الغارديان: عنف المستوطنين يتصاعد بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية
2-آذار-2023
بغداد ـ العالم
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، أشارت فيه إلى الدمار والحرق الذي تعرضت له بلدة حوارة في الضفة الغربية على يد المستوطنين.
وقالت الصحيفة في تقرير، إن البوابة لبلدة زعترة قرب نابلس نادرا ما تغلق، لكنها أغلقت ذلك اليوم؛ خوفا من ردة فعل المستوطنين على مقتل مستوطنين قرب بلدة حوارة.
ومع غروب الشمس، رفقة أعداد من القوات الإسرائيلية التي سيطرت على الشوارع المؤدية للبلدة، أطلق المستوطنون النار على سامح الأقطش "37 عاما"، الذي عاد مؤخرا من تركيا، حيث تطوع في جهود الإغاثة بعد الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد وشمال سوريا.
ولأن الجيش منع دخول سيارات الإسعاف إلى القرية، ترك الأٌقطش ينزف حتى الموت، حسب ابن أخيه فادي. وكان هو القتيل الوحيد الذي استشهد في عملية التدمير الناجم عن عنف وتخريب المستوطنين المتطرفين الذي أطلقت عليه الصحافة الغربية "هيجان"، وتم خلاله تدمير وحرق مئات المحلات التجارية والبيوت والسيارات في حوارة.
وفي مقال نشر صباح الاثنين كتبه معلق يميني، عبر فيه عن رعبه من الدمار في حوارة مذكرا بما فعله النازيون باليهود قبل الحرب العالمية الثانية أو ما عرف ليلة تكسير الزجاج، واصفا ما حدث بأنه "ليلة تهشيم الزجاج في حوارة".
وقال فادي الأقطش، الذي كان جالسا في خيمة العزاء مع واحد من أبناء سامح الخمسة: "بالطبع، هناك الكثير من المستوطنين والجيش هنا، والأمر صعب، لكنهم لم يحضروا أبدا إلى زعترة مثل هذه المرة". وقال الشاب البالغ من العمر 29 عاما: "نحن خائفون مما سيحدث".
وتقول الصحيفة إن حوادث المستوطنين في الضفة الغربية هي أخبار يومية، وزادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
ويدفع الكثير من ما يصل عددهم 700 ألف مستوطن في الضفة وشرقي القدس مهمة دينية باستعادة ما يقولون إنها "أرض اليهود التاريخية". فإطلاق النار وهجمات السكاكين والتخريب والسرقة وتدمير المحاصيل وسرقة الأرض هي وسائل لجعل حياة الفلسطينيين لا تطاق، ودفعهم للرحيل.
وفشل الجيش في الكثير من الأحيان بتوثيق الحوادث، بل وشارك فيها. لكن لا أحد في بلدة حوارة تحدثت "الغارديان " إليه يتذكر هجوما كبيرا مثل هذا، والتي يخشى الفلسطينيون والإسرائيليون أنها ستقود إلى هجمات من الطرفين، وخروج الوضع عن السيطرة.
وأشارت الصحيفة إلى اجتماع العقبة الذي شارك فيه مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون وعرب لتهدئة الوضع قبل بدء شهر رمضان. ولا توجد إشارات عن استقرار الوضع على الأرض. ويبدو أن السلطة الوطنية فقدت السيطرة على الوضع لصالح جماعات مسلحة.
وفي الوقت ذاته، بدا أن القوات الإسرائيلية غير جاهزة، ولم تكن مستعدة للتعامل مع عنف المستوطنين يوم الأحد، ورغم التهديدات التي أطلقها قادة المستوطنين للزحف على حوارة ومحوها. وقدر الجيش الإسرائيلي عدد الذين شاركوا في الهجوم ما بين 300- 400 مستوطن، ولم يعتقل سوى 10 منهم. وقال مصدر مجهول للصحافة الإسرائيلية إن الخطط التي جهزها الجيش شابها القصور.
وتضيف الصحيفة أن عددا من عناصر الحكومة الجديدة هم من المناصرين الأشداء للمستوطنين، ويطالبون بضم الضفة الغربية بشكل كامل، إلى جانب تخفيف قواعد الاشتباك للجيش والشرطة، ومعاقبة المسلحين الفلسطينيين.
وخلقت محاولات الحكومة تحييد المحكمة أزمة دفعت بعشرات الآلاف للخروج إلى الشوارع؛ نظرا للتداعيات على الديمقراطية في "إسرائيل". وفي الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم أخذ القانون باليد، إلا أن أعضاء حكومته أشعلوا النيران أكثر، ودعوا الجيش إلى عدم "إظهار الرحمة"، وزاروا المشهد دعما للمستوطنين.
وبحلول الاثنين، ذابوا مثل الملح، ولم يتبق في شوارع حوارة الفارغة سوى عربات الجيش التي تهدر على الطريق الرئيسي. وعند مفرق تفواح، المستوطنة المعروفة بمظهرها العنيف في جنوب البلدة، كان المستوطنون بمسدساتهم والأسلحة الأوتوماتيكية يقفون مع وحدات الجيش الإسرائيلي، حيث كانوا يخططون للسير نحو حوارة مرة ثانية كجزء من جنازة الشقيقين.
وقال صاحب محل تصليح سيارات في حوارة، صقر "22 عاما"، إن المستوطنين يشعرون بالجرأة أكثر بعد وصول المتطرفين إلى السلطة، "يعتقدون أنهم يستطيعون عمل ما يريدون".