الموضوعات السياسية في كتابات بريلبين
11-تشرين الأول-2022
العالم/ خاص
تنحو أحيانا كتابات زاخار بريلبين لتعكس آراءه الشخصية. في روايته "الدير" تحمل امرأة واحدة اسما، وهي محط اهتمام وغرام البطل المذكر. وعدد من الشخصيات تسقط بشكل مكشوف في ستيريو تايبات الضارة: النساء مزعجات وأنانيات، والصفة الملحوظة للشعب اليهودي غالبا ما تعاني من المبالغة والتضخيم.
ودعمه دون حياء لذاكرة ستالين التاريخية حاضرة في روايته "ذنب"، حيث أن الشخصية المسماة زاخاركا – وهو جندي مقاتل في إحدى الحروب الشيشانية – ينشد أغنية تمتدح ستالين، ويساويه فيها بوطنه روسيا. وفي مسرح غوركي الوطني في موسكو، حيث يعمل بيربلين بسفة مدير فني مساعد، تم انتاج مسرحية عن ستالين بعنوان: الجورجي الرائع.
وفي روايته "سانكيا" يبدى الشخص الأساسي قرفا من فكرة أن روسيا مسكونة كلها ب "الصينيين والشيشانيين"، ولا أحد من شركائه يعرب عن خطأ هذه الفكرة الرهابية. عموما رغم البنية التحتية التي قوامها العنصرية والخوف من الأجانب، يعمى العديد من الروس والأجانب عن عنصرية بريبلين و يمتدحون قراءته لاضطرابات روسيا بحثا عن هوية جديدة، والبلد يمر بظرف سياسي غريب ووضع ثقافي مختلف.
وإذا أخذت "سانكيا" مثالا، تلاحظ أن العديد من النقاد وجدوا فيها مشاهد وصفية عن أجيال روسية ولدت في نهاية العهد السوفياتي. وفي مقدمة الترجمة الإنكليزية لرواية "سانكيا" يقول أليكسي نافالني: إذا أردت أن تفهم عصب ااحياة العامة للحياة الروسية الحديثة، أنت لا تحتاج إلى آنا كارنينا – ولكن تحتاج إلى سانكيا.
والنقد الذي امتدح "سانكيا" غالبا ما كان يهتم بالشخصية الأساسية وينظر لها كما لو أنها "خام" و"حقيقية" رغم -أو ربما بسبب- ما يتصف به من عنف وكره للأجانب، واعتبار الأجانب نتيجة لعصور الفوضى التي عاشها.
يعتبر بيربلين حالة تدعو للاهتمام ويتم بها عزل الفن عن الفنان – والعديد من الروس وكثير من القراء في العالم لا يرتاحون لموقفه القومي - وبعض آرائه تدور حولها كتاباته – ومع ذلك إن رواياته تبقى من أفضل ما ظهر في العقود السابقة، وكثيرون يجدون فيها عزاء من خلال محاولاته الدؤوبة لاكتشاف هدية روسية. ولذلك يبقى كاتبا هاما في روسيا الحديثة. وعلى الأرجح لن يأتي من يتجاوزه.
الترجمة عن موقع متحف روسيا/ خاص بـ"العالم"