المسرات والأوجاع على صفيح ساخن
6-آذار-2023
عزام صالح
تم افتتاح العرض الاول لفيلم المسرات والاوجاع في المسرح الوطني يوم ٤/ آذار الجاري وسط دعوات من دائرة السينما والمسرح للمهتمين في مجال السينما والاوساط الثقافية. وحضر جمهور كبير محب للسينما برعاية وزير الثقافة الذي لم يحضر! وقد اناب الوكيل الاقدم الدكتور نوفل ابو رغيف في افتتاح الفلم الذي كان حبيس الرفوف لمدة تزيد على اكثر من عشر سنوات.
خرج المشاهد من العرض وهو غير راضٍ عن الفيلم الذي اخرجه الرائد محمد شكري جميل، وحتى الاخير كان غير راض عن فيلمه. وامتلأت صفحات السوشيل ميديا بالاقاويل وصراع الاجيال بين الشباب والرواد، وانتهاز الفرص والاستهزاء غير المبرر والطعن في الفيلم، ومن عمل فيه، وغيرها من الامور غير المحبذة. وهنا نتساءل لماذا يحدث هذا بعد هذا الانتظار الطويل؟
لنرجع قليلا الى (مشروع بغداد عاصمة الثقافة) والمؤسسة المسؤولة عن السينما ووزارة الثقافة، ونضع هذه المؤسسات في استفسار وسؤال: هل هناك تخطيط مدروس عما حدث؟ ومن هو المسؤول الذي كان يجيز الافلام والنصوص؟ ومن كان يوقع على اشتغال الفيلم الوزير ام الوكيل ام مستشار الثقافة او دائرة السينما والمسرح؟ وهل كانت هناك محاصصة في الاشتغال ام ماذا؟
بحسب علمي ان اللجنة المسؤولة عن تقديم الفيلم تخلو من اختصاص (سينمائي) وهي لجنة سباعية تبدأ بمدير الدائرة وغرفة العملية ومعاون المدير ومدير السينما ومدير فرقة الفنون الشعبية وغيرهم.
لا نعرف كيف جرت الموافقات بالتحديد على الافلام، ولكن الوزير هو من كان يعطي الموافقة الى غرفة العمليات. كان قسم السينما يضع ميزانيات الافلام، وبموافقة معاون المدير وكانت ترفع الميزانية الى الوزير وهو من يوافق على مبلغها. وكانت لجنة قراءة النصوص محدودة، وليس لجانا متعددة.
لا اريد ان اطيل في الاجراءات، فلا تزال بعض الافلام في عاصمة الثقافة لا نعرف مصيرها حتى الان مثل فيلم وداعا نينوى وفيلم الحصان.
وقد عرضت افلام عاصمة الثقافة بعروض غير جماهيرية، ولم يكتب عليها النقاد كثيرا، وفتحت ملفات للاشكاليات ولا تزال ولم يحل قسم منها، والكثير من الملفات لم تفتح.
واليوم إزاء عرض فيلم المسرات والاوجاع الذي كان يفتقر للنص الجيد وادارة الانتاج الهزيلة والراكور البائس والادارة الفنية/ اللافنية واختيار الممثل غير المؤهل والاخطاء في التصوير وحتى الحوار والصوت غير النقي والمكياج الذي يقفز بين مشهد واخر، علينا ان نطرح هذا الفيلم كنموذج لما جرى في عاصمة الثقافة برغم اضافة مبلغ اضافي كبير فوق ميزانيته المقررة. وعلينا عرض كل الافلام التي انتجت وقتها وبحضور نقاد ومثقفين ومهتمين بفن السينما، لكي لا نعيد الكرة في التخطيط اللا مدروس، ونقع على العلة في هدر هذه الميزانيات الكبيرة، وان توضع ورقة عمل للمستقبل بما يخص الانتاج لاحقا، ولجان استشارية من المختصين بالاخراج والتصوير وكتاب السيناريو وادارة الانتاج والادارة الفنية.
علما ان عجلة الانتاج توقفت في دائرة السينما والمسرح ولم تنتج الدائرة من العام ٢٠١٣ وحتى الان سوى فيلم طويل واحد هو (الوقاد) للمخرج فارس طعمه التميمي، وعشرة افلام قصيرة او يزيد عليها قليلا. ولا نعرف هل مشروع عاصمة الثقافة والملفات التي لم تفتح كانت السبب ام ماذا؟
نتمنى ان نضع الاشياء في نصابها وان تدرس الامور قبل الشروع باي انتاج، لكي لا نبقى نلف وندور ونضع عدم رضانا في السوشيل ميديا والاختلافات غير المبررة حول ادارة ملف السينما والانتاج، ونبخس حق المبدعين الذين لم يحصلوا على فرصة!