بغداد - العالم
افاد مصدر مطلع، الأربعاء، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اجرى زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد اجتمع خلالها مع فصائل منضوية تحت لواء "المقاومة الاسلامية في العراق" بهدف خفض التصعيد العسكري ضد قوات الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجوم الأردن.
وقال المصدر، إن قاآني اجرى زيارة غير معلنة الى بغداد قبل يومين عقد خلالها اجتماعات موسعة مع عدد من قادة الفصائل من أجل تهدئة الأوضاع الأمنية وإيقاف التصعيد العسكري ضد الامريكان.
وكانت كتائب حزب الله العراق، قد أعلنت، أمس الثلاثاء، إيقاف عملياتها ضد القوات الامريكية من اجل "عدم إحراج الحكومة العراقية"، موصية مقاتليها بـ"الدفاع السلبي مؤقتاً".
وأعلن الجيش الأمريكي، يوم الأحد 28 من شهر كانون الثاني/يناير الجاري مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة العشرات بهجوم لمسيرة استهدف قاعدة تضم قوات أمريكية في الأردن.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الموقع المستهدف هو "البرج 22"، وهو موقع عسكري صغير في الأردن، بالقرب من حدود البلاد مع سوريا.
وردا على هذا الهجوم قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربات ضد الفصائل المسلحة في العراق وسوريا وإيران.
وقال الرئيس الاميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، إنه اتخذ القرار بشأن طبيعة الرد على هجوم الاردن الذي اودى بحياة 3 جنود امريكيين واصابة اكثر من 30 آخرين.
وأوضح بايدن، أنه "اتخذ القرار بشأن طبيعة الرد على الهجمات التي قتلت عسكريين أميركيين في الأردن"، مضيفا، "لا نريد حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط".وصف الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي، الثلاثاء، الهجمات المسلحة ضد المقاومة الامريكية بالمكشوفة والمنسقة وغير المؤذية للقوات الامريكية، مشيرا الى ان هجوم الأخير على قاعدة التنف تجاوز الخطوط الحمر.
ووصف الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي، الثلاثاء، الهجمات المسلحة ضد المقاومة الامريكية بالمكشوفة والمنسقة وغير المؤذية للقوات الامريكية، مشيرا الى ان هجوم الأخير على قاعدة التنف تجاوز الخطوط الحمر.
وقال الشريفي في تصريح تابعته (العالم)، ان "ما يشعر به الرئيس الأمريكي جو بايدن في الوق الراهن بعد تجاز الفصائل العراقية كل الخطوط الحمر بقتل الجنود الامريكان لا يوصف ويلزمه بالرد" القاسي".
وأضاف ان "الرد سيكون عبرة عدة مراحل أولها القصف والرد العسكري الذي سيتجاوز الحدود العراقية بكثير وثانيها عبر الإجراءات الاقتصادية في العراق فضلا عن استخدام حرب الجيل الخامس وهي استخدام داعش وغيرها من المجاميع لانهاء الامن في المنقطة بدلا من استخدام القوة العسكرية المباشرة".
وأشار الى ان" الهجوم لن يمر مرور الكرام والسكون الحالي لن يدوم كثير وهو سكون يسبق العاصفة القادمة".
كما حدد القيادي في الاطار التنسيقي علي الفتلاوي، الاربعاء، السبب الرئيسي وراء تعليق كتائب حزب الله هجماتها على الاهداف الامريكية.
وقال الفتلاوي، ان" العراق والمنطقة يعيشان اوضاعًا استثنائية وتحديات كبيرة في ظل استمرار حرب الابادة على الشعب الفلسطيني في غزة وسقوط عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والمفقودين"، لافتا الى ان "هناك مساعي في بغداد من اجل تفكيك الازمة وتداعياتها في الداخل وفق محاور السياسة والمقاومة لذا بادرت الحكومة الى تشكيل لجنة ثنائية بين قوات الامن العراقية والامريكية لتحديد اليات الانسحاب ما استوجب اعطاء وقت للمضي بها".
وأضاف، إن" كتائب حزب الله هي الوحيدة من فصائل المقاومة التي علقت عملياتها وربما يكون هذا التعليق وفق مبدأ التكتيك العسكري فيما بقية الفصائل لم تعطِ رأيها بالامر".
وأوضح الفتلاوي، إن" أمريكا كانت تستخدم ذريعة وجود كتائب حزب الله وعملياته لضرب اهداف في العراق واذا ما تكرر مرة اخرى بعد تعليق الكتائب ستصعد الاخيرة وترد الصاع صاعين من قبل كل فصائل المقاومة الاسلامية".
وأعلنت كتائب حزب الله العراق، الثلاثاء، ايقاف عملياتها ضد القوات الامريكية من اجل "عدم احراج الحكومة العراقية"، موصية مقاتليها بـ"الدفاع السلبي مؤقتاً".
وقال الامين العام لكتائب حزب الله ابو حسين الحميداوي في بيان، إن "كتائب حزب الله اتخذن قرارها بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين، بل إن إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، والتزاما منا بأداء تكليفنا الإنساني والعقائدي، فقد عملنا بحكمة وتدّبر ومراعاة الموازين الشرعية والأخلاقية بشكل دقيق في أشد الظروف وأقساها".
وأضاف، "إننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية-سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، ونوصي مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان بـــ الدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم".
فيما أكد فادي الشمري المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأربعاء، ان السوداني يبذل جهودًا ماراثونية لخفض مؤشر التهديدات واحتواء أخطار تمدد الصراع.
وأكد الشمري في بيان تلقته (العالم)، ان" الأوضاع في المنطقة تشهد تطورات معقدة، وأخطار محدقة تستلزم العمل الجاد والسعي نحو تخفيض نسبة التوتر في المنطقة، مشددا على ووجوب توفر كل مستلزمات الدعم والإسناد من القوى الفاعلة في البلاد، مع التأكيد على أهمية دعم جميع الأطراف لجهود السوداني في منع أي تصعيد قد يطرأ.
وأوضح بأن" العراق يُعد ركناً أساسياً في الساحة الإقليمية والدولية وعلى المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، ومع ما تشهّده المنطقة من تطورات متسارعة ومتغيرات مستمرة، وإستمرار أرتفاع مؤشر التحديات الأمنية يتطلب القيام بجهود عاجلة وإتخاذ إجراءات فعالة لخفض التصعيد والمضي نحو تهدئة دائمية وإيقاف قرع طبول الحرب.
وأضاف الشمري إن" الحكومة العراقية تلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً للوصول إلى حالة من السلام الدائم وإرساء قواعد إشتباك جديدة تجنب المنطقة مخاطر إندلاع حروب على جبهات متعددة وما يترتب على ذلك من تداعيات أمنية واقتصادية تلقي بظلالها على العالم.
وشدد على" ضرورة دعوة المجتمع الدولي نحو تقديم الدعم اللآزم لتحقيق أهداف الحكومة العراقية، وتعزيز التعاون مع الحكومة وتقديم الدعم الدبلوماسي الضروري وإدامة زخم المفاوضات، ومن ثم من خلال هذا الجهد المشترك، يمكن تحقيق خفض التوتر والتحول نحو بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا للمنطقة بأسرها وتجنيب البلدان حروباً قد تمتد إلى شرق الأوسط بأكمله.