العراق يقتحم عصر الغليان.. ودعوات أممية لإعلان حالة طوارئ مناخية
13-آب-2023
بغداد - العالم
حذرت الأمم المتحدة من أن العراق يزج بالعالم حالياً في عصر الغليان، بعد ان دخل موجة حر منذ يوم الجمعة، وتستمر لعدة أيام، اذ تصل في بعض مناطق البلاد الى 52 مئوية.
وقال اعلام الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي في وزارة النقل أن البلاد تتأثر بأمتداد منخفض جوي حراري موسمي أبتداء من الجمعه 11 آب/أغسطس 2023 .
وأشار قسم التنبؤ الجوي في الهيئة في تقرير طالعته "العالم" الى أن محافظات البلاد كافة (عدا محافظات اقليم كردستان الشمالي التي لم يشملها التقرير) تشهد ارتفاعًا ملحوظا في درجات الحرارة لتتجاوز العديد منها درجة 50 مئوية التي تعادل نصف الغليان، ترافقها كتلة هوائية حارة ورطبة حيث يستمر هذا الارتفاع لأربعة أيام بدءًا من الجمعة وحتى الاثنين المقبل.
درجات الحرارة إلى 52
وبحسب الجدول المتوقع لدرجات الحرارة فإن محافظات بغداد والنجف والديوانية وذي قار والمثنى سدتصل فيها الحرارة الى 52 درجة مئوية.
كما ستتجاوز الحرارة نصف الغليان لتصل الى 51 درجة مئوية في كل من محافظات كربلاء وواسط وبابل وميسان وكركوك وصلاح الدين، فيما تتراوح درجات بين 49 و50 درجة في كل من محافظات ديالى والانبار والبصرة.
نداء الى المواطنين
وازاء ذلك فقد وجهت وزارة الكهرباء نداء الى المواطنين للابلاغ عن أي انقطاعات في الكهرباء من خلال أرقام هواتف للشكاوى الساخنة في العاصمة والمحافظات وفي مقرها دونتها على موقعها الالكتروني من أجل التبليغ عن أي عطل أو خلل في الشبكة الكهربائية.
وبدأت الحكومة تسير دوريات عسكرية لحماية الأبراج الناقلة للطاقة الكهربائية التي تعرضت لاستهداف بعبوات ناسفة خلال الأيام القليلة الماضية.
تأتي هذه الخطوة عقب تعرض عدد من هذه الأبراج في مختلف المدن لهجمات وتفجيرات وصفتها السلطات بأنها أعمال تخريبية متعمدة.
وتتولى وحدات من الجيش حالياً تأمين خطوط نقل الطاقة في عدة مناطق شملت محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار لتأمين هذه الخطوط وحمايتها من عمليات التخريب.
عصر الغليان
من جهته، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق الذي انهى زيارة له، يشيران إلى أن "عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل".
وقال تورك في كلمة له بعد زيارة الى العراق استغرقت أربعة ايام اجتمع خلالها بكبار المسؤولين: أنه "تحت حرارة تبلغ 50 درجة مئوية وفي وسط الحقول القاحلة والجرداء في جنوب العراق أطلعني زعماء وممثلو المجتمع المحلي على صور لأشجار النخيل المورقة التي كانت - قبل 30 عاماً لا غير- تصطف على جانبي أجزاء من شط العرب الممر المائي الجاف حالياً".
وأضاف "بعد أن وقفت تحت الحر القائظ وسط تلك المناظر الطبيعية المشوهة وتنفست الهواء الملوث من جراء انتشار العديد من مشاعل إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط في المنطقة، كان من الواضح بالنسبة لي أن عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل".
حالة طوارئ عالمية
وحذر المفوض الاممي من أن "هذه حالة طوارئ مناخية، وقد حان الوقت لأن يتم التعامل معها على هذا الأساس ليس فقط في العراق بل في العالم ككل، وان ما يحدث عراقيا هو نافذة على مستقبل قادم الآن إلى أجزاء أخرى من العالم - إذا واصلنا الإخفاق في تحمل مسؤوليتنا عن اتخاذ إجراءات للوقاية من تغير المناخ وتخفيف آثاره". واضاف، إن العراق من بين أكثر البلدان المعرضة لتغير المناخ في العالم حيث إن التدهور البيئي الخطير فيه ناتج عن مزيج سام من العنف وتجاوزات صناعة النفط والاحترار العالمي وانخفاض معدلات هطول الأمطار والافتقار إلى إدارة المياه وتنظيمها بشكل فعال.
ونوه الى أن أطرافاً فاعلة في المجتمع المدني قد حدثته عن التلوث المزمن في محافظة البصرة الجنوبية وما ينتج عنه من مشاكل صحية في المجتمع المحلي، بما في ذلك ارتفاع معدلات السرطان وأمراض خطيرة أخرى وأكدوا أيضاً الحاجة إلى مزيد من الشفافية.