اليوم.. السوداني إلى الإمارات للبحث عن شراكة خليجية في إدارة ميناء الفاو
8-شباط-2023
بغداد ـ العالم
كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن أجندة زيارته الى دولة الإمارات، اليوم الخميس، لبحث تنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات، ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ.
وقال رئيس الوزراء، إنّ زيارته إلى الإمارات تؤكد رغبة بلاده الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع دول الخليج.
واضاف السوداني في مقال بصحيفة "الاتحاد" الإمارات، إن جملة أخي الشيخ محمد بن زايد (رئيس دولة الامارات) حين قال "عراقنا غال على قلوبنا" ليست خواطر فقط وإنما حقيقة تقوده الى الامارات بحثاً عن شراكة مستدامة لصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين.
ويقدر خبراء اقتصاديون حجم الاستثمارات الإماراتية في العراق بنحو سبعة مليارات دولار، معظمها في القطاع العقاري، وأغلبها ما زال طور التخطيط.
وكان وزير العدل في دولة الإمارات عبد الله سلطان بن عواد النعيمي قد التقى السوداني في بغداد السبت الماضي حيث سلمه رسالة خطّية من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضمنت دعوته رسميا لزيارة الإمارات من أجل التباحث في تعزيز العلاقات بين البلدين وتوثيق التعاون المشترك على مختلف المجالات.
واعتبر السوداني في مقاله، أن علاقات الأخوة تتعمق عند المحن ونحن لا ننسى دور الإمارات الشقيقة الدبلوماسي لدعم العراق ومشاركتها في الحرب ضد "داعش" ومساهمتها الفعّالة في إعادة ترميم المناطق المدمرة وعلى سبيل المثال، إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل فهذا الجامع التاريخي له منزلة كبيرة في قلوب العراقيين.
وشدد السوداني على ان العلاقة المستدامة بين دول المنطقة واستقرارها تأتي من ربط المصالح المشتركة بين هذه الدول من خلال التعاون الاقتصادي وبناء المشاريع التنموية لخلق فرص العمل والاستفادة من الطاقة البشرية والطبيعية الموجودة في بلدانها.
وكشف السوداني انه سيبحث "مع الأشقاء في الإمارات إلى تبادل الخبرات في شتى المجالات وخاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية".
وأشار إلى ان الإمارات تعتبر من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية. ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين.
وقال ان زيارته إلى الإمارات "هي تأكيد على رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية.
واعتبر ان التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، "فنحن بإمكاننا الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق وعلى سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق لأن يكون واحداً من كبريات موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق".
وأضاف رئيس الوزراء، انه سنناقش مع رئيس دولة الإمارات الشيح محمد بن زايد التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد2) التي استضافها الأردن مؤخرا والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي.
وبين ان زيارته تهدف كذلك إلى التأكيد على إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم.
وشدد السوداني في الختام قائلا "نذهب إلى الإمارات الشقيقة بروح الصداقة والتعاون والإخاء وهي مبادئ طالما حث عليها الشيخ الوالد زايد بن سلطان آل نهيان وأرسى معانيها في علاقات دولة الإمارات مع جيرانها وتشبع بها أولاده وساروا على دربه، ونحن نتشارك معهم هذه المبادئ التي تسهم في ازدهار بلدينا عبر علاقات وثيقة نحرص على بنائها وتعزيزها".
من جهتها، أعربت عضو تحالف الفتح امل عطية، عن رفضها استثمار ميناء الفاو لصالح الإمارات بهدف إلغاء طريق الحرير، مشيرة إلى أن الامارات تقود مؤامرة ضد الميناء.
وقالت عطية، إن "هناك مؤامرات وتدخلا خارجيا للسيطرة على الاقتصاد العراقي"، مشيرة الى أن "إستثمار ميناء الفاو من قبل الامارات مؤامرة يراد من خلالها إلغاء طريق الحرير".
ويطل ميناء الفاو الكبير على الخليج العربي، ويمكنه استيعاب نحو 99 مليون طن سنوياً، ليكون واحداً من أكبر الموانئ في المنطقة، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع في أبريل/ نيسان 2010، إلا أن العمل توقف فيه لأسباب ما زالت غامضة.
المحلل السياسي عباس العرداوي يقول إن الإمارات قامت بتوجيه ضربة للاقتصاد العراقي عن طريق عرقلة مشروع ميناء الفاو الكبير، لمنع وصول القوافل الصينية وغيرها، كي تبقى دبي المحطة الأكبر والأهم لمرور البضائع في المنطقة.
ويضيف، أن أبو ظبي استعملت أذرعها السياسية والاقتصادية في العراق لوقف المشروع، كما منعت إعادة تشكيل القوة البحرية العراقية، على حد قوله.
ويرى العرداوي أن تحركات الإمارات جزء من مشروع يرمي إلى إدارة الخليج وتهيئة المنطقة لما يعرف "بصفقة القرن"، وهي تقوم بعدد من المهام لتكون "شرطي المنطقة".