بغداد - العالم
كشفت وزارة الصحة العراقية بالتزامن مع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يحتفل به سنويا في الحادي والثلاثين من مايو، أن ضحايا هذا القاتل الصامت من المتوقع أن تسجل زيادة بمعدل وفاة مدخن كل عشر دقائق، لاسيما أن 20 في المئة من العراقيين البالغين يدخنون.
ورغم أن التدخين في العراق يعد سلوكا واسع الانتشار ومقبول ثقافيا في المجتمع العراقي، إلا أنه منذ العام 2003 كان هناك ضغط كبير من الحكومة لفرض قواعد صارمة بخصوص التدخين، حيث في عام 2009 أصبح من غير القانوني التدخين في المباني العامة أو حولها، وإن كان الحظر لا يزال غير مرغوب فيه لدى الجمهور العراقي وتنفيذه غير منتظم.
وتظهر الإحصائيات الرسمية الأخيرة تصاعد الظاهرة وتناميها، لاسيما في صفوف المراهقين والشباب، حيث أكد معاون مدير برنامج مكافحة التبغ في الوزارة، وسيم كيلان، أن “20 في المئة من العراقيين” البالغين 18 عاما أو أكثر “يدخنون التبغ بمختلف أنواعه”.
وأشار كيلان في تصريح لبرنامج “واجب الصراحة” الذي تبثه العراقية الإخبارية وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إلى أن ما بين 40 و50 في المئة من العراقيين يعانون من التدخين السلبي بسبب تعرضهم غير المباشر إلى دخان التبغ”، مبينا أن “الغالبية العظمى من المدخنين هم من الرجال”. وكانت دراسات سابقة أثبتت أن معدل التدخين في العراق هو 31 في المئة للرجال و4 في المئة للنساء.
ويصل الإنفاق على التدخين إلى ستة مليارات دينار يوميا (ما يعادل 4.5 مليون دولار)، وفق كيلان، مضيفا “شخّصنا وجود مواد سامة وأخرى مخدرة في السجائر العادية والإلكترونية والمعسل”، مشيرا إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوي على 127 مادة سامة بينها الرصاص”. ويؤثر التدخين مبكرا على نمو الدماغ، حيث توجد اليوم سجائر إلكترونية على شكل (مقطاط) في المدارس”، بحسب كيلان، مشددا على أن وزارة الصحة تتوقع “تسجيل حالة وفاة كل 10 دقائق بسبب التدخين في العراق”.
وأكد أن “هناك صعوبات تعترض تطبيق قانون مكافحة التبغ، ولكن هناك مشروع قانون جديد في البرلمان للحماية من أضرار التبغ، فيه آليات واضحة للتطبيق”. يشار إلى أن نتائج دراسة أجريت في العام 2015 من قبل دعاة الصحة كشفت أن حوالي 55 عراقيا يموتون يوميا بسبب الأمراض المرتبطة بالتبغ، مقارنة مع وفاة 10 أشخاص يوميا في العراق بسبب الإرهاب والعنف.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، مؤخرا، إن شركات التبغ ما زالت تسعى جاهدة لاستهداف الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرياضة والمهرجانات الموسيقية وبالمنتجات الجديدة ذات النكهات واتهمت الشركات بمحاولة إيقاع جيل جديد في حبائل النيكوتين. ووسط لوائح أكثر صرامة تستهدف السجائر، بدأت شركات التبغ الكبرى والشركات التي دخلت الساحة حديثا في تقديم بدائل للتدخين مثل السجائر الإلكترونية التي يقولون إنها تستهدف المدخنين البالغين.