الشارع يختنق.. صبات السفارة الإيرانية غير مشمولة بتوجيهات السوادني
26-نيسان-2023
بغداد ـ العالم
تحاول بغداد أن تزيح عن جسدها الصبات الكونكريتية التي جثمت على صدرها لقرابة عقدين، والتي غيرت الكثير من معالمها، وها هي تستعيدها شيئا فشيئا، لكن يبدو أن بعضا منها تحاول ان تتشبث بمواقعها، لخنق الشوارع، قبل الناس المارة، في قلب العاصمة.
ففي مدخل الكرادة مريم من جهة محافظة بغداد، تشق الكتل الكونكريت الشارع الى نصفين، أحدهما لصالح السفارة الايرانية التي تبعد عنها مئات المترات، ولا جدوى لوجودها، عدا تشويه وخنق الشارع.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أمس الأربعاء، عن إطلاق ثلاثة مشاريع جديدة ضمن حزمة فك الاختناقات المرورية خلال اليومين المقبلين، فيما أشارت إلى أن المشاريع تتضمن تأهيل ساحتي عدن وصنعاء.
وكانت أمانة بغداد، أعلنت رفع 27 ألف كتلة كونكريتية وأكثر من 25 سيطرة في جانبي الكرخ والرصافة.
وقال المتحدث باسم الأمانة محمد الربيعي، إنه "بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الخاص برفع الكتل الكونكريتية وفتح الشوارع المغلقة خلال العام 2023، انطلق أمين بغداد عمار موسى ودائرة الوحدات الإنتاجية مع جميع بلديات بغداد وبجهد كبير لرفع كل الكتل الكونكريتية".
وأكد أن "عدد الكتل الكونكريتية التي تم رفعها من شوارع العاصمة بغداد، يصل إلى 27 ألف كتلة كونكريتية".
وأضاف أن " ما تبقي من الكتل الكونكريتية، فهو يحتاج إلى تنسيق ما بين المؤسسات وعمليات بغداد واستحصال موافقات مكتب رئيس الوزراء الحصري".
وأشار إلى أنه تم "رفع 14 سيطرة في الكرخ و13 أخرى سيطرة في الرصافة".
ومع كل هذه الجهود التي تحدث بها الربيعي، القيادي في تيار الحكمة، لكن الصبات الايرانية لا يبدو انها مشمولة بتوجيهات السوداني.
ويوم أمس، كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، عن إطلاق ثلاثة مشاريع جديدة ضمن حزمة فك الاختناقات المرورية خلال اليومين المقبلين، فيما أشارت إلى أن المشاريع تتضمن تأهيل ساحتي عدن وصنعاء.
وقال المتحدث باسم الأمانة العامة حيدر مجيد إنه" تم إطلاق ثلاثة مشاريع قبل أسبوعين ضمن حزمة فك الاختناقات والبالغة 60 مشروعا".
وأضاف، أنه" خلال اليومين المقبلين سيتم إطلاق 3 مشاريع جديدة ضمن الحزمة والمتضمنة مشروع طريق الدورة- السيدية ومشروع تأهيل وتطوير ساحتي عدن وصنعاء".
وأكد، أن" هناك متابعة يومية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمشاريع مع وجود لجان ميدانية تتابع الأعمال بشكل مستمر".
وفي مناطق عراقية أخرى غير بغداد، تسببت الكتل الخرسانية بإلحاق الضرر بالبنى التحتية، ورفع معدلات الزحامات المرورية وتقطيع أوصال مدن عدة وعزلها عن بعضها البعض.
وكانت أول حملة من نفس النوع، تمت خلال فترة ترأس عادل عبد المهدي الحكومة، حيث تم رفع أكثر من 10 آلاف حاجز تقريباً، فضلاً عن افتتاح طرق وشوارع كانت مغلقة منذ أكثر من عقد ونصف.
وأطلق رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس أمانة بغداد، حملة "بغداد أجمل"، تسعى لتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية، مثل إنشاء مجسرات وجسور وطرق جديدة، وتأهيل العديد من الأماكن الترفيهية والمتنزهات العامة.
ويبرر المتحدث باسم أمانة بغداد، إسماعيل صبار، الإبقاء على بعض الصبّات حول مباني السفارات بأنها "ضرورات أمنية".
من جهته، يرى الخبير المروري، عمار وليد، أن إزالة الكتل الخرسانية لن يحل أزمة الازدحامات المرورية التي تعانيها بغداد، لأن الأمر "يتطلب حلولاً جذرية لا ترقيعية"، وفق تعبيره.
ويقول: "ما لم يتم إنشاء وسائل نقل عامة حديثة، لن يكون هنالك معالجات للزحامات المروية، وأتوقع تزايدها مستقبلاً، خصوصاً مع تسجيل نحو 400 مركبة جديدة يومياً".
"العراق لم يشهد منذ ثلاثة عقود إنشاء شوارع رئيسة جديدة تتناسب مع حجم الازدياد والتوسع الجغرافي والسكاني، يقابله ارتفاع في أعداد السيارات بما يصل لأربعة أضعاف، بالتالي فإن الحلول تأتي من امتصاص تلك الزيادة واستيعاب ذلك الارتفاع"، يتابع وليد.
وعن دلالات الإزالة أمنياً، يبيّن الخبير الأمني، رحيم الشمري، أن رفع الحواجز الكونكريتية، يؤشر على "التحسن الأمني في الأوضاع العامة، وقدرة الأجهزة المختصة على ضبط الأوضاع بتحصين المدن والمناطق من خطر الهجمات الإرهابية، ما يفرض على القائمين إمساك ذلك التقدم من خلال استثمار اللحظة بغرض إحكام وإتمام ذلك المنجز".
ويضيف أن رفع هذه الحواجز أيضاً، يعبّر عن "إرادة جادّة لإيجاد بعض المتنفسات لشوارع العاصمة بغداد، التي اختنقت بالزحامات المرورية".
وبعكس الخبير المروري عمار وليد، يرى الشمري أن تأثير الإزالة "سيكون واضحاً وملموساً" على الحركة المرورية.
ويؤكد الشمري أن على "الجهات الأمنية كسب مصادر المعلومات والاقتراب من المواطنين أكثر، لتحقيق تقدم في الجهد الاستخباري، الذي من شأنه اختصار كلف المواجهة مع الإرهاب ووأد العمليات والمخططات في عقر دارها قبل التحول إلى فعل في الشارع".