاف. وحده ماؤك يستطيع أن يسيطر على هذا اللهب، ووحده الحب سيطفيء هذا الحريق. متى تجيء لأحصي عدد ضحاياي وأوقف خسائري؟ توحشتك! توحشتك! توحشتك! اللغة فقيرة لا تتسع للواقع، واللهجة أفقر، تضيق بما نراه أفضل. المشكلة هي أن الخيال يبدو مليئا بالمعنى، في حين أن الواقع لا معنى له.لا داعي لأن تُذكرني يا ألدوس هكسلي بأنني يجب أن لا أكون واقفة هناك على هامش العالم. لست نكرة لذلك أنا أيضا مضطرة للتمسك بالاحتمالات، مثل الخيال تماما! "توحشتك" تدل على أنّ غدي معك هو ما سيكون المعنى.
تونس في 15/6/2022. انتهت الرسالة في التوقيت المحدد بـ 22:28 ليلا.