النشاط الاقتصادي للمسؤول
12-أيلول-2023
محمد عبد الجبار الشبوط

في تصوري للدولة الحضارية الحديثة، يحظر على مسؤولي الدولة وموظفيها الكبار في القطاعات المدنية والعسكرية والقضائية القيام بأنشطة اقتصادية بصورة مباشرة وغير مباشرة وخاصة تلك التي تتضمن تعاقدات وتعاملات مالية وتجارية مع الدولة. فمثلا يحظر على المسؤول ان يتعاقد مع الدولة لتنفيذ مشروعاتها المختلفة، او تزويدها بمواد، بصورة فردية او من خلال شركة خاصة يملكها كليا أو جزئيًا أو أحد أقربائه الذين يشملون الأبناء والبنات وأزواجهم وزوجاتهم والإخوان والأخوات وأزواجهم وأبناء وبنات العم والعمة والخال والخالة وأزواجهم وزوجاتهم. والسبب المباشر لهذا المنع هو تفادي حصول تضارب مصالح conflict of interests.
لا يمكن الغاء احتمال ان يستخدم المسؤول في الدولة موقعه الوظيفي من اجل الحصول على تعاقدات توريد او تنفيذ للدولة او تفضيلات لصالحه في التعاملات المالية مع الدولة. وللحيلولة دون هذا الاحتمال يتم منع المسؤول من القيام باي نشاط اقتصادي ما دام موجودا في الوظيفة ولفترة معينة يحددها القانون بعد خروجه من الوظيفة.
لقد لاحظنا بالتجربة في أكثر من بلد في العالم ان النافذة الأساسية للفساد هي المسؤول الحكومي الذي يستغل منصبه وموقعه من اجل الاثراء غير المشروع من خلال النشاط الاقتصادي. كما لاحظنا ان اكثر حالات الفساد المالي تحصل في القطاع العام. ولهذا قررنا منع المسؤول الحكومي من القيام باي نشاط اقتصادي. فكما يدعو البعض الى منع رجال الدين من التدخل بالسياسة، او منع رجال الجيش من التدخل بالسياسة، فنحن نمنع رجال الدولة من الدخول في النشاطات الاقتصادية. وبهذا نسد بابا كبيرا من أبواب الفساد.
يعد منع أعضاء الحكومة والمسؤولين الحكوميين من ممارسة الأنشطة الاقتصادية هو إجراء ضروري لمكافحة الفساد وتفادي تضارب المصالح. تاريخياً، كان هناك العديد من الأمثلة على المسؤولين الحكوميين الذين استفادوا من مواقعهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة. قد يتضمن هذا التلاعب بعقود التوريد أو الاستدانة أو الاستثمار العقاري أو أي نشاط يتطلب التعامل المباشر مع الدولة.
عندما يمارس المسؤولون الحكوميون الأنشطة الاقتصادية، فإن ذلك يزيد من فرص تعرض النظام لخطر الفساد، حيث يمكنهم تحقيق مكاسب غير مشروعة أو التلاعب بعقود المناقصات أو توجيه الصفقات لأشخاص معينين بدلاً من اتخاذ القرارات بناءً على معايير موضوعية وعادلة. وبالتالي، فإن منع المسؤولين الحكوميين من القيام بأنشطة اقتصادية يسهم في تحقيق نزاهة النظام وحماية الموارد العامة.
وتوضح التجارب العملية في العديد من الدول أن هناك انتشاراً كبيراً للفساد المالي في القطاع العام، حيث يستغل بعض المسؤولين المواقع الحكومية لتحقيق مصالحهم الشخصية. ويشمل هذا الفساد العديد من الممارسات غير القانونية مثل الرشوة والاختلاس وتجديد العقود بشكل غير عادل والاحتيال المالي وغيرها. ومن خلال منع المسؤولين الحكوميين من القيام بالأنشطة الاقتصادية، يمكن تقليل احتمالية هذه الممارسات غير القانونية وتحقيق نزاهة أفضل في النظام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر منع المسؤولين الحكوميين من ممارسة الأنشطة الاقتصادية عدة فوائد أخرى، مثل تعزيز ثقة الجمهور في النظام، وتحفيز المسؤولين على التركيز على واجباتهم الرسمية وتنفيذ سياسات الدولة بنزاهة وفعالية. كما أنه يمكن أن يساعد في تعزيز الشفافية ومكافحة التحايل الضريبي وتحقيق العدالة الاجتماعية.
بهذه الطريقة، يمكن للمسؤولين الحكوميين أن يكونوا نموذجاً للنزاهة والمصداقية والتفاني في خدمة المجتمع، دون أن يكون لديهم المصلحة الشخصية في الحصول على الربح غير المشروع. وعندما يكون المسؤولون الحكوميون ملزمين بقوانين تنص على منعهم من القيام بالنشاطات الاقتصادية، فإن ذلك يرسخ مفهوم الحكم الرشيد والمسؤولية العامة في المجتمع.
تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech