السوداني يدعو موسكو لتحرك عاجل في مجلس الأمن لوقف اعتداءات إسرائيل على غزة
11-تشرين الأول-2023
بغداد ـ العالم
دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، موسكو، أمس الثلاثاء، إلى التحرك العاجل مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الأراضي الفلسطينية، فيما أشر بوتين جهودا تبذل في هذا المجال.
وعقد السوداني في موسكو التي وصلها امس اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم بحث العلاقات بين البلدين، وآليات تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الحيوية، وفي مقدمتها ملف الطاقة وتطوير قطاع الصناعات النفطية، وكذلك مناقشة عمل الشركات النفطية الروسية في العراق في مجال الاستثمار الهادف الى النهوض بالاقتصاد العراقي وتنويع موارده.
كما شهد اللقاء التباحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث التطورات الخطرة للأحداث الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد السوداني "موقف العراق الثابت إزاء القضية الفلسطينية الذي يؤكد حقّ الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وعدالة"، داعياً "روسيا إلى التحرك العاجل مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإيقاف الاعتداءات المستمرة على الأراضي الفلسطينية". من جانبه، أشار الرئيس بوتين إلى "عُمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين"،.. مبيّناً أن "قطاع الطاقة يُعد مجالاً واعداً ومفتوحاً نحو المزيد من التعاون المثمر والفعال".
وبشأن الأحداث الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أعلن الرئيس بوتين أن "تحركات وجهود تُبذل على مسار وقف التداعيات الأمنية الخطيرة التي أخذت تتصاعد بشكل واضح".
ورحب بوتين بمشاركة السوداني في الدورة السادسة من منتدى أسبوع الطاقة الروسي المقرر انعقاده في موسكو اليوم باعتباره فرصة مهمة لتوسعة آفاق الشراكة بين البلدين في تنمية قطّاعات الطاقة والنفط والغاز.
وكان المكتب الصحافي للكرملين قد اشار أول من أمس الى أن الرئيس بوتين سيبحث مع السوداني تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط وسبل تطوير التعاون الروسي -العراقي.
وأوضح المكتب في بيان طالعته "العالم"، أنه ستتم أيضا دراسة قضايا تطوير التعاون الروسي العراقي متعدد الأوجه بالإضافة إلى المواضيع الحالية على جدول الأعمال الدولي وفي المقام الأول الوضع في الشرق الأوسط، بشكل شامل في إشارة الى المواجهات المسلحة الحالية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وأكد بوتين أن العراق وروسيا لديهما العديد من القضايا المشتركة قائلاً "نحتاج فقط إلى اختيار المشاريع الأمثل ونحن على استعداد للمشاركة في تنفيذها". وشدد على أن روسيا حافظت على علاقات قريبة ووثيقة مبنية على الثقة مع العراق لعقود عديدة"، موضحاً أنه "يوجد لدى روسيا العديد من الأصدقاء هناك".
وخلص بوتين الى أنه بحث مع السوداني كذلك "القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي والأمن داخل العراق نفسه. أنا متأكد من أن هذه الزيارة ستكون مثمرة للغاية وتأتي في الوقت المناسب". وتأتي زيارة السوداني لموسكو بعد ثلاثة أشهر من زيارة أجراها وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى بغداد، عقد خلالها جولة مباحثات مع القادة العراقيين تناولت ملفات مختلفة، على رأسها التسليح العراقي والإرهاب والتعاون الاقتصادي والشركات الروسية العاملة في البلاد.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، أمس الثلاثاء، الى النفير العام لكل مَن يستطيع أن يتوجّه إلى فلسطين، وكسر الحدود مع اسرائيل، في حين أكد الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي أن "فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية" على أتمّ الجهوزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد، أن "العراق شعباً وحكومةً ومقاومةً ملتزمٌ بموقفه الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن كل الشرفاء من الشعب العراقي يُساندون الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، ومقاومته الظافرة وهي تُسطِّر أروع الملاحم البطولية في عملية طوفان الأقصى".
وأضاف، أن "فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية، على أتمّ الجهوزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني".
من جهته، أكد إسماعيل هنيّة، أن "عملية طوفان الأقصى كانت في غاية الدقة والكثافة، مما أفقد العدو الصهيوني توازنه، وجعله يتخبّط، وأن كل ما يقوم به العدو الآن، هو محاولة ردّ الاعتبار الذي فقده إلى الأبد، من خلال عمليات العقاب الجماعي التي تطال المدنيين في غزّة". ودعا هنيّة، إلى "النفير العام لكل مَن يستطيع أن يتوجّه إلى فلسطين، وكسر الحدود مع الاحتلال الصهيوني، وكذلك وجّه الدعوة إلى الشعوب الإسلامية بالجهاد المالي لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار ظالم ووحشي". وأعرب هنيّة عن شكره للشعب العراقي الأصيل في موقفه، مشدّداً على أن "الأنظار الفلسطينية شعباً ومقاومةً تتوجه إليهم في هذا الظرف التاريخي الحسّاس والمهم والمفصلي.
يشار الى أن العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي القديم والعراق كانت قد أقيمت في التاسع من أيلول/سبتمبر عام 1944 ثم انقطعت في كانون الثاني/يناير عام 1955 بمبادرة من الحكومة العراقية لكن العلاقات الدبلوماسية استؤنفت في 19 تموز/ يوليو عام 1958بعد خمسة أيام من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي في العراق وأقام النظام الجمهوري على أنقاضه.