"العالم" تكشف كواليس الإطاحة بمحافظ البنك المركزي والسوداني يصوب نحو «المضاربين»
23-كانون الثاني-2023
بغداد ـ العالم
كشفت مصادر مطلعة على كواليس اجتماعات قوى الإطار التنسيقي، عن تفاصيل الاجتماع الاخير الذي عقد في بيت العامري، ليلة الاثنين، والتي خرجت بإعفاء محافظ البنك المركزي وإرجاع علي محسن العلاق الى منصبه السابق "تحت الاختبار".
وتقول المصادر لمراسل "العالم"، ان الاجتماع كان ساخنا بسبب امتعاض بعض الكتل من مواقف الحكومة تجاه أزمة الدولار وغيرها. لم تكشف المصادر عن سبب تخلف الشيخ الخزعلي عن الحضور، لكنها أكدت أن المالكي ترك الاجتماع ممتعضا بسبب الدولار.
وتضيف المصادر، ان المالكي يرتأي أن تلجا الحكومة الى واشنطن لضبط إيقاع الدولار، لكن قوى إطارية "مقاومة" ترفض ذلك، وتدعو الى مواجهة أمريكا في العراق.
وتشير المصادر الى ان "قرار اعفاء محافظ البنك المركزي العراقي مصطفى غالب مخيف، تم بالاتفاق ما بين قادة الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال الاجتماع"، مبينة ان "قرار الاعفاء تم بتصويت أغلبية قادة الاطار وكان مدعوماً من قبل رئيس الوزراء، واختيار علي محسن العلاق محافظا للبنك المركزي، تم بتصويت الهيئة القيادية للاطار التنسيقي، وأيضا السوداني كان داعماً لهذا الاختيار".
ومنح الاطار العلاق مهلة ثلاثة أشهر لتقييم عمله وادائه. وقد كان حاضرا في الاجتماع، طبقا للمصادر.
وكان العلاق قد تولى منصب محافظ البنك المركزي العراقي بالوكالة ورئيس مجلس الإدارة بين عامي 2014 و2020 كما شغل منصب الأمين العام لمجلس الوزراء بين عامي 2006 و2014.
وصباح يوم أمس، قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إعفاء محافظ البنك المركزي من منصبه، فيما كلف علي محسن العلاق بإدارة البنك بالوكالة.
وكان السوداني قد اتخذ الأحد، قرارات عاجلة لـ"معالجة" سعر صرف الدولار الأمريكي إزاء العملة المحلية خلال اجتماعه باتحاد الغرف التجارية العراقية لبحث معالجات تقلّب سعر الصرف للعملة الأجنبية.
وتأتي هذه القرارات في وقت يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 ارتفاعاً تدريجياً ليصل لأعلى مستوياته خلال الأيام الأخيرة حيث تخطى حاجز 165 ألف دينار لكل 100 دولار.
وطمأن السوداني المواطنين بان ارتفاع الأسعار "أمر وقتي"، مشدداً على انه لا تساهل مع المضاربين بالعملة.
كما أحال السوداني مدير المصرف العراقي للتجارة سالم جواد الجلبي على التقاعد وكلّف بلال الحمداني لإدارة المصرف العراقي للتجارة إضافة إلى مهامه.
وقد لوحظ بعد ساعات من صدور هاذين القرارين انخفاض أسعار صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي في البورصة الرئيسية في بغداد بينما لم يعرف بعد فيما اذا كان هذا الانخفاض سيستمر او انه رد فعل على الاجراءات الجديدة.
وسجلت بورصة العاصمة 1628دينار عراقي مقابل 100 دولار أمير كي فيما كانت الأسعار أمس الأحد 1645 دينار عراقي مقابل 100 دولار.
وتتواصل الدعوات لاحتجاجات شعبية أمام مقر البنك المركزي في العاصمة بغداد، غدا الاربعاء، بعد أن ولد انهيار العملة المحلية امام الدولار استياء لدى الناس.
ويشهد سعر صرف الدينار العراقي منذ حوالي شهرين تقلبات مقابل الدولار، يعزوها خبراء إلى بدء العراق الامتثال لاجراءات دولية أميركية على التحويلات المالية بالعملة الصعبة التي تُهرب معظمها الى الخارج.
ويوم أمس، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أن الحكومة تحاول تجاوز أزمة رفع سعر الصرف، مشيرا الى وجود جهات سياسية تحاول ان تستثمر وتستغل الأزمات لتوظيفها سياسيا.
وقال المالكي خلال استقباله بمكتبه سفير جمهورية ايطاليا لدى العراق ماوريتسيو كريكانتي، إن "الحكومة الجديدة تمتلك نقاط قوة ولديها مؤهلات للنجاح رغم التحديات التي تواجهها والتركة الثقيلة التي خلفتها الحكومة السابقة"، مشيرا الى أن "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من تغييرات تمثل خطوة في سياق تجاوز أزمة رفع سعر الصرف رغم وجود جهات سياسية تحاول ان تستثمر وتستغل الأزمات لتوظيفها سياسيا".