بغداد _ العالم
بعد أن أعفى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الشهر الفائت، عدة قيادات هندسية وفنية متلكئة في وزارة الكهرباء بسبب سوء إدارتهم لمهامهم وكثرة شكاوى المواطنين، قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طرد "عباس الكوفي" مسؤول اقتصادية التيار في وزارة الكهرباء، الذي يعد أحد مقربيه.
وقبل يومين، أعلن صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طرد قيادي كبير في التيار بتهمتي الفساد والخيانة.
وذكر العراقي المعروف بوزير الصدر في بيان: "نودّ إعلام المؤمنين أعزهم الله بعزّه.. أن الفاسد (عباس الكوفي) مطرود بتهمة الخيـانة والفساد، فيمنع التعامل معه منعاً باتاً بكافة التعاملات التجارية والمالية وغيرها مطلقاً".
وأضاف، إنه "على الرغم من ذلك فإننا ندعوه للتوبة والعزلة.. كما نهيب بالجميع عدم التعامل معه بعنـف أو ما شاكل ذلك".
يشار الى ان الكوفي نفسه، كان قد كلفه الصدر رفقة قياديين آخرين عام 2019، بتشكيل لجنة جمع معلومات شاملة عن كل من ينتمي للتيار الصدري ويعمل بمشاريع تجارية حكومية.
وقال الصدر في بيان له، نشرته صفحة (صالح محمد العراقي) المقربة منه، حمل توقيعه: "يكلف كل من الإخوة: الأخ أبو ياسر، الأخ عباس الكوفي، الأخ علي التميمي، بجمع معلومات شاملة وكاملة عن كل من يعمل بمشاريع تجارية حكومية حلالاً كانت أم حراماً، مشروعة كانت أم ممنوعة.. ممن هم ينتمون (للتيار الصدري) حالياً أو كانوا ينتمون له من دون استدعائهم".
يذكر أن عباس الكوفي ارتبط اسمه باستقالة وزير كهرباء الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، ماجد حنتوش، عام 2021، عندما نُسبت إليه رسالة موجهة للصدر يتحدث فيها عن تدخلات عباس الكوفي بعمل الوزارة، قبل أن ينفي حنتوش فيما بعد صحة الرسالة.
وفي حينها ذكرت الرسالة المتداولة بشكل واسع، على لسان وزير الكهرباء، وموجهة إلى الصدر: "ليس ذنبنا الإخفاق والفساد في وزارة الكهرباء، ولم نطمح يوما لمنصب الوزير وكنا على أبواب التقاعد.. من اختارني وزيرا هم حاشيتك والمقربون منك بعد الاتفاق مع اثنين من كبار المقاولين في وزارة الكهرباء".
وتضيف الرسالة، أنه "منذ اليوم الأول لاستلامنا المسؤولية كانت تدخلات مكتبكم المتمثلة بالسيد عباس الكوفي، وبعلمكم شخصيا لم تترك لنا خيارا في إدارة الوزارة سواء في عقودها أو في أمورها الإدارية حتى أصبح يمارس دور الوزير خلف الستار ويبرم العقود وينصّب المديرين وحاولوا جاهدين تحجيم دوره وتقليل الخراب والدمار الذي تسبب به الذي وصل الى مرحلة تنصيب مشرفين على كل شركات الوزارة وأصبح يدير اجتماعات دورية في مقره بالكاظمية".
وتابعت: "هل تعلم سيدنا أننا لم نكن نملك صلاحية تحريك أي مدير شركة من شركات الوزارة، ولا إبرام أي عقد فيها، وكان الوزير الفعلي هو منسوبكم عباس الكوفي الذي جنّد العشرات من تياركم مثل رائد عبد الحسين، وحسين عبوه وأسماء لم ينزل الله بها من سلطان".
وعلى رغم صدور نفي رسمي من الوزير حنتوش بشأن صحة الرسالة، المنسوبة إليه، إلا أن الشارع العراقي تلقفها وتداولها كتّاب وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات خبرية، فيما قالت مصادر صحفية، بأن الرسالة حقيقية، لكن الوزير تراجع عنها لاحقاً، تجنباً لتداعياتها.
وبعد انتشار خبر طرده من التيار الصدري، نشر العديد من الناشطين ووسائل الإعلام بعض من أعمال الكوفي خلال فترة عمله في التيار.
وكان أحد المنشورات لمهندس كهرباء صدري مستقيل، يدعى حيدر الخزعلي، كتب على صفحته منشورا جاء فيه: "والله وبالله وتالله، أحد أسباب تشويه سمعة التيار الصدري سابقاً التيار الوطني الشيعي حالياً هو عباس الكوفي ومجموعته، ومستعد أن أُعدد أسماءهم وأرصدتهم خصوصاً الموجودين بوزارة الكهرباء ومضاف إلى مكاتبهم".
كما نشرت العديد من الصفحات صورا ومقاطع فيديو تعود للعام 2019 وتظهر عملية هجوم مسلح من قبل الاقتصادية التابعة للتيار الصدري بإدارة مباشرة من قبل عباس الكوفي بسيارات موكب حماية الصدر مضافا الى هويات تثبت انتماءهم الى تيار الأحرار والمكتب السياسي ونواب سائرون. كان الهدف من العملية السطو المسلح والسيطرة على عقد اقتصادي عائد الى الشركة الصينية العاملة في محافظة واسط قرب حي الوحدة سيطرة اللج وتم إفشال العملية بتصدي حماية الموقع.
ووفقا لوثيقة موقعة لوزير الكهرباء، زياد علي فاضل، إنه" استنادا الى الصلاحيات المخولة لنا ولمقتضيات المصلحة العامة تقرر إنهاء تكليف فائز محمد علون رئيس مهندسين في الشركة العامة لتوزيع الكهرباء بغداد من مسؤولية مدير فرع كهرباء الصدر التابع للشركة العامة، وتكليف عبد الفتاح عبد سيد رئيس مهندسين بنفس الشركة والمسؤولية المشار اليها، وانهاء تكليف صفاء عبد الزهرة قاسم رئيس مهندسين اقدم في الشركة العامة لتوزيع كهرباء الفرات الاوسط من مسؤولية مدير فرع توزيع كهرباء النجف الاشرف وتعيين علي عباس جنجول رئيس مهندسين بنفس الشركة والمسؤولية المشار اليها".
وبعد الاجتماع، أعلنت وزارة الكهرباء، إعفاء أكثر من 10 مسؤولين في قطاعات الوزارة بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال وكيل وزارة الكهرباء عادل كريم في تصريح متلفز، إنه "تم إعفاء أكثر من 10 مسؤولين في وزارة الكهرباء في عموم المحافظات بسب التلكؤ في تجهيز الطاقة خلال الأيام الماضية".
وأشار الى، انه "خلال اليومين الماضيين، فُصلت خطوط في مناطق جنوبية ومناطق حزام بغداد"، مبينا ان "مجموعة وحدات لتوليد الطاقة خرجت عن الخدمة في بسماية ومحطات في الجنوب ومنطقة الفرات الأوسط، لأسباب فنية وتم اعادة هذه الخطوط للخدمة وعادت الكهرباء الى الاستقرار نسبياً".
وكشف وكيل الكهرباء عن "وصول انتاج المحطات الى أكثر من 26 الف ميكاواط، مقابل عجز يقدر بـ 24 ألف ميكاواط"، لافتا الى ان "هناك تجاوزات كبيرة على الشبكة الوطنية وهناك مليون وحدة متجاوزة".
وبين، إن "هناك حملة كبرى قريبة لرفع التجاوزات ومحاسبة المتجاوزين وفق القانون".
وتابع، إن "15 ألف ميكاواط في طريق الاحالة من المحطات الغازية وسيتم فتح وحدتين جديدتين قريباً في محطة دبس الغازية بكركوك"، مؤكدا ان "الحكومة خصصت اموالا كبيرة لوزارة الكهرباء".