بغداد ـ العالم
يقود رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، مبادرة للجمع بين الرئيسين التركي والسوري على طاولة عراقية، من اجل عادة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين الجارين، لكن الى جانب السوداني هناك تحرك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جمع الرئيسين في أنقرة.
وتمكن السوداني من إقناع الأسد بالتخلي عن شروطه السابقة الاكتفاء بمطالبة الاتراك بالانسحاب من الاراضي السورية، في الوقت الذي تتوغل فيه القوات التركية بعمق 90 كيلومترا داخل الاراضي العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني، عدا القصف المستمر على أكثر من 60 قرية، وتشريد مئات العوائل، بينما لم يصدر عن الحكومة العراقية أية ردة فعل، تحفظ للسيادة العراقية هيبتها.
وفي وقت سابق، صرّح وزير الدفاع التركي يشار غولر بأن بلاده عازمة على إنشاء ممر أمني بعمق 30-40 كيلومتراً على طول الحدود مع العراق وسوريا وتطهير المنطقة ممن وصفهم بـ"الارهابيين".
وقال، "نحن عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودنا مع العراق وسوريا وتطهير المنطقة بالكامل من الإرهابيين"، مردفاً: "سنواصل العمليات حتى يتم تحييد آخر إرهابي"، حسب تعبيره.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال ان أنقرة ستوجه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وقد تكون في أية لحظة، مؤكداً أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لديه مقاربة بشأن اللقاء.
وأضاف اردوغان: "سنوجه دعوتنا إلى (الرئيس السوري بشار الأسد)، وقد تكون هذه الدعوة في أية لحظة.. ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي".
وتابع، أن "بوتين لديه مقاربة بشأن لقائنا (مع الأسد) في تركيا ورئيس الوزراء العراقي لديه مقاربة، نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟".
وأوضح أردوغان، "وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب".
ومنذ نيسان الفائت، يكثف السوداني جهوده للتوسط من أجل التوصل إلى صفقة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق.
يشار الى ان زيادة التوترات داخل تركيا مع استضافتها لنحو 3.6 مليون نازح سوري على أراضيها، يفاقم من الصعوبات الاقتصادية في تركيا، لذا صارت أنقرة تعتقد أن الوقت قد حان لبدء محادثات مع دمشق لتسهيل العودة النهائية للاجئين السوريين، وتشكيل تحالف ضد الفصائل الكردية المسلحة في شرق سوريا.
وطبقا لتقرير أعده موقع ميدل إيست آي، فان الخبير في الشؤون الروسية المقيم في موسكو أوميت نظمي هازير، قال إن الأسد كان متردداً في التعامل مع أردوغان لأنه كان يشتبه في أن أنقرة يمكن أن تستخدم مثل هذا الاجتماع لصالحها خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي في تركيا.
وتابع هازير قائلاً "إلا أن الوضع تبدل حالياً. كما أن تدهور الاقتصاد السوري يشكل عاملاً في هذا الإطار".
وبحسب التقرير، فإن حكومة السوداني حققت تقدماً كبيراً في جهود الوساطة الخاصة بها، حيث أنها أقنعت الأسد بالتخلي عن شروطه المسبقة والمطالبة فقط بالتزام تركيا بالانسحاب النهائي من سوريا.