الزراعة: الحزام الأخضر في العراق بحاجة لإعادة تأهيل
14-آذار-2023
بغداد ـ العالم
أكدت وزارة الزراعة العراقية ان الحزام الاخضر في البلاد بحاجة الى اعادة تأهيل واعادة استدامة، مشيرة الى ان هناك مساع حثيثة للتواصل مع دول الجوار من أجل اطلاق المياه صوب الاراضي العراقية.
وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة ميثاق عبد الحسين، ان "مؤتمر المناخ من الخطوات المهمة التي جاءت كاستجابة حتمية لوجود تأثر كبير للعراق بسبب المتغيرات المناخية، وما انعكس ذلك على ايرادات المياه وانحسار الامطار، وبالتالي فإن البيئة العراقية هي اليوم تحتاج الى وقفة موحدة من جميع الوزارات وفي مقدمتها وزارة الزراعة".
واوضح عبد الحسين ان "وزارة الزراعة تعد داعماً اساسياً لمبادرة التكيف مع التغيرات المناخية بتوفير الغطاء النباتي، وقد اطلق رئيس الوزراء مبادرة الخمسة ملايين شجرة".
بشأن أماكن توزيع هذه الاشجار، ذكر وكيل وزارة الزراعة، انه "ستكون هنالك خارطة مهمة تعتمد على الاثر وعلى قدرة الاراضي على الاستجابة لتوزيع هذه الاشجار، وستركز على التشجير الحضري داخل المدن، أي أنه سنبدأ بتأسيس ثقافة الزراعة داخل المدن من أجل ان تساهم في عملية تقليل التلوث في المدن".
أما بخصوص الحزام الاخضر، الذي اعلنت عليه الحكومات السابقة، قال ان "الحزام الأخضر موجود في محافظات متعددة، ولكن هنالك تحديات حصلت امامها في مقدمتها شح المياه جراء قلة الاطلاقات من دول الجوار".
ولفت عبد الحسين الى ان "الحزام الاخضر يحتاج الى اعادة تأهيل واعادة استدامة، من أجل ان يؤدي الغرض الذي أنشئ من اجله، والتصدي للعواصف الغبارية والرملية".
بشأن التفاوض مع تركيا وايران حول اطلاق المياه صوب الاراضي العراقي، نوه عبد الحسين الى ان "هناك محاولات جادة وحثيثة من اجل التواصل مع بلدان المنبع، من اجل اطلاق المياه الى الاراضي العراقية، ونأمل في الايام القادمة ان تكون هنالك بعض المبادرات".
تفاقمت أزمة الجفاف في العراق خلال السنوات الأخيرة بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيّر المناخ، وانخفاض تدفق الأنهار من البلدان المجاورة للعراق، فضلاً عن الافتقار إلى الاستثمار وإدارة المياه على المستوى الوطني، مما أدى إلى تدهور نوعية المياه وكميتها.
يذكر ان محافظة البصرة، شهدت يومي الاحد والاثنين (12 و13 اذار 2023) اقامة مؤتمر العراق للمناخ وبمشاركة دولية وإقليمية وحكومية، حيث قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له خلال المؤتمر، ان التغيرات المناخية التي تمثلت بارتفاع معدلات درجات الحرارة، وشُحّ الأمطار، وتناقص المساحات الخضراء، هددت الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي، وتسببت بتضرر اكثر من 7 ملايين مواطن عراقي.
وأضاف السوداني ان "الأولوية الوطنية للحد من التغير المناخي تمثلت بتقديم المساهمة المحددة وطنياً لخفض الانبعاثات، وإعداد الستراتيجيات الوطنية للبيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوّث"، مشيرا الى العمل على "إعداد رؤية العراق للعمل المناخي لغاية العام 2030".
رئيس الوزراء العراقي، أضاف: "وجّهنا بعقد هذا المؤتمر ليمثل بداية انطلاقة واعدةٍ في العمل البيئي والمناخي تتناسبُ وحجم التحديات التي نواجهها"، مردفاً ان "الحكومة سعت ضمن برنامجها الحكومي لمنح الاولوية لمواجهة آثار التغيرات المناخية عبر عدد من المشاريع التي تسهم في تقليل الانبعاثات".
وذكر محمد شياع السوداني، ان "المشاريع تتضمن إنشاء محطات الطاقة المتجددة، وتأهيل مواقع الطمر الصحي المغلقة، ومشاريع مكافحةِ التصحر، وتقنيات الرّي المقنِّنة للمياه، ومعالجاتِ المياه الثقيلة"، مبيناً: "وقعنا مؤخراً عقود جولة التراخيص الخامسة لاستثمارِ الغاز المصاحب ووقف حرقهِ لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبٍ كبيرة، وماضون في توقيع عقودٍ لإنشاء محطات توليد الطاقة من المصادرِ المتجددة، لتغطي ثلث حاجتنا من الكهرباء بحلول العام 2030".
"سيتولى المجلس الوزاري الاقتصادي وضع إطارٍ زمني، لتنفيذِ مشاريع ستراتيجيات التنوع البيولوجي ومكافحةِ التلوث، ووثيقة المساهمة الوطنية لخفضِ الانبعاثات، ووجّهنا بتوسعة المبادرة الوطنية لخفض الانبعاثات لتشمل مختلف القطاعات، وتشكل حُزمة مشاريع تقليل الزخمِ المروري في بغداد أحد الحلول لخفض الانبعاثات"، وفقاً لرئيس الوزراء العراقي.
واعلن محمد شياع السوداني في المؤتمر عن "إطلاقِ مبادرة كبرى للتشجير، تشمل زراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، يرافقها إطلاق دليل وطني للتشجير الحضري ولأوّل مرّة في العراق"، مضيفاً: "أطلقنا مشروع تنمية الغطاء الطبيعي بهدف مكافحة التصحر من خلال تعاقدات مهمة مع شركات عالمية متخصصة وبالذات في مناطق نشوء العواصف الترابية محلياً".
ولفت محمد شياع السوداني الى ان "محافظة البصرة لها الأولوية في تنفيذ هذه المشاريع بسبب وضعها البيئي الحرج، فرعاية بيئة البصرة، هي المعيار لجدّية الحكومة في معالجة ملف التأثيرات البيئية"، موضحا ان "مجلس الوزراء سيخصص جلسات دورية لمتابعة تنفيذ أجندة العراقِ المناخية، وتنفيذ المشاريع البيئية".
السوداني، دعا "الدول الصديقة ومنظمات الأمم المتحدة كافة، لدعمنا في مواجهة آثار التغيرات المناخية، وندعو الدول الأطراف في الاتفاقيات الدولية البيئية، لتعزيز بنود التعاون الدولي في الإدارة المشتركة لأحواض الأنهار العابرة للحدود، والحفاظ على حقوق الدول المتشاطئة".
وحذّر محمد شياع السوداني من ان "الانفراد بالتحكم بالمياه في دول المنبع يزيد من هشاشة الدول في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، وسندعو لمؤتمر إقليمي يعقد في بغداد قريباً، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك، وتبادل الخبرات والبرامج بين دول الإقليم في مواجهة التأثيرات المناخية".