عبد الجليل مهنا
نشرت جريدة العالم امس مقالا لعلي شايع هاجم فيه بضراوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومن يدقق بملاحظات علي شايغ وهو يكيل التهم للسوداني لخرج بانطباع ان الكاتب يتحدث عن مساوىء ارئيل شارون ضد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة او يستذكر جرائم نتنياهو في مواجهة حماس !.
لا اريد ان اذكر الكاتب بقوالب ومفاهيم ومعيارات النقد لكن كان عليك ان تكون منصفا وانت تتحدث عن رجل هنالك راي عام عراقي وراي نخبوي سياسي في الاوساط العراقية يشهد له بحسن التنفيذ والدراية في شؤون ادارة الدولة وان الرجل قدم فهما مختلفا ورؤية مغايرة لتصريف مصالح الناس عمن سبقه من الذين كانت " جرائمهم" بحق العراقيين بشعة ولازال دم عشرات الالاف من من الذين قدموا انفسهم قرابين تحرير في حرب ال٢٠١٤ حتى نهاية الحرب في ال٢٠١٧ في اعناقهم عدا التاثيرات السياسية والاقتصادية واستهداف العلاقات الوطنية وتدمير اسس الشراكة في بناء الدولة التي جرت خلال ١٢ عاما من ادارة هذه المجموعة السياسية للدولة !.
ان الاستهانة بانجاز الجسور والمشاريع العمرانية ومستويات مختلفة من الانجاز في مرافق حيوية بالدولة كالسكن والصحة والعلاقات العربية والدولية والاقتصادية والاهتمام بالصناعة النفطية استخفاف بالحقائق ومن سوء عاقبة اي كاتب ان يكون في مواحهة الحقيقة!.
لماذا لاتتحدث بل لم نسمع صوتك يوم كانت توابيت ابناء الملحة تزف بالاعلام العراقية محملة على سيارات الحشد "الحوثيات" الى اهلها واستمر هذا السنياريو ثلاث سنوات؟..
اين كنت يوم اجمع اكثر من ١٦٥نائبا على توجيه تهمة "الخيانة العظمى" للقيادة السياسية المسؤولة عن هزيمة العاشر من حزيران ٢٠١٤ ومرت المسالة ببرود اعصاب ولازال المتهم طليقا يتزعم ائتلافا كبيرا ويحظى بدعم الجارة ايران ويعتبر واحدا من اهم " مخاتير الثورة"؟.
اين كان لسانك يوم تسلم السيد العبادي ادارة الدولة بناءا على تدخل المرجعية الدينية لايقاف التداعي والانهيار فوجد اقل من ٢ مليار دولار في خزينة الدولة والباقي صرف على مشاريع متلكئة وبطاقة تموينية شابها الكثير من الفساد ولازالت عورة عبد الفلاح السوداني تقبح وجه التاريخ؟.
ما الذي فعله الرئيس محمد شياع السوداني حتى تنبش قبر ابيه الشهيد بمستندات تاريخ الدولة وتذهب بعيدا في الاستعداء وتضمحل الى درجة الحديث عن المسالة السياسية بلغة الندابات؟.
هل خسر السوداني حربا مع داعش ام اهدر موازنات الدولة الانفجارية لصالح مشاريع خائبة وانهى ولايته محاضرات في العفة والنزاهة وحسين الشهرستاني ماكلي؟.
ثم اين العيب في ان يكون السوداني مدير قسم ايام ما كان مهندسا زراعيا .. هل كان العمل في بلده حفاظا على كرامته وطلبا لرزقه وعملا بتخصصه خيانة ام عيب ؟.
ثم ما شانك وانت الكاره المنابز للرئيس السوداني بشهادة ابيه؟.
يعني لو ظهر لك ان الرجل مات حتف انفه هل تستطيع ان تسلب السوداني حق المواطنة والانتماء لترابه الوطني والانخراط في صفوف ادارة الدولة وان يكون رئيسا للوزراء؟.
لما تناقش المسالة السياسية وملاحظاتك على قدرته في تصريف شؤون البلد وكانك جالس في "كعدة فصل" الاتعرف ان الذهاب الى اقصى حدود الاتهام مجلبة للمتاعب اذ سيوقفك القضاء وسيربح الرئيس الدعوى وساعتها ستدفع ما فوقك وما تحتك والرئيس لايريد ايذاء عائلتك لانها عائلته وتاخذه الغيرة والحمية عليها في وقت عزت الحمية وندرت الغيرة؟.
دعني اقول لك ان حرقة قلبك الصادقة جدا تكمن في ان الرئيس السوداني قطع شوطا كبيرا في ارساء دولة تشهد عليها حركة دائبة في العمران والنهضة في البنيان وتسير بعقلية متوازنة.. هذه المتوازنة التي افتقدتها الدولة منذ عشرين عاما .. فهل انت ضد التوازن في ادارة شؤون العراقيين؟.
ما افكر فيه حاليا ان اهمس في اذنك لتاكيد القضايا التالية:
١- ليس من الصواب او العقل او المنطق او القراءة الموضوعية لواقع الحكومة في خضم التحولات الجارية الذهاب الى العداء والنكاية ونبش القبور فتلك ممارسة وهابية!.
٢- ان الرئيس السوداني عمل ويعمل حاليا وفي سباق كبير مع الزمن على ترميم جدران الدولة المهدومة والظهور بانجاز نوعي يستهدف تلبية الحاجات والقضايا محط ابتلاء العراقيين ولا اظن ان الجسور التي قصدتها وتندرت عليها واستهزات بها بالشيء الذي يضرك ولا ينفعك وربما كنت خلال الفترة الماضية مررت او عبرت اغلبها ورايت عظمة ما حدث لكنك وبسبب العصبوية الخلدونية الكامنة في نفسك تمتنع عن الادلاء بتعليق او تمارس فعل الاعتراف المقدس.
٣- ان مسيرة الاعمار والبناء واستعادة الدولة من فك العقليات المتحجرة والنمطيات التقليدية التي اضرت المال العام واهدرت الثروة واستاثرت بالفئ واسهمت في اثارة الحروب الطائفية والسياسية والقومية قد بدات ولن تتوقف وسيجزي الله الشاكرين .
٤- بشهادة الغالبية العظمى من العراقيين قدم السوداني ويقدم رؤية مختلفة للدولة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر !.