العَلمانية والعدوانية!!
3-تموز-2024

د.صادق السامرائي

العَلمانية مصطلح مستورد صدَّع رؤوسنا منذ عقود ولا يزال مهيمنا على التفكير في أرجاء الأمة , ويردده المفكرون والفلاسفة والمثقفون , وإتخذ تعريفات متعددة وفقا للأهواء والخلفيات , وأكثرها شيوعا فصل الدين عن الدولة.
وقد إكتسبت الأجيال حساسية عالية منه خصوصا المدّعين حرصهم على الدين , ولابد من القول , أن من المخجل أن نبقى أسرى لمصطلح لا ناقة له ولا جمل في ديارنا , فواقعنا تحقق فيه فصل المواطن عن الوطن والدولة , وتحويله إلى عدو لهما , وصار المواطن رقما بلا قيمة!!
ولا زلنا نتحدث عن العَلمانية ونتلهى بها , وما نطقنا بالعِلمانية (من العِلم) , فنستنزف طاقاتنا الفكرية والثقافية في كتابات وخطابات ومحاضرات ومناقشات عبثية لا طائل من ورائها.
وفي صحفنا المتنوعة تطالعك موضوعات عن العَلمانية وما تؤدي إليه , وهي كتابات تسعى لتعزيز العدوانية ما بين أبناء كل شيئ واحد.
فالواحد العربي أيا كان نوعه , مصيره التشظي المهلك لوجوده , وبهذا تنفجر الأوطان والمدن وكل مكان يجتمع فيه أكثر من إثنين , لأن ديدن التوجهات أن يتلهى العربي بالعربي , ويزهق العربي روح العربي , فذلك هو الفتح المبين والنصر العظيم والبطولة الماجدة.
أن كلمة “عَلمانية” تعني في جوهرها تأمين أسباب العدوانية , لأن العمل بها لا وجود له , وهي مصطلح مطروح ومتداول لتعزيز التخريب والدمار , والفهم المتعصب , ولتسويغ إنشاء الجماعات والفئات المدّعية بالدين , والساعية لتدمير الأمة بالدين.
فبإسم العَلمانية ذات الفهم المقصود لتأجيج التوجهات الدينية المُغالية , يتم تأهيل الشباب للسقوط في حبائل الجماعات المتأسلمة ذات الأهداف التدميرية الدامية.
وهذا ما يجري في الواقع العربي.
والمطلوب إسقاط هذا المصطلح وعدم تداوله وتسويقه , والقول بعبارات أخرى متوافقة مع ثقافتنا المجتمعية , فالمصطلحات المستوردة مزعزعة للوعي الجمعي , وتدفع بالشباب إلى سوء المصير , ويبدو أن إختيارها وتسويقها مبرمج ومرسوم وفقا لآليات نفسية سلوكية مدروسة بعناية ودقة معرفية واضحة.
فالمصطلحات المستوردة إنطلقت في مجتمعاتنا كالنار في الهشيم , فأحرقت كل شيئ , وجعلت الأجيال متوحلة ببعضها , ومتصارعة بعدوانية قاسية.
فهل لنا أن نستفيق من غي المصطلحات ونرى بعيون العقل والرشاد؟!!
و”إذا الشعب يوما أراد الحياة…فلا بد أن يستجيب القدر”!!

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech