المخدرات كارثة على الاجيال
21-تشرين الثاني-2022
كاظم عناد الجيزاني
أن تعاطي المخدرات ليس مقتصراً على الشباب، وإنما قد نسمع عن شابة متعاطية وأم متعاطية وخلاف ذلك، وهذا يستلزم تكاتف المجتمع لوقف تنامي هذه المشكلة، وأعوّل على الأسرة ودور الأم. وأتساءل إن كنا قصرنا في الجانب التوعوي؛ ولذلك أجد أن التدخل السريع والوقائي هو أمر ضروري لمنع تعاطي المخدرات، واحتواء المشكلة تعد مسؤولية الجميع: المعلم والمدرسة والمناهج التدريسية. ثم إن للإعلام دوره القوي في هذا الدور، لأنه شريك في المسؤولية المجتمعية أيضاً.
إن من المصائب غياب الحوار داخل الأسرة، وأجد من الضروري تفعيل الحوار بينها وبالذات الأب والأم وملاحظة سلوك أبنائهم، ولا بد أن تتوفر قاعدة للبيانات للتعرف أكثر إلى المشكلة وحلها، وأخيراً أقول إن المؤسسة التربوية مهمة ويمكنني أن أمنع وصول المخدرات إلى المجتمع بالإجراءات الوقائية المتعلقة بالتوعية والتثقيف المستمر.
غياب الدور الإعلامي في الجانب التوعوي، وتسليط الضوء على المبادرات الناجحة، مع أن دوره كبير ومستمر في خدمة قضايا المجتمع، هذا إلى جانب غياب الدور الأسري في ظل انشغالات الحياة.
حيث تجد الأبوين قد انشغلا في وظائفهما، والابن مطلوب منه أن يدرس ويعود إلى المنزل ومن ثم ينام باكراً، ولا يملك الوقت الكبير، وحتى لا تجد الأسرة تلاحظ البرامج التوعوية حول مخاطر المخدرات لضيق الوقت، والحل برأيي إجراء تحديث للقوانين والتشريعات لدعم الأسر.
وفي تقديري أن توفير إحصاءات لجميع الجهات الأمنية والعلاجية والصحية عن المتورطين في قضايا المخدرات، ومن يودعون السجون للعلاج أمر ضروري للتعرف جيداً إلى حجم المشكلة.
إن جهود المؤسسات حاضرة لكن المطلوب توحيدها، ومع الأسف بعض البرامج ذات الصلة تتم بشكل عشوائي، ولا تدرس المشكلة واحتياجاتها بالطريقة الصحيحة، وكل مدمن له حالة مختلفة عن الآخر وكل أسرة مختلفة عن الأخرى وكل بيت لديه خصوصيته في هذا الموضوع، وبالتالي نفتقر إلى دراسة الظاهرة الميدانية بشكل منظم وعملي، وأحياناً إذا لم ينفذ برنامج التوعية بطريقة صحيحة وعلمية قد تكون له نتائج سلبية، وعليه أجد من الضروري إنشاء مركز أو مؤسسة موحدة وتشكل مرجعية، وأن تكون منصة للبحث العلمي.
وأعتقد أن الخدمة الاجتماعية والنفسية ينبغي أن تكون حاضرة في المدارس، بمعنى ضرورة وجود أخصائيين نفسيين ومجتمعيين في المؤسسات التعليمية وتوعية المجتمع وتثقيفه.