الطارمية ترفض سيناريو جرف الصخر: نحن حزام بغداد وخاصرتها
26-شباط-2023
بغداد ـ العالم
أثارت الهجمات "الإرهابية" الأخيرة في قضاء الطارمية شمال بغداد، مخاوف لدى الكثير من العائلات في المدينة، بعد موجة مطالبات سياسية وامنية لتجريف البساتين والقيام بعمليات عسكرية واسعة داخل اراضي شمال بغداد، والتي يعتبرها الأهالي تحريضاً ضدهم.
صفاء، واحد من شباب الطارمية، فقد ساقه قبل عدة أيام بعد استهدافه بعبوة لاصقة وضعت تحت عجلته، يرفض وصف مدينته بـ"الارهابية" ويتحدث عن تعاون كبير بينهم وبين قوات الأمن ضد الإرهاب.
وقال صفاء المشهداني، وهو موظف حكومي من أهالي الطارمية، "الطارمية ليست إرهابية، الطارمية هي من ضحت، وتشكل حالياً كمائن للعناصر الإرهابية وتقاتلهم".
وأضاف "يحاول البعض اليوم جرفها مثلما فعلت في جرف الصخر"، مشدداً على أن هذا الأمر "مرفوض ولن نقبل به".
وتابع "وصلنا لنتائج أنه حينما نتحدث عن فساد يكون هذا حالنا. لقد دفعنا الثمن".
شيوخ العشائر يطمئنون الأهالي بأن وضع المدينة بخير ولا داعي للمخاوف، وأنهم لن يسمحوا للإرهاب بالتغلغل بين البساتين، مطالبين الحكومة بتعزيز قوات الأمن بفوج للطوارئ بمشاركة شباب المدينة لمنع الهجمات "الارهابية".
من جانبه، ذكر رئيس مجلس شيوخ قضاء الطارمية، الشيخ سعيد الجاسم، "الطارمية بخير وجيدة جداً، وهنالك زيارات بيننا وبين أهلنا في الجنوب ويأتون من جميع المناطق لزيارة الطارمية".
وأشاد بالطارمية قائلاً "هي حزام بغداد وخاصرتها، وهي من أوقفت الإرهاب عن بغداد، وأعطت الكثير من الشهداء".
رئيس مجلس شيوخ قضاء الطارمية، شدد على "عدم السماح لأي شخص الحديث عن تجريف الطارمية"، متسائلاً "كيف يتم تجريفها؟ هل هي بيوت من الشعر ليقال لأهلها اذهبوا من هنا؟".
ناشطون وأكاديميون في المدينة يصفون تصريحات بعض السياسيين بالمتعمدة لتهجير السكان وترك منازلهم بدوافع طائفية وانتقامية.
الناشط المدني من أهالي الطارمية، اوراس المشهداني، قال ان "موقعها الاستراتيجي اقتصادي، وبالتالي فإن الأصوات النشاز التي تبادر بطرح موضوع التهجير القسري وإخفاء المواطنين من الطارمية وإزاحتهم سكانياً لنسخ تجربة جرف الصخر أمنياً، هذا الموضوع لا أظن أن الوقت الآن كما هو الوقت سابقاً حتى يتم اتهامها بهذه التهمة، بل العكس، الطارمية هي رئة بغداد".
جغرافية مدينة الطارمية معقدة كما يصفها خبراء أمنيون، وهي بحاجة إلى جهد استخباري كبير لمنع تسلل الإرهابيين لها والقيام بعمليات إرهابية تنعكس سلباً على أهالي المنطقة.
ويقول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إن "هناك خلايا نائمة تستغل بعض مناطق شمال بغداد الكثيفة بالبساتين والأحراش للاختباء فيها".
وعن عملية اليوم أوضح رسول لوكالة شفق نيوز، أنه "بعد ورود معلومات استخباراتية عن محاولة تلك الخلايا للقيام بعمل إرهابي تجاه زوّار الأمام الكاظم، تم تنفيذ عملية استباقية للبحث والتفتيش، وعلى إثرها حدث الاشتباك مع العناصر الإرهابية".
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن "القوات الأمنية مستمرة في عملياتها الاستباقية لغرض القضاء على ما تبقى من هذه الفلول الإرهابية".
وكانت خلية الإعلام الأمني قالت في بيان سابق إن قوة من لواء المغاوير/قيادة عمليات بغداد، تمكنت من مداهمة وكر لتنظيم داعش وقتل ثلاثة إرهابيين احدهم يرتدي حزاماً ناسفاً وذلك في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد.
وأثار الهجوم على قضاء الطارمية شمالي بغداد، تساؤلات عن قدرة تنظيم داعش في تنفيذ مخططاته الإرهابية في مناطق حزام العاصمة أو داخلها، ويؤكد مختصون أن عملية الأربعاء هي نتيجة الضعف في الجانب الاستخباري، داعين إلى ضرورة تفعيل استراتيجيات الردع، وأحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة.
وأسفرت العملية عن "استشهاد" اثنين من الضباط ومقاتلين اثنين، على اثر انفجار الحزام الناسف، وفقا للبيان.
بدوره، يرى الخبير الاستراتيجي، أحمد الشريفي، أن "التهديد لا يزال قائماً، وأن الإرهاب لديه قدرة القيام بعمليات توصف بأنها نوعية"، مبيناً أن "عملية اليوم فيها بُعدين زماني ومكاني".
وعن هذين البُعدين يشرح الشريفي، أن "التوقيت لا يخلو من رغبة التنظيم في إعادة إنتاج البعد الطائفي، لاسيما وقت الزيارة وما يترتب عليها من آثار لإثارة النعرات الطائفية والصِدام الطائفي، والمكاني يتمثل بقدرته على المشاغلة والتعرض لحزام بغداد، ما يعني قدرته على استهداف العاصمة، معقل صنع القرار السياسي".
وبناء على ذلك يؤكد الخبير الاستراتيجي على أهمية أن "يذهب صانع القرار السياسي باتجاه تفعيل استراتيجيات الردع، بدءاً في إعادة النظر بالإشراف والمتابعة والرقابة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، وأحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة، فضلا عن تعزيز القدرات القتالية للمقاتلين بالجهد التقني القادر على الرصد والإنذار المبكر للقطاعات".
وأشار الشريفي، إلى أن "المناطق الرخّوة أمنياً تشكل حزاماً جغرافياً معقّداً على المستوى العسكري، يمتد لمسافة لا تقل عن 500 كيلومترا تصل إلى مشارف العاصمة بغداد، وهذه ممكن أن تُشكّل روافد لحركة وتنقل التنظيم بعيدا عن الرصد والاستمكان".
وأوضح، أن "الطارمية جغرافيتها صعبة، وحادث اليوم خطر جدا، لذلك يجب تفعيل الدور الأمني والعسكري في المرحلة المقبلة، كون المعركة لا تقتصر على تهديد أمني اقترن بالزيارة الحالية، وعلى مكتب القائد العام للقوات المسلحة والوزارتين الأمنية والعسكرية وكذلك الجهود الساندة البدء برسم ملامح استراتيجيات المرحلة المقبلة لتحسين ردود الفعل وما إلى ذلك".
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech