المخابرات والاختبار الأصعب للسوداني
14-كانون الأول-2022
احمد حسين

يعد جهاز المخابرات في أي دولة هو الأخطر والأهم، فهو ليس فقط جهازاً أمنياً استخبارياً بل أن مهامه تتعدد وتتشعب وتتوسع بشكل لا محدود، فإلى جانب "الأمن" والذي هو وظيفته الأساسية هناك أيضاً مهام أخرى لا تقل أهمية.
الأمن في مفهوم أجهزة المخابرات المهنية في الأنظمة الحريصة على دولها لا يقتصر فقط على التهديدات العسكرية أو التجسسية، وتتبع التنظيمات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة، والعصابات العابرة للحدود، والمخدرات، والإتجار بالبشر، بل أنه يشمل أيضاً حفظ وتحصين الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعقائدي -تهديد العقائد سواء كانت دينية أو فكرية أو سياسية أو عرقية يشكل بدوره تهديداً لأمن البلاد والمجتمع-، ولكل جانب من هذه الجوانب المذكورة شرح يطول لذلك لابد من الاختصار لإيصال الفكرة بأقل عدد من الكلمات.
أرى أن جهاز المخابرات أهم من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لأنه المؤسسة الأهم لحماية هذه السلطات إن كان وطنياً ومهنياً احترافياً، ويمكن أن يكون معول الهدم لهذه السلطات إن كان مخترقاً أو يفتقر للمهنية الاحترافية.
وجهاز المخابرات العراقي بعد العام 2003 يخوض حروباً على جبهات متعددة، فهو حاضر في ساحات مكافحة: المخدرات، الإتجار بالبشر، الإتجار بالأعضاء البشرية، المافيا الدولية، جرائم القتل السياسي، القتلة المأجورين.
وحاضر أيضاً في ساحات مخططات: هدم الدولة، تحطيم الرموز الوطنية والاجتماعية، ترذيل المجتمع، مسخ الفرد، تجميل الممارسات الشاذة أخلاقياً وقيمياً وإنسانياً، تسفيه العقل، تسطيح الفكر.
وإن توسعنا لما وسعنا المقال، لذلك أرجو من ذوي الاختصاص الاهتمام بهذه المشاكل وطرحها في أبحاث علمية أكاديمية وإيجاد حلول لها.
هذه المسؤوليات جميعاً من واجبات جهاز المخابرات العراقي وبالتالي هو بحاجة إلى "جيش" من ذوي الاختصاص الكفوءين وليس فقط ذوي اختصاص مجرد أرقام في جيش البطالة المقنعة.
وبما لا يقبل الشك أجد أن السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمام مسؤولية جسيمة في قيادة جهاز المخابرات العراقي "الخطير"، وأظنه غامر مغامرة كبيرة في ذلك.
نسمع ولا نعرف مدى صحة ما نسمعه، أن جهاز المخابرات العراقي مخترق من عدة جهات خارجية وهو ما يطرح تساؤل، كيف سيتعامل رئيس الوزراء مع هذا الملف؟، هل "سيتسرع" ويتعامل معه وفقاً للقانون ويبدأ بتصفية من المندسين فيه وبذلك سيسخر فرصة التوصل إلى كشف الشبكة التي اخترقت الجهاز -إن وجدت- فبطبيعة الحال من سولت له نفسه بأن يكون "عميلاً" ضد بلده لابد من أنه جنّد آخرين على شاكلته وهؤلاء لا يمكن الوصول إليهم إلا من خلاله، أم أن السيد السوداني سيتعامل بعقلية مخابراتية ويبقي على هؤلاء لكشف هوياتهم جميعاً ومن ثم تسييرهم دون أن يعلمون لخدمة الجهاز والبلاد؟.
أن تظهر ضعيفاً خير من أن تظهر قوياً، فالضعيف يتعامل معه الجميع بسطحية وبأوراق وخطوات ستكون مكشوفة أو متوقعة من قبله، لكن القوي يتعامل معه الجميع بحذر وبخطوات مدروسة قد لا تسعفه إمكانياته من اكتشافها والتصدي لها.
وختاماً من حقي كمواطن عراقي أن أشعر بالقلق من جهاز المخابرات العراقي لأنه المسؤول عن تأمين حياة مستقرة ليّ ولعائلتي، أم يجب عليّ أن أبحث عن دولة بديلة لحماية عائلتي؟.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech