بغداد ـ العالم
يستعيد العراق مجده الثقافي وحضوره الأدبي العريق في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، حيث تتألق الأجنحة العراقية بثروة معرفية غنية وتنوّع لافت في العناوين، تمتد من أعماق التراث إلى آفاق الفكر المعاصر، عبر أكثر من 50 دار نشر عراقية تشارك في هذا الحدث الثقافي العربي الأهم.
فالعراق، مهد الكتابة وبلد الورّاقين ومصنع العقول، يعيد هذا العام تأكيد مكانته بوصفه منارة للثقافة العربية ومركزًا لإشعاع المعرفة، من خلال إصدارات نوعية تعكس الواقع الثقافي العراقي الحديث وتستحضر إرث بلاد الرافدين الممتد منذ فجر الحضارة وحتى يومنا هذا.
ويستوقف الزائر الكم الكبير من المؤلفات العراقية المتنوعة بين التاريخ والسياسة والفكر والأدب والفلسفة، من بينها: حياة الإمبراطورية في مدينة نمرود داخل منطقة العراق الخضراء. الحرب على العراق: آراء وتعليقات متباينة. مهمة السيدة عليّة: إنقاذ كتب العراق. القصة العراقية السنوية ومجموعة العشار العراقية. صفحات من تاريخ العراق، العراق والتحدي الفارسي، الحقبة العباسية الثانية في العراق. العالم بعد 11 سبتمبر، بوابة الحشاشين: أميركا في العراق، أميركا والعراق.. إضافة إلى أعمال فكرية مميزة مثل التحفة العراقية والشخصية العراقية من السومرية إلى الطائفية
وتؤكد دور النشر العراقية، أن المشاركة في معارض الكتب بالمملكة العربية السعودية باتت تمثل محطة أساسية في خططها الثقافية، لما تشهده من إقبال نوعي متزايد على القراءة واهتمام متصاعد بالكتاب العربي، فضلاً عن كونها جسرًا حيويًا للتبادل الثقافي بين المثقفين العراقيين ونظرائهم في المنطقة.
ويشير ناشرون إلى أن الحضور العراقي في معرض الرياض لا يقتصر على عرض الكتب، بل يتجاوز ذلك إلى تجديد الوعي الثقافي العربي وتعزيز مكانة الكتاب العراقي في المشهد الإقليمي، مؤكدين، أن "الكتاب يظلّ الجسر الأجمل بين الذاكرة والمستقبل".
وبهذا الحضور المتجدد، يثبت العراق، بلد الحرف الأول ومهد المعرفة الإنسانية، أنه لا يزال أمينًا على رسالته الثقافية الخالدة، وأن الكلمة العراقية باقية نابضة بالحياة مهما تغيّرت الأزمنة.