المالكي لـ"العالم": لا أعلم بزيارة الكاظمي إلى إيران وعبد اللهيان لم يحدثني عنها
25-شباط-2023
بغداد ـ العالم
يسعى الإعلامي سعد الأوسي هذه الفترة الى ترتيب لقاءات مع شخصيات سياسية رفيعة المستوى، بدأت برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، رفقة رؤساء تحرير عدد من الصحف العراقية ومجموعة من الإعلاميين، مقدمي برامج ومدراء وكالات أنباء، لأجل نقل صورة أو حالة الانهيار التي تتعرض لها الصحف الورقية والحلول الكفيلة لإنقاذها من الإغلاق او التوقف عن النشر، وكذلك لأجل المساعدة في تطويرها وإعادة الهيبة التي نالت منها حكومة الكاظمي، بتوجهها الى "إعلام المحتوى الهابط"، الذي تحاربه الحكومة الحالية.
اللافت للنظر في هذه الزيارات هو الحضور الفاعل لشخصية سعد الأوسي، الذي يدير تلك اللقاءات بأريحية عالية مع المسؤولين الحكوميين السابقين والحاليين؛ إذ قام بطرح مجموعة من النقاط التي تعبر عن أهمية هذه اللقاءات وتوضيح المشكلات الإعلامية العالقة ومحاولة مكافحتها.
وحضر رئيس تحرير صحيفة "العالم" مهدي الهاشمي اللقاء الذي رتب له الأوسي مع المالكي، بصورة سريعة وسلسة، إذ لم تشهد عملية دخول المدعوين الى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، أية عرقلة، بعد أن قام الأوسي بوضع أسماء الإعلاميين المدعوين على جميع أبواب دخل المنطقة الخضراء.
وفي أثناء اللقاء تحدث رئيس تحرير "العالم" عن الأوضاع العامة التي تتمحور في فلكها وسائل الإعلام، قائلا: ان هناك ثلاثة أنواع من الإعلام: إعلام رسمي، وحزبي، والوطني/ مستقل، مشيرا الى ان الإعلام الرسمي في حالة العراق خرج عن استقلاليته باتجاه من يقود السلطة. أما الحزبي فيكون إما معارضا أو مشتركا في الحكومة، وهذا يملك أهدافا واضحة، تخدم أجندته. في حين أن الإعلام الوطني الذي يتغذى برأسمال وطني، فانه منزّه عن أية غايات وأغراض حزبية، فئوية، إثنية نفعية، متجها نحو ملاحقة الحقائق.
وأضاف الهاشمي، أن الإعلام المستقل يحتاج الى موارد واضحة وشفافة ومعروفة أمام الجميع لإدامة عمله، وهي إما تكون منحا دولية، أو دعما حكوميا، أو انه يتغذى على الموارد الإعلانية.
وزاد رئيس التحرير، انه في ظرف العراق، توقف الدعم الدولي للوسائل الإعلامية المحلية، كما أن الحكومة لم تشرع أية قوانين لإسناد عمل الصحافة المستقلة، إلى جانب ضعف القطاع الخاص بالعراق، فلم تتوفر إعلانات تجارية، تفي بالغرض وذلك كون الحكومة قائمة على اقتصاد ريعي، يعتاش عليه حتى القطاع الخاص.
وحذر الهاشمي من "انهيار وضع وسائل الإعلام المقروءة" اذا ما بقي الحال على ما هو عليه الان، وذلك لشحة الموارد، مضيفا "كي تتمكن الصحف المستقلة من أن تبقى مرآة لعمل الحكومة، على السلطة التنفيذية أن تعجل في طرح مشاريع قوانين تدعم الصحف.
واستعرض رئيس ائتلاف دولة القانون، خلال اللقاء، علاقته مع روسيا، مؤكداً ان "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديق سبق ان قال ان الروس لو يمتلكون شخصاً كالمالكي لاختاروه رئيساً مدى الحياة".
وكشف المالكي عن رده على رؤية المخابرات الامريكية التي كانت تظن ان النظام في سوريا سهل الاسقاط وانه متداع من الداخل، مشيرا الى انه أخبرهم عندما كان في واشنطن "انكم لا تعرفون سوريا مثلما أعرفها. لقد عشت فيها 16 عاماً لاجئاً وان نظام الأسد لن يسقط في ثلاثة أشهر او شهرين، كما ترون، بل هو قادر على الصمود ثلاث سنوات او اكثر". وأعاد المالكي الى الاذهان قصة اتصاله بالولايات المتحدة للحصول على السلاح ابان احتلال داعش لمحافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وتباطؤ ادارتها في مد العون الى بغداد، واضطراره الى شراء كميات من الاسلحة من ايران التي وصلت الى القطعات العراقية في اليوم التالي.
وتابع، "اتصلت بالرئيس بوتين وطلبت شراء اسلحة ومعدات عسكرية، لكنه رفض اولاً من منطلق الاعتقاد بان العراق أصبح جزءاً من النفوذ الامريكي، وتحت ذريعة اغلاق المصانع الروسية بقصد الصيانة، لكني ناشدته اعطاءنا اسلحة من خزين قواته، وقد استجاب بوتين فوراً، ما يؤكد ان علاقات العراق تقوم على اساس مصالحه الوطنية، وان سياسة الانفتاح على الدول هي وسيلة لتأكيد استقلالية قراره وسلامة امنه واستقراره". وعلق المالكي على جملة من الموضوعات المحلية والدولية.
وقبل انتهاء اللقاء، وجّه السيد الهاشمي سؤالا مباشرا الى رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عن زيارة الكاظمي الى طهران؟ ولقاء المالكي مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، فأجاب المالكي بأنه لا علم له بزيارة الكاظمي الى إيران، "ولم يحدثني عنها وزير خارجية إيران خلال زيارته. ولا أدري إنْ كان رئيس الحكومة السابقة يريد العودة الى سدة الحكم"، متسائلا: "هل يستطيع ذلك".
وذكر المالكي بسخرية: أن الكاظمي يسعى إلى تأسيس "حزب ليبرالي".