الفنان سعد علي يحتفي بالطبيعة ويمجّد الأفراح والمسرّات الجماعية
15-نيسان-2023
عدنان حسين أحمد
يحتضن قسم الثقافة والتعليم في مجلس مدينة شيفا الإسيانية معرضًا جديدًا للفنان التشكيلي سعد علي الذي حقّق بصمة واضحة في المشهد الثقافي الإسباني ولا يمكن للعين النقدية التشكيلية الفاحصة أن تتجاوزه أو تتفاداه خصوصًا في مدينة فالنسيا الساحلية والبلدات والضواحي التابعة لها التي سجّل فيها حضورًا طيبًا وشهرة غير مسبوقة لفنان يجمع في أعماقه خليطًا غير متجانس لخمس دول وحضارات وهي العراق وإيطاليا وهولندا وفرنسا وإسبانيا بحسب تسلسل إقامته وعمله في هذه البلدان التي عشق فيها، وتزوج من نسائها، ونهل من معارفها الفنية، وشيّد فيها أكثر من بيت، وخاصة في فرنسا وإسبانيا. ولعلي من بين النقاد التشكيليين المحظوظين القلائل الذين تعرفوا على الفنان سعد علي بوقت مبكر من وصولي إلى مدينة آپلدورن الهولندية سنة 1996م قبل أن أنتقل إلى مدينة زاندام وأستقر فيها لقرابة إحدى عشرة سنة حيث كنا نلتقي في معارضه الشخصية والجماعية أو في المناسبات الثقافية والفنية التي تُسلط الضوء على تجربته الفنية المتجددة أو في لقاءاتنا الخاصة في مرسمه بمدينة أوتريخت التي تعرّفت فيها من كثب على مشاريعه الفنية بالتفصيل وخاصة مشروعيّ "صندوق الدنيا" و "أبواب الفرج والمحبة". وكنتُ أتمنى عليه ألاّ ينكمش في حدود هذين المشروعين فقط لأن الحياة أكبر من المشاريع الشخصية مهما كانت كبيرة وعميقة وواسعة.
ليس بالضرورة أن يكون الفنان التشكيلي مثقفًا موسوعيًا كبيرًا يقرأ ليل نهار ويبحث في بطون الكتب والمصادر لكي يكون مبدعًا موثوقًا ومُعتمدًا عليه ولكن الفنان التشكيلي الحقيقي يجب أن يتوفر على خبرة بصرية عميقة، وحساسية مرهفة، وقدرة على الالتقاط. ومنْ يتمعّن في شخصية سعد علي سيكتشف هذه المواصفات كلها ويتلمّس فيه قبل كل شيء أنّ قاعدته الأساسية تتمثل في كونه فنانًا كلاسيكيًا أو بمعنى أدق رسّام يمتلك أدواته الفنية الكاملة التي تؤهله لأن ينفّذ أي عمل ضخم يضم بين دفّتيه 50 شخصية أو أكثر بحسب الثيمة التي يعالجها ويتعاطى معها بحِرَفية عالية كما في لوحاته العديدة التي تحمل عناوين "المائدة" التي سوف تتناسل إلى موائد للحُب، والطعام، والغرام، والألفة، والوجد، والتماهي، والحلول في الآخر. والأهم من ذلك كله أن سعد علي لم يتشبث بكلاسيكيته وإنما أفاد من غالبية التيارات والمدارس الفنية الحديثة كالرومانسية والانطباعية والوحشية والتعبيرية والسُريالية والدادائية والمستقبلية وما إلى ذلك. وربما دفعتهُ حاسته الغريزية المرهفة لأن يجرب كل صرعة جديدة فلقد رسم على خشب الأبواب والشبابيك، والورق، والمقوّى، والكانفاس بمختلف أنواعه وحينما لم
يكتفِ بكل هذه السطوح التصويرية التجأ للرسم على أجساد الفتيات اليافعات الهولنديات وقدّم نماذج لا يمكن أن ينساها المتلقّي الذي يمتلك خبرة بصرية تؤهله للاستمتاع باللمسات الفنية والجمالية التي تصنعها الأنامل المرهفة للفنان سعد علي الذي يتميز بقدرته على الإبهار وجذب المُشاهد إلى دائرة النشوة والتسامي والافتتان.
ثيمات مكتنزة وأشكال جديدة
لعلي أكثر مَن كتبَ عن مشروعَية الأساسيين المُشار إليهما سلفًا وعن معارضه الأخرى التي قد يشذّ بعض لوحاتها لينحاز إلى موضوعات أخرى تدفعه إليها حاستة الفنية وذائقته الإبداعية التي تبحث عن الثيمات والأشكال الجديدة التي تنطوي على معطيات تجريبية وتجديدية في آنٍ معًا. وفي معرضة الجديد "الرسم . . الحرفة التي لا تموت" والتي يجد الفنان المبدع سعادته الخالصة فيها يقدّم سعد علي 40 عملاً فنيًا مختلفًا في الأحجام والمقاربات والتقنيات، أمّا الثيمات فهي متنوعة كالعادة ومكتنزة بالجديد والمدهش والصادم من الأفكار البصرية التي تتجاوب مع تطلعات الفنان ورؤاه الإبداعية التي تتطور بصريًا يومًا بعد يوم. ومن أبرز محاور وثيمات هذا المعرض هي "رقصة الفلامنكو" التي نشأت وتطورت في بلاد الأندلس حتى أصبحت في شكلها الحالي الذي تجاوز مرحلة الحزن والشكوى والاكتئاب وانتقل إلى مرحلة الأفراح والمسرات والمباهج السعيدة فرسم العديد من راقصات الفلامنكو وتدرّج فيها من مراحلها الأولى حتى الوقت الحاضر. لقد انتبه سعد علي إلى معاناة الشعب الإسباني الكبيرة في ظل النظام الدكتاتوري لفرانكو وخاصة في الأعوام المحصورة بين 1939 و 1975م فأراد أن ينتقل من خانق الحزن والكآبة والذكريات المريرة إلى فضاء الفرح والمرح والبهجة خاصة وأنّ الشعب الإسباني بمختلف أطيافه يحب الرقص والغناء، ويُقيم الاحتفالات والمهرجانات بشكل متواصل، وينزع إلى الاستمتاع بالحياة فلاغرابة أن يركز سعد علي في غالبية معارضه على الرقص بأنواعه المتعددة كالبالية أو الفلامنكو أو الرقصات القادمة من خارج الحدود الأوروبية أو العربية مُقتنصًا منها لحظات الإشراق والتألق والمسرة ومُجسّدًا إيّاها في لوحات كبيرة الحجم في الأعمّ الأغلب كي تستوعب البيئة الاحتفالية التي يرصدها على أرض الواقع وينقلها في خاتمة المطاف إلى السطح التصويري.
لابدّ من الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الفنان سعد علي حينما يجسّد "راقصة البالية" فإنه يحرّرها من فضائها المعهود الذي اعتدنا أن نراه على خشبات المسارح أو في الصالات الأنيقة للمجتمع المخملي. فهو ينتزعها من هذا السياق البصري المألوف ويضعها بين الغيوم أو بين الأمواج ليُتيح لها حرية الحركة إلى أبعد حدٍ ممكن أو يجعلها تتسامى بين أربعة أجساد نسائية أخرى تلتف حولها بحركة دائمة تحقق لصاحباتها منتهى النشوة والاستغراق والحبور. ثمة لوحات كبيرة تهيمن عليها حركات منتفضة لوجوه نساء ناضجات أو فتيات في ذروة شبابهن وقد اجتزأ منهن حركة راقصة، سريعة، وخاطفة كي يتخلّص من السكون ولا يسمح له أن يجد طريقه إلى عمله الفني، فلوحات سعد علي في مجملها حركيّة متفاعلة مع بعضها بعضًا كما أنها تناوئ الصمت والثبات والركود وهي تعتمد في جوهرها تقنية الحركة والتحرّر والانطلاق.
يحظى هذا المعرض، كما في معارضه السابقة أيضًا، بحصة كبيرة من عناصر الطبيعة أشجارًا وفاكهة وزهورًا وأوراقًا وحيوانات أليفة معروفة وأخرى تجترحها مخيّلته الخلاقة وتزجّها في أعماله الفنيّة المدروسة التي لا تحتفي بالمصادفات والرتوش العابرة. وهناك العشرات وربما بضع مئات من لوحاته تدور في فلك الطبيعة أو تتخذ منها موضوعًا جوهريًا أو ثانويًا لها يشكِّل متن اللوحة أو يؤثثها وهذه العناصر الطبيعية تجمع غالبًا بين الأرض والسماء، والأنهار والبحار، والجداول والينابيع التي يفجّرها هنا وهناك. ويكفي أن نشير إلى لوحة "استنشاق روائح الحُب" لنؤكد صحة ما نذهب إليه؛ فالمرأة الجميلة ذات العنق الطويل المشرئب الذي يُذكِّرنا بأعناق نساء مودلياني ولكنه لا يُحيل إليه فهي من عنديات سعد واجتراحاته الناجمة عن منظومة قيمه الجمالية التي تضعه دائمًا في دائرة الدهشة والصدمة والافتتنان. أمّا أصابع اليدين والقدمين اللدنة المطواعة فهي ماركة مسجّلة باسمه ولا ينافسه عليها أحد من الفنانين إلاّ ما جاء عفو الخاطر أو من غير قصد مُسبق. وهذه اللوحة تحديدًا هي عمل شمّي متميّز تتسيّد فيه حاسة الشمّ لتنقلها لفضاء حسيّ مقصود ولا يخلو من البراءة كليًا. والغريب في هذه اللوحة أنّ أصابع اليدين والقدمين تقومان بفعل اللمس لتؤكدان حضور الحاسة اللمسية التي تعزز الحاسة الشمّية وكأنّ الفنان يريد منّا أن نستنفر حواسنا الخمس من دون أن نهمل الحاسة السادسة التي تظل يقظة على الدوام.
نشوة المتعة البصرية
يخوض سعد علي في موضوعات كثيرة تبدأ بالإنسان، وتمرّ بالراقصات، ولا تنتهي بالطبيعة الأم التي تغدق علينا بكرم باذخ لا حدود له وأوله نشوة المتعة البصرية. فالنساء والفتيات اليافعات سواء القادمات من بلده أو اللواتي ينبثقنَ من بلدان أوروبية متعددة هن محاطات دائمًا بعناصر الطبيعة أو يمرحنَ في جنباتها؛ فواحدة تشمُّ الزهور، والثانية ترتديها مطرزة في ثيابها، وثالثة تتمرغ على مروجها، ورابعة ترقص حولها، وخامسة تستدعيها إلى غرفة نومها وهكذا دواليك وكأنّ الفنان يريد أن يُذكِّرنا بأبواب الفرح التي تنفتح تباعًا وتفضي إلى سلسلة لا متناهية من الأبواب.
يتماهى بعض اللوحات بالطبيعة ويلوذ بعنوانها مع أنها امرأة تحمل ملامح شرقية قد تُذكِّرنا ببنات بلدنا وخاصة ذوات العيون السومرية الواسعة التي تأخذنا بحركة ارتجاعية تمتد لقرابة خمسة آلاف سنة من يوم الناس هذا. فالطبيعة هي قرين الإنسان أو صنّوه أو نظيره الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
ربما يكون پوستر المعرض هو الأكثر احتفاء بالطبيعة وعناصرها المادية فهي تجمع بين المرأة والغزالة من جهة لكنها تحتفي بالطبيعة من جهة أخرى حيث تُحيطها الأشجار والأعشاب والورود لتخلق وحدة متناغمة متضّامة لا تنقصها البهجة والطمأنينة ولا يعوزها الحُب والسلام والدفء الإنساني الغامر.
ربما تكون الذاكرة من أبرز الثيمات التي يشتغل عليها سعد علي لكنها قد تظهر في عمل واحد مهيمن أو في سلسلة أعمال فنية، فهو يعود إلى الديوانية غالبًا أو إلى أية محافظة عراقية أخرى ليقترض منها موضوعات لافتة للانتباه لكنه يكتفي في بعض الأحيان بلوحة واحدة يمكن أن يقول فيها كل شيء دفعة واحدة كما فعل في لوحة "الذاكرة" التي تشتمل على شخصين لا تدري أيهما يحمل الآخر؟ هل هي التي تحمل الرجل بين ذراعيها وقد بدا مثل منحوتة ثمينة أو هو الذي سلّم أمره إلى ذراعيها الحانيتين؟ وقد دبّج هذا العمل على خلفية تجمع بين الأخضر والأزرق مُطعمًا إياهما ببعض اللمسات البيضاء التي تكسر حدة هذين اللونين الباردين. قد تبدو هذه اللوحة سهلة، ميسورة الفهم لكننا ما إن نتأمل لوحة "الذاكرة 2" فسنجد أنها أقرب إلى السبيكة المتداخلة التي تنطوي على كثيرة من التعقيد وكأنّ الفنان يريد أن يكشف لنا الكمّ الكبير من الذكريات الغامضة التي تغبّشت ولكنها لم تتلاشَ كليًا من شريط الذاكرة الذي يتأجج كلّما حفّزناه أو أيقظنا جانبًا منه. فالشخصية الرئيسة تحتضن بحميمية عشرة وجوه أو أكثر تحرّض مخيلتنا لأن نربط بينها وبين صاحبة الذاكرة التي أحبّت أن تشاركنا عالمها الداخلي وتسمح لنا بأن نتجول في أروقتها ودروبها السريّة التي لم نكن نعرفها من قبل.
لا يتخلى سعد علي عن ثيمته الأثيرة التي جسّدها مئات المرات في لوحاته السابقة وهي "ثنائية الرجل والمرأة" التي اشتغل عليها الكثير من الفنانين في مختلف أرجاء المعمورة غير أن خصوصية سعد علي تكمن في بعض التفاصيل الصغيرة وهي وجود "العاذل" أو "المتلصص"، أو "المتسمِّع" الذي يتجسس ويسترق السمع ليشبع رغبته وفضوله اللامحدودَين.
يميل سعد علي في بعض لوحاته إلى بساطة الإنشاء التكوين كما هو الحال في لوحة "الحُب" التي اعتمدت على خطوط ليّنة ومرنة خلق فيها تكوينًا لرجل جالس يمسك بالكاد ساقًا طويلاً لوردة متفتِّحة، وهو يرسم غالبًا مثل هذه اللوحات التخطيطية بتمريرة قلم واحدة متقشفة لا يكرّرها أكثر من مرة لكنها تفي بالغرض المطلوب الذي يُوحي بالحِرَفية والاكتمال الذي يُذكرنا بتخطيطات بيكاسو على وجه التحديد.
يمكن القول بأنّ غالبية لوحات سعد علي هي ربيعية أو صيفية في بعض الأحوال، فالاحتفال بالطبيعة يكون على أشدّه في فصل الربيع حيث تنمو الأعشاب، وتتفتح البراعم، وتتشابك الأغصان وتكتسي الأرض بحُلّة خضراء. أمّا اللوحات الصيفية فهي مكرّسة للقطاف والحصاد وجني الثمار وخاصة عناقيد الأعناب التي توحي بالخير الوفير.
الجنة الأرضية الدافئة
وفي هذا المعرض لا يعوّل سعد علي على الرموز المستقرة في الذاكرة الجمعية، فالتفاحة قد تُذكّرنا بالفاكهة المحرّمة التي كانت وراء طرد سيدنا آدم من الجنة لكنها تعبّر عن "الأمل" من منظور سعد علي، وتُفضي إلى لذة الطعام من دون إهمال اللذة البصرية، فالعين، في كثير من الأحيان، هي التي تؤكل وليس الفم. فلاغرابة أن ينجز سلسلة من لوحات "القِطاف" التي تجني فيها المرأة خاصة عناقيد العنب الزاهية الجميلة حتى وإن نفّذها على خلفية صفراء تُوحي بالبرودة أكثر مما تُشير إلى التوهج والألوان الحارة الصريحة التي يُفترَض أن تتسيّد في فصل الصيف وحرارته القائظة في بلد مثل إسبانيا التي يعتبرها الأوروبيون جنتهم الأرضية الدافئة إن صحّ التعبير.
يُوصف العنوان في عالم الكتب الأدبية والعلمية والثقافية وما إلى ذلك بأنه "ثُريا النصّ" أو "بوصلته" التي تقود القارئ، في الأقل، إلى الجهة الصحيحة، وتجنّبه الدخول في المتاهة التي لا يستطيع الخروج منها أبدًا. فالعنوان هو أشبه بـ "الدليل السياحي" الذي يقود زائره إلى أهمّ التماثيل والمنحوتات واللُقى الفنية في المنطقة الأثرية المجهولة بالنسبة إليه. وهذا الأمر ينسحب على عنوان اللوحة الفنية سواء أكان بسيطًا، مجرّدًا، لا يفصح عن أي شيء أم كان دالاً، مُعبِّرًا، ومُتقنًا في الوقت ذاته بحيث يفضي إلى جوهر العمل الفني ولا يأخذ متلقيه إلى متاهة مليئة بالعلامات والإشارات الغامضة التي تحجب آلية التلقّي والاستمتاع والتماهي في العمل الفني. ولو تأملنا عناوين سعد علي لوجدناها تجمع بين البساطة والعمق وتزوّد المتلقي بالعديد من إشارات المرور التي تتيح له التنقّل بين أرجاء العمل الفني ولكنّ هذا الوضوح لا يمنع الفنان من أن يطعّم لوحته بين آونة وأخرى ببعض الرموز والإشارات التي تجترحها مخيلته الفنية المتقدة الأمر الذي يدفع المُشاهد للبحث والتقصي والتنقيب كي لا تفوته شاردة أو واردة ولا يضيع في خانق التأويلات والتفسيرات المجافية للحقيقة أو الواقع الذي يدور فيهما الفنان. "العاشقة والأشواك" تمثيلاً لا حصرًا، هو عنوان ليّن ويسير ليونة الخطوط التي رسم بها الفنان لوحته الدالة التي تريد أن تقول ضمنيًا وبدون تبجّح لفظي أو كلمات مقعّرة بأنّ الحُب قد يكلّفك بعض الوخزات التي تجعلك تنزف دماءً قانية حمراء، وتشعرك ببعض الألم الذي يشبه اللسعات المكهربة التي تتذكرها لأمد قد يطول أو يقصُر.
جدير ذكره بأنّ الفنان سعد علي من مواليد محافظة الديوانية في العراق سنة 1953م درس الفن في العراق ثم واصل دراسته في أكاديميتيّ الفنون الجميلة في بيروجا وفلورنسا الإيطاليتين عام 1980- 1984م وتتلمذ على يد الفنان فيرّو " Fero". أسس جماعة " Tei " بمدينة أوتريخت الهولندية عام 1985 واستمرت لغاية عام1995. عمل سعد علي في مؤسسات عدة من بينها "كوبرا" الهولندية و "إيرك براون" البرتغالية، وفيرا آرت للفنون العالمية. حصل على عضوية جماعات ونقابات عدة أبرزها "تجمع كوبرا" ونقابات الفنانين الهولنديين، وجمعية التشكيليين الإسبان، وجمعية التكشيليين العراقيين والعرب. تم اقتناء العديد من أعماله من قبل جمعيات وغاليرهات ومتاحف عالمية مشهورة مثل قاعة الفن الحديث ببغداد "كولبنكيان"، وجمعية التشكيليين العراقيين ببغداد أيضًا، والمركز الثقافي العربي في دمشق، والمركز الثقافي الإيطالي في ميلانو، ومتحف Ziel في جنوب هولندا، وصالون Rouge في أمستردام، وغاليري Kunstlijk في أمستردام، وغاليري الكوفة في لندن وغيرها من المتاحف والغاليريهات العالمية المرموقة. اشترك بأكثر من 90 معرضًا شخصيًا بينما جاوزت معارضة المشتركة 171 معرضًا جماعيًا كان آخرها المعارض الشخصية في غاليري المرخية في الدوحة، وغاليري كلمات في إستانبول، ومعرض مدينة شيفا الإسبانية مدار بحثنا ودراستنا النقدية الراهنة.