الفلاتر.. هوس تقني يقود الإنسان الى النرجسية
26-كانون الأول-2022
بغداد ـ نور صباح
عند ابتكار فكرة الصورة، كانت غايتها توثيق الذكريات، والاحتفاظ بها لكي نتذكرها في المستقبل، لكن اليوم ومع انتشار "الفلاتر ـ تطور تقني في جودة التقاط الصور" على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح للتوثيق شروط ومعايير، خصوصا لدى فئة المراهقين والشباب قد تؤدي بهم إلى الإصابة باضطراب "ديسمور فوبيا" وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.
وتشير الاحصائيات الى أن 2 من كل 5 فتيات، يشعرن بالضيق لأنهن لا يستطعن الظهور في الحقيقة بالشكل الذي يظهرن فيه على الانترنت وإن 34 % منهن لا ينشرن صورهن، من دون استخدام تطبيق للتعديل على مظهرهن الخارجي و33% من الفتيات يقمن بحذف الصورة إذا لم يحصلن على عدد كبير من الإعجابات والتعليقات عليها.
تقول سارة البغدادي (واحدة من الشخصيات الفاعلة على الانستغرام ): ان "الفلتر أصبح اليوم من الموضة؛ فعندما نود ان ننشر احدى الصور فلا بد لنا من تعديل الالوان والاضاءة، كما يفعل العديد من الاشخاص وانا مع الفلتر الذي يستخدم بطريقة لا تغير ملامح الوجه، وأن الأمر يصبح غير صحي إذا تخطى حدود الطبيعة.
فيما تقول الدكتورة زهراء حسن، ان "البعض من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يستخدمون الفلتر عندما يروجون احد مساحيق التجميل، لغرض اقناع المتابعين بأنه منتج فعال وقادر على اخفاء العيوب في البشرة، وقد ولد هذا الأمر مشكلة لدى المتابعين فأصبحوا يسعون الى الصورة المثالية التي من الصعب ان يصل الانسان اليها، وقد أثر ذلك بشكل سلبي عليهم.
وتتابع "لكل شيء هناك ايجابيات وسلبيات والمخاطر موجودة ايضا اذ يمكن ان تحصل اضطرابات نفسية، تقود الشخص الى مصير غير محمود".
وحذر باحثون من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة من تأثير استخدام الفلاتر في مواقع التواصل الاجتماعي في التوازن النفسي والاجتماعي للمراهقين، الذين نزع بعضهم إلى تمني إجراء جراحة تجميلية فعلية للظهور مثل الصور التي يلتقطونها بالاعتماد على الفلاتر.
وقد تعهد مايكل ستورا، المحلل النفسي المتخصص في التكنولوجيا الرقمية، بفك شفرات المخاطر الحقيقية المرتبطة باستخدام هذه المحسنات والفلاتر على الشبكات الاجتماعية، ملاحظاً أن الصور المعدلة كانت في الماضي محصورة في المجلات النسائية، أما اليوم فقد أسهمت الشبكات الاجتماعية في إشاعة الظاهرة وزيادة استعمالها بشكل موسع بين كل الناس؛ فالكل يشاهد اليوم حجم المراهقات المدمنات على فلاتر الفاشينيستات ومؤثرات السوشيال ميديا (اللواتي أصبحن نجمات حقيقيات على هذه الشبكات)، ليصبحن نجمات مثلهن؛ إذ من المرجح أن تولد هذه الظاهرة الجديدة «مراهقين نرجسيين» في المستقبل.