الوداع الجامعي: رحلة اللاعودة الى المجهول!
11-تشرين الأول-2023
بغداد ـ رغد المفرجي
كثيراً ما تشكل الايام الجامعية الاخيرة، لدى طلبة المرحلة الرابعة كابوساً، كونها تعد ايام الوداع، المشحونة بمشاعر كئيبة، نتيجة لقرب موعد مغادرة أسوار الجامعة، وفراق الزملاء، والأحبة، والمقاعد الدراسية.
ونظراً لتعلق الطلبة الشديد بالأماكن، والزملاء، وتعودهم على روتين الحياة اليومي في الجامعة، يحصل نوع من الارتباط النفسي والعاطفي، يجعل موضوع الرحيل وترك الجامعة، أمراً في غاية الصعوبة.
"العالم" التقت عددا من الطلبة والباحثين في علم النفس، للوقوف على أسباب هذه الظاهرة، وانعكاساتها على الطلبة الخريجين.
القلق من المستقبل
تقول ضحى محمد، خريجة (قسم القانون - الجامعة العراقية)، "عانيت كثيراً بعد تخرجي من مشاعر الغربة التي سيطرت على مشاعري، والحنين الجارف لأيام الدراسة والأجواء الجامعية، وعندما ذهبت الى الجامعة لتهدئة نوبات الحنين، لم أجد أحدا من الزملاء، وحتى بعض الأساتذة، الذين ذهبت لأسلم عليهم، بادلوني السلام والترحيب، ولكن (عالماشي) لانشغالهم بالطلبة الجدد". وتضيف ضحى "بعدها قمت بجولة في أرجاء القسم، عسى اجد احد الأصدقاء، فشاهدت احد اساتذتي وهو منهمك في إلقاء محاضرة على الطلبة، فلوحت له بيدي من بعيد، ورد التحية بلطف، وقد شعرت بإحساس غريب. تمنيت فيه أن أعود الى مقاعد الدراسة وأبدأ الرحلة مجدداً".
فيما تصف سحر سلام (خريجة قسم الاعلام الرقمي في كلية المنصور الجامعة) معاناتها مع الوداع الجامعي، بقولها: " ذهبت قبل أيام لاستحصال تأييد تخرج، وعندما دخلت الجامعة، شعرت ان كل الاماكن، الجدران، المصاطب في الحدائق، الكافتريا، المكتبة وقاعات الدرس، تعرفني، الا ان الناس والوجوه تغيرت كثيرا، فبدأت الذكريات تنهال علي، هنا كنا نجلس، وهذه قاعتنا مازالت شاغرة منذ ان غادرناها، وما أن فرغت من تلقي سيل الذكريات، حتى تملكتني مشاعر حزينة، قررت بعدها ان أغادر الكلية على الفور، بعد ان اقتنعت انها مرحلة مرت بحلوها ومرها، ويجب ان اطويها، وأتوجه نحو الحياة العملية، التي تبدأ بالبحث عن فرصة عمل ".
ساعة الرحيل
أما حيدر الطائي، خريج كلية الاعلام - جامعة بغداد، فقد كان له رأي اخر، إذ يقول: ان "الوداع الجامعي قاس جدا على الطلبة، فبعد اربع سنوات نقضيها مع الطلبة والأساتذة، تتشكل حالة من الألفة والتعلق بالمكان.. ثم تأتي ساعة الرحيل، بعدها تشح اللقاءات، بسبب التباعد الجغرافي لأماكن إقامتنا، أو بسبب انشغالاتنا بالعمل، والحياة اليومية".
ويتابع "احد الطلبة، ومن شدة تعلقه بالأجواء الجامعية، قرر أن يرسب في المرحلة الرابعة، لأنه لا يقوى على الفراق، ووداع الاصدقاء، ومغادرة أجواء الجامعة".
ويضيف "في ما يخصني، كنت أتعامل مع هذا الأمر، بعقلانية، ومشاعر منضبطة، وذلك لأننا منذ ان دخلنا الجامعة، وتعلقنا بالأصدقاء والأماكن، وكل شجرة جلسنا تحت ظلها، كنا نعرف أنها مرحلة عابرة، سنغادرها يوماً، ونتجه الى سوق العمل، لذلك كنت أشتاق الى الحياة الجامعية، والزملاء، لكن ليس الى الحد الذي يترك اثراً سلبياً على مسار حياتي".
رحلة الى المجهول
ويرى الباحث النفسي، أ.د. محسن الزهيري، ان "مشهد الوداع يتكرر في الحياة، وخاصة في الدراسة، ومنها الدراسة الجامعية، وذلك لأن هذه الفترة تتضمن أحداثا ومواقف يعيشها الطالب، وهو في مرحلة النضج وتكوين العلاقات الاجتماعية، والارتباط بالآخرين، لذلك عند التخرج قد يشعر الفرد بالمتاهة، وانه في طريق المجهول، فلا يستطيع اتخاذ القرار الصائب".
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech