بغداد ـ ياسر الربيعي
تبذل شبكة الإعلام العراقي جهودا كبيرة للنهوض بواقع الدراما العراقية، عبر استعدادها لإطلاق قرابة عشرة أعمال درامية مهمة لصالح الموسم الرمضاني المقبل، بعد توقفها عن إنتاج الأعمال الدرامية منذ سبع سنوات، بسبب قلة التخصيصات المالية، ونظرة الحكومات السابقة لتلك الأعمال التي تراها "غير مجدية" وفقا لقول مخرجين.
ويأمل المتلقي العراقي، أن يشاهد دراما ممتعة في الموسم الرمضاني المنتظر، وتترك في داخله الإعجاب بالأعمال الدرامية التي ستبث مع أول أيام شهر رمضان. وأطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤخرا، مشروعاً ثقافياً وفنياً كبيراً في العراق، لدعم السينما والدراما والمسرح والفن التشكيلي والأدب والكتاب وأدب الطفولة. وأعلن عن تخصيص مبلغ ثلاثة عشر ملياراً وخمسمئة مليون دينار عراقي لتنفيذ المشروع. جرى ذلك خلال استقبال سيادته جمعاً كبيراً من نجوم الفن العراقي وممثلين عن اتحاد الأدباء وعدد من الكتّاب والمثقفين.
وأكد رئيس مجلس الوزراء إكمال الإجراءات الخاصة بالتخصيصات المالية المطلوبة للنشاطات الفنية والأدبية، التي عانت من الركود بسبب غياب الدعم والمبادرات، وشدد على ضرورة دخول القطاع الخاص في الإنتاج الفني وعدم الاعتماد فقط على الدعم الحكومي، مشيراً إلى أنه ليس مطلوباً من الفنانين والأعمال الفنية مراعاة مزاج الحكومة أو أية جهة، بل شرطنا الوحيد هو أن تكون بجودة كبيرة ومستوى فني عال.
وأشار السوداني إلى أن المجالات الثقافية والفنية تكتسب أهمية بالغة لدى الحكومة نظراً لتأثير نتاجاتها ومهرجاناتها الفنية والأدبية في خلق انطباع إيجابي عن استقرار البلد، وإمكانية استثمار الفن والثقافة لمحاربة مختلف الظواهر الخطيرة كالعنف والتطرف والمخدرات، مؤكداً أنّ واجب الحكومة رعاية الفنانين والمبدعين، وسبق أن خصصت 5 مليارات دينار سابقاً لنقابة الفنانين تخص صندوق تقاعد الفنانين، وكذلك 3 مليارات لصندوق التكافل الاجتماعي الخاص باتحاد الأدباء. يُشار إلى أنّ المشروع خصص مبلغ 5 مليارات دينار لدعم الدراما العراقية، ومبلغ 5 مليارات دينار لدعم السينما العراقية، فيما خصص مليار دينار عراقي لطباعة النتاجات الأدبية والفكرية للكتّاب والأدباء العراقيين.
وفي ضوء المشروع أيضاً تم تخصيص 200 مليون دينار، لدعم الفنانين التشكيليين في إقامة المعارض الخاصة، وتخصيص 300 مليون دينار لدعم الفنون الموسيقية المختلفة، وكذلك تخصيص مليار ونصف مليار دينار لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، لإقامة المؤتمرات والمهرجانات الرسمية، فضلاً عن تخصيص 500 مليون دينار لدعم أدب الطفل.
يقول مدير مديرية الدراما في شبكة الإعلام العراقي المخرج التلفزيوني الأستاذ وديع نادر، إن الحكومة الحالية بإدارة السيد السوداني بادرت الى دعم الدراما بشكل كبير وواضح، بعد ان كانت الحكومات السابقة لم تبادر الى تقديم أي دعم للأعمال الدرامية، إذ تؤمن بعدم وجود جدوى من دعم الأعمال الدرامية والفنية.
ويضيف نادر في حديث مع "العالم"، ان سوء التخطيط لدى الإدارات السابقة في شبكة الإعلام العراقي قاد أيضا الى تعطيل وإيقاف عجلة الأعمال الدرامية، لكن الإدارة الحالية جعلت الطريق معبدا أمام النهضة الفنية الدرامية، ما أن تحققت تخصيصات مالية لذلك.
ونوّه نادر بدعم رئيس شبكة الإعلام العراقي الدكتور نبيل جاسم لمديرية الدراما، التي تستعد لإنتاج ستة أعمال درامية ضخمة، تتناول قضايا اجتماعية مختلفة، والتي تم اختيارها بعناية من بين 40 نصا تلفزيونيا، بينما ستكون الجهات المنتجة لتلك الأعمال ذات خبرة كبيرة في العملية الإنتاجية. وأبدى نادر تفاؤله بأن تحقق الأعمال المرتقبة نهضة كبيرة على مستوى الدراما العراقية، في ظل الاهتمام الحكومي الكبير بالدراما ومختلف الفنون. وأكد عدد من المنتجين الذين يستعدون لإنتاج تلك الأعمال لصالح شبكة الإعلام العراقي، ان رئيس الشبكة الدكتور نبيل جاسم، دعا الى تشغيل أكبر عدد من الممثلين والفنيين والكفاءات العراقية في تلك الأعمال، والسماح لها بأن تأخذ فرصتها الكاملة واستحقاقها الفني. كما شدد جاسم، وفقا لتأكيدات المنتجين، على اعتماد مخرجين عراقيين في تلك الأعمال وتجنب استقطاب المخرجين من خارج البلاد.
(تفاصيل ص2)