الصراعات تخلخل التحالفات السنية والكردية والبيت الشيعي يحاول التماسك
22-كانون الثاني-2023
بغداد ـ العالم
أخذت الصراعات السياسية تصدع البيوت الكردية والسنية مبكرا هذه المرة، فيما لا تزال الخلافات الشيعية "تحت السيطرة" في ظل حكومة لم تحدد ملامحها حتى الآن.
إذ يقول القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، ان "الخلافات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعضها يتعلق بملف الانتخابات، وكيفية عمل المفوضية وقانون الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان"، بالإضافة إلى أن "سجل الناخبين يحوي أسماء وهمية وبعضها متوف، لذلك يجب تنظيف هذا السجل، لكي يعطي نتائج حقيقية غير مزيفة".
ويضيف خوشناو أن "مكونات التركمان والكلدان والاشوريين والارمن لديهم كوتا في الاقليم، وهناك نوع من السيطرة عليها من قبل الديمقراطي، لذلك يجب ان تكون هذه الكوتات لممثليهم الحقيقيين من خلال التوزيع العادل للمقاعد على جميع اقليم كردستان".
ويشير الى أن "هناك ملفات معقدة كثيرة في ادارة وفلسفة الحكم، ويرغب الاتحاد بإيجاد نوع من التقارب لإنهاء التصدع الموجود الذي ينعكس على اقليم كردستان، ونأمل أن نصل إلى حلول".
فيما يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي الفيلي، أن "الخلافات في وجهات النظر موجودة، اما انشقاقات فحتى هذه اللحظة لا توجد لا في البيت الكردي او الشيعي او السني رغم كل ما حصل مع السيادة والعزم"، مبينا أن "الخلافات مع الاخوة في الاتحاد سيتم مناقشتها عبر حوارات ستعقد خلال الأسبوعين المقبلين من أجل حل هذه الإشكالات جميعها".
ويقول الفيلي إن "الموازنة ليس لها علاقة بالخلافات، وبحسب ما صرح به رئيس الوزراء وحتى في زيارة نيجيرفان بارزاني بأن هناك تفاهما كبيرا على تمرير الموازنة المتوقع إرسالها خلال أيام إلى البرلمان للتصويت عليها بسلاسة".
بدوره، يعلق السياسي والنائب السابق، مثال الآلوسي، على الخلافات الكائنة والمحتملة داخل البيوتات السياسية، بالقول أن "تجديد المسرح السياسي داخل الأحزاب أمر طبيعي في النظام الديمقراطي والبرلماني. أما مسألة الاستحواذ على الفرص وعزل الآخرين واستبعادهم فهو يدفع الشارع والدولة والمجتمع إلى عدم الاستقرار، ويعطي مساحات وفراغات خطرة تستغل من خلال الإرهاب والفاسدين".
ويدعو الآلوسي "البرلمان إلى أن يكون على قدر عال من المسؤولية، خاصة بعد انسحاب الصدريين، من خلال الشروع بانتخابات جديدة تبعد فكرة الاستحواذ، عبر مشاركة الصدريين وحتى المعارضين للنظام، أما في ظل التعامل الحالي وخاصة في ما يتعلق بسرقة القرن فإنه يدفع المواطنين إلى عدم الثقة بالعملية السياسية".
من جهته، يقول القيادي في تحالف الفتح، علي الفتلاوي، إن "الصراع السياسي كان ولا زال وسيبقى، لكن اليوم هناك صراعات لهدف معين، إما من أجل منصب او قيادة، أو فعلا لخدمة الشعب سواء في الكتل السياسية الشيعية أو السنية أو الكردية".
ويضيف الفتلاوي، أن "الكتل التي لديها صراع على أرض الواقع الآن، هي في داخل المكونين الكردي والسني، فالأول يتمثل بالصراع بين اليكتي والبارتي المستمر. والثاني ظهرت خلافاته من خلال تصريحات سياسييه سواء من النواب الحاليين أو المقالين أو المستقيلين، وآخرها كان ليث الدليمي الذي سيسحب البساط من تحت محمد الحلبوسي".
ويوضح الفتلاوي، أن "الخلاف داخل البيت الشيعي ليس على المناصب، وإنما يعود إلى الاختلاف في وجهات النظر، الذي سرعان ما ينتهي بسبب وجود حلقة ارتباط ووصل، حيث هناك ثوابت في القاعدة الشيعية وتآلف ومنهج استراتيجي يعمل عليه المكون، لذلك المشاكل مسيطر عليها، ولن تصل إلى الصراع السياسي أو التشظي أو الانفراط في العقد الشيعي".
ويتفق مع هذا الطرح الباحث بالشأن السياسي، أبو ميثاق اليساري، الذي أكد أن "خلافات الأحزاب الشيعية المشتركة في حكومة محمد شياع السوداني لن تؤدي إلى حدوث انقسامات فيما بينها"، مبينا "أما الخلافات مع التيار الصدري فهي موجودة ومعروفة، لكن الفريق المشارك في الحكومة ومجلس النواب وبالعملية السياسية ليس لديه خلافات".