النقل تتبجح بإرث عبدالله لعيبي.. والوزير الجديد على خطى البندر
6-تشرين الثاني-2022
بغداد ـ العالم
كشف النائب عن محافظة البصرة، مصطفى جبار سند، يوم أمس، النسب الحقيقية للمشاريع الخمسة في ميناء الفاو الكبير ذات التسلسل (4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8)، مؤكدا أن نسب إنجازها لم تتجاوز 30 بالمئة، وذلك بعد يوم من زيارة أولى لوزير النقل الجديد رزاق محيبس الى الموانئ العراقية بالبصرة، وإشادته بعمل شركة دايو الكورية، المثيرة للجدل.
وبرغم أن محيبس أقر بوجود شبهات فساد في الميناء الذي ينتظره جميع العراقيين، لكنه ضلل الحقيقة المحيطة بالشركات المنفذة وبعمل شركة موانئ العراق، ويبدو أنه يسير على خطى سلفه ناصر البندر، الذي لم يترك خلفه الا صفقات فساد كبرى ومشكلات قانونية ومالية وإدارية في جميع تشكيلات الوزارة، وأجاد تكميم الكثير من الأفواه بشراء ذممها.
وحتى الان لا تملك الوزارة الا إرث وزيرها الأسبق عبدالله باهض لعيبي لتتبجح به؛ ففي جميع تحركاته وعمله الوزاري، كان يقول إنه يريد أن يترك "بصمته" في ميناء الفاو، وهو ما نوّه به سند يوم أمس.
وقال سند، إن "نسبة انجاز ميناء الفاو الحقيقية، هي المشاريع الخمسة ذات التسلسل (4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8)، لم تصل 30% وهو عكس ما صرح به مدير الموانئ للاعلام".
واضاف ان مدير الموانئ فرحان الفرطوسي، كان قد وقع تلك المشاريع بنفسه في العام 2020، وتعهد في حينها، بانجازها خلال ثلاث سنوات ونصف.
وأكد سند "أما المشاريع ذات التسلسل ( 1 ـ 2 ـ 3 ) فهي مشاريع تم توقيعها عام 2019 ابان عهد الوزير عبد الله باهض لعيبي ومدير الموانئ صفاء المالكي، وان نسب انجازها عالية".
ويوم السبت، أعلن وزير النقل والمواصلات رزاق محيبس السعداوي، عن جملة ملفات سيعمل عليها في الوزارة، فيما أكد أنه سيكون أولها مكافحة الفساد في ميناء الفاو الكبير.
وفي تلك الأثناء، وصفت النائبة عالية نصيف اغلاق الكويت لمدخل ميناء الفاو وسيطرتها على خور عبدالله بالكامل بأنه إعلان حرب اقتصادية على العراق، مطالبة رئيس الوزراء ووزير الخارجية بالتدخل وحماية مصالح وسيادة العراق وتقديم شكوى لدى مجلس الأمن حول هذا الاعتداء.
وقالت في بيان ورد لـ"العالم"، ان هذا التحدّي المتمثل بغلق مدخل ميناء الفاو والسيطرة الكاملة على خور عبدالله يتزامن مع قيامنا بتنفيذ مشروع ميناء الفاو، وهو رسالة من الكويت بأن هذا الحقد لا يشفى فقط بالتعويضات التعسفية والقرارات الجائرة التي دفع ثمنها الشعب العراقي.
وبينت ان "الكويت لم تكتفِ بإغلاق الممر المائي بل أودعت خارطة جديدة لدى الأمم المتحدة، وهذا يعني ان هذا العدوان الجديد ليس تصرفاً فردياً من خفر السواحل الكويتي بل هو موقف رسمي من قبل الحكومة الكويتية، وهذا يعني إعلان حرب اقتصادية ضد العراق"، مؤكدة أنه "لولا وجود الخونة والعملاء والمرتشين لما تمادت الكويت وتجرأت على القيام بهذا التجاوز".
وشددت نصيف على "ضرورة التدخل العاجل من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومخاطبة أعلى سلطة في الحكومة الكويتية بالشكل الذي يحفظ مصالح وسيادة العراق، مع تقديم الوثائق التي تثبت عائدية هذه المنطقة للعراق الى الأمم المتحدة وتقديم شكوى لدى مجلس الأمن بهذا الشأن".
يشار الى ان وزير النقل الاسبق، المهندس عبدالله لعيبي، كان قد وضع استراتيجية واضحة اتبعتها إدارته، في مراحل انشاء ميناء الفاو الكبير عام 2019، تعاطيا مع البرنامج الوزاري لحكومة عبد المهدي، التي سعت لأن تكون فاعلا اساسيا في طريق الحرير، الذي يربط العراق بأوروبا وافريقيا والدول العربية بشبكة تجارية، برا وبحرا.
ويحض مراقبون للشأن الاقتصادي رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على انشاء هيئة خاصة بمشروع ميناء الفاو الستراتيجي، الذي يرجح له ان يكون بديلا مناسبا عن النفط، لتمويل إيرادات الدولة. ولا يتطلب ذلك سوى 3 سنوات، حددت خطتها من قبل وزير النقل السابق، عبد الله لعيبي، الذي يملك رؤية واضحة عن المشروع وأهميته، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع الشركات الاستشارية والتنفيذية، بما يخدم تسريع عملية الانجاز في هذا المشروع (ميناء الفاو) الذي كان احد أبرز الموقعين على الجدوى الاقتصادية له في كانون الاول من العام 2008 في روما.
وكان لعيبي قد أولى اهتماما بالغا بمشروع ميناء الفاو، بعد ان أطلق جميع مراحل البناء فيه "بالتوازي"، الامر الذي مكن من انجاز "كاسري الامواج: الشرقي والغربي، تحت اشرافه"، لأنه يرى ان الفاو "سيقلب موازين النقل في المنطقة والعالم ويرسم خارطة اقتصاد العراق الجديد".
يقول الاكاديمي الاقتصادي في جامعة المعقل، الدكتور نبيل المرسومي، ان "ميناء الفاو لو قدّر له ان ينجز لكان وفّر للعراقيين تخفيضات في كلفة النقل تتراوح بين 35 و45% ، ويوفر ايضا بهذا المقدار في وقت النقل ويؤدي الى زيادة الايرادات السنوية للموانئ العراقية، بمقدار 6 اضعاف الايرادات السنوية الحالية".
ويشير الى ان انجاز المرحلة الاولى لمشروع ميناء الفاو الكبير سيوفر أيضاً 12 الف فرصة عمل، منبها الى وجود "مشتركات داخلية وخارجية لعرقلة انجاز مشروع الميناء".
يشار الى ان الفاو هو الميناء العراقي الوحيد الذي يتمتع بإطلالة بحرية. كما انه واحد من اكبر 10 موانئ بالعالم، من ناحية الحمولات.
ومرارا ما يحذر نواب من كتل مختلفة من التفريط بميناء الفاو، لصالح الكويت.
وتقول نصيف: ان دولة الكويت حاولت اقناع حكومة الكاظمي "بالموافقة على ربط ميناء مبارك بالقناة العراقية الجافة، لاجل القضاء على ميناء الفاو، مقابل اطلاق أموال مؤتمر المانحين".
ونوّهت بان "العائدات المالية من القناة الجافة وميناء الفاو في حال إنجازهما، ستعادل ثلث عائدات العراق تقريبا من النفط".