الطائرات المسيرة والتصفية السياسية
4-تشرين الأول-2022
مصطفى ملا هذال

ماذا سيقول رواد ومخترعي الطائرات المسيرة من دون طيار ذات الأجنحة الثابتة والمتحركة، عندما يعلمون ان الطائرات الدرون أخذت تستخدم لأغراض التصفية السياسية بين الخصوم وتحول اختراعهم الى ورقة ضغط يمارسها طرف على حساب الطرف الآخر.
في العراق لم تعرف هذه التقنية مبكرا، بحكم الانعزال الذي كان يعيشه ابان حكم النظام السابق والذي جعل البلاد سجنا كبيرا يحق للفرد الساكن على أرضه التحرك بحرية محدودة، ولا يعرف معنى التقدم التكنولوجي بشتى المجالات. وبعد تغيير النظام ودخول الجماعات الإرهابية بعض المدن العراقية، راجت لدى العامة استخدام جملة الطائرات المسيرة، اذ استخدمتها القوات المحررة للمدن لمعرفة تحركات الأعداء ومراقبة أماكن تواجدهم وما يرومون فعله، بهدف النيل من الأجهزة الأمنية، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر بين صفوفها. انتهت مرحلة التحرير، التي يمكن ان نصفها بالاستخدام الإيجابي لهذه التقنية المساعدة كثيرا على تخليص العراق من الزمر الإرهابية، وتحول الاستخدام بعد ذلك الى الجانب المظلم لهذا الاكتشاف، فقد استخدمت في إرباك الوضع العام وقصف المناطق الحساسة، وكذلك التصفيات بين الأحزاب المتحاربة على المغانم. وأخير الأخبار السيئة المتعلقة بالدرون واستخدامها، هو قصف المنطقة الخضراء بينما يعقد مجلس النواب جلسته الخاصة بالتصويت على استقالة رئيسه محمد الحلبوسي، واختيار نائبه الأول، إذ أوصل هذا القصف مؤشر سلبي الى جانب المؤشرات السابقة التي حدثت في الشهور الماضية، من توظيف الطائرات في المجال الخصامي.
كل شيء في العراق يمكن ان يأخذ الشق الضار منه ويُترك المفيد، فماذا سيحدث لو تم استخدام هذه التقنية للأغراض السلمية وإبعادها عن شبهة الحرب والتناحر؟، وعلى سبيل المثال لو حصر استخدامها في المجالات العلمية والمساهمة بمعونة القوات الأمنية لمنع التسلل عبر الحدود والتجاوز على القوانين العامة في البلد، باعتبارها قواعد محرمة لا يجوز التعدي عليها.
يصعب في أكثر الأحيان تشخيص الخلل الحاصل في المواقع الإنشائية وغيرها من الإنتاجية، ولا يتم الاستفادة من هذه الوسيلة التي تختصر الوقت والجهد لإعطاء المبررات الحقيقة لوقوع مثل هذه الأعمال المفتعلة، وبالنتيجة يكون من المستحيل تعين السبب الرئيس وضياع الفاعل خلف مخرج التبرير غير المنطقي. لو أردنا مناقشة ما تقدمه الطائرات المسيرة للبشرية من خدمات جليلة لا يمكن حصرها، ولا يوجد عيب في التصنيع الأساسي لها، لكن الإشكالية وقعت في التوظيف غير الصحيح لها، وما يصيب بالإحباط هو النتائج السلبية من الاستخدام غير المدروس، مع إمكانية الإبقاء على الغرض الأول ولا ضرورة في التوجه الأخير الذي يكرس معاني العداء والضغينة بين أبناء الشعب الواحد. جميع التقنيات التي دخلت العراق تعمل في الوهلة الأولى دون ضابطة تحكم عملها وتجعله يصب في المصلحة العامة، نستذكر في هذا الخصوص الهواتف الذكية وما خلفته من مصائب اجتماعية دمرت العديد من الأسر وساعدت على انتشار الجرائم الأخلاقية، وكان لها دور كبير في انتشار بعض الممارسات الخاطئة.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech