انشقاقات سياسية وشيكة تفرز «مرجعية جديدة» للبيت السني
14-أيار-2023
بغداد ـ العالم
ضعضعت الصراعات السياسية في المناطق السنية، التحالفات التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، بشكل جعل الشارع يفكر في "مرجعية سياسية جديدة" للمكون السني، بعيدا عن الحلبوسي والخنجر، اللذين يقتربان من الانشقاق.
وطبقا لمصادر مطلعة، فان هناك "انشقاقات جديدة بين قيادات حزب تقدم، اثر تفرد رئيسه بالقرارات دون استشارة مقربيه في الحزب".
وقالت المصادر، ان الانشقاقات "غير معلنة" حتى الان، لكنها تلوح في الافق بين صفوف حزب تقدم.
وأضافت، أن "الحلبوسي اصبح السيف المسلط على رقاب قيادات تقدم، ويرفض السماح لهم حتى في التصريحات التي تخص مهام عملهم ما ولد حالة من الرفض والاستهجان والتهديد بالانسحاب من الحزب لاستحالة بقائه خلال الفترة المقبلة".
وأوضحت ان "الحلبوسي يدير الحزب بمفرده ويتخذ القرارات المصيرية دون مشاورة قيادات الحزب، فضلا عن تصرفاته الاقصائية التي استهدفت عددا من القيادات البارزة وتجميدها بطريقة غير معلنة".
واشارت الى أن "حزب تقدم فقد خلال الفترة الحالية 5 من اعضائه بعد انسحابهم وانضمامهم الى احزاب اخرى".
فيما يعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر اللامي، تشكيل تحالفات الجديدة داخل المكون السُني ما هو إلا سعي للإطاحة بالحلبوسي من كرسي الرئاسة، فيما أكد ان هناك الكثير من الملاحظات والنقاط التي تم تدوينها حول عمله السياسي خلال الفترة الماضية.
وقال اللامي، إنّ "البيت السُني يعتبر من كرسي رئاسة البرلمان قبلة المكون السياسية"، مردفاً ان "تأليف تحالفات الجديدة داخل المكون السُني ما هي الا سعي للإطاحة بالحلبوسي من كرسي الرئاسة".
وأضاف، انه "في الانتخابات المقبلة لن يصل الحلبوسي الى كرسي الزعامة بحكم التحالفات الأخيرة المنافسة لهُ داخل المكون السُني"، لافتا الى أن "الفترة الماضية شهدت عدم عمل الأخير بالأداء الذي يؤهله بالعودة الى رئاسة مجلس النواب بعد الانتخابات القادمة".
أما عضو تحالف الفتح علي الزبيدي، فقد أشار الى ان هناك تباينا كبيرا حول الإجماع على المرجعية السياسية للمكون السني في الفترة الحالية، فيما اكد الانشقاقات التي تحدث في جبهة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، تقابلها تحالفات جديدة وتشكيلات متماسكة.
وقال الزبيدي إن "الجهات التي لا تتوافق مع الحلبوسي ليس لأنه زعيم سياسي، انما هناك إجماع على استمرار الحلبوسي في ممارسة الدكتاتورية والهيمنة على المحافظات الغربية برمتها".
وبشأن التشكيلات الجديدة ضد الحلبوسي، بين الزبيدي: ان "الانشقاقات التي تحدث في جبهة الحلبوسي الان، يقابلها تحالفات جديدة وتشكيلات متماسكة قد تفضي بهزة كبيرة داخل المكون السني ستعيد رسم خارطة الكتل السياسية بعد الانتخابات القادمة"، لافتا الى ان "هنالك تباينا كبيرا واختلافات حول الإجماع على المرجعية السياسية للمكون السني في الفترة الحالية".
وكان المحلل السياسي سعد المطلبي قد اكد ان "الانقسامات السياسية داخل تحالف السيادة وحزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بدأت تطفو على السطح من خلال استمرار انسحابات النواب وعدد من قياداته في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، بسبب عدم قناعتهم بقيادات التحالف".
وتؤكد المصادر قرب إعلان قوى سياسية داخل حزب تقدم الانشقاق من الحزب في ديالى.
وقالت المصادر، إن "قيادات في حزب تقدم في أرياف المدن المحررة ممتعضة جدا من احتكار القرارات في بعقوبة وبغداد والأنبار دون الأخذ بنظر الاعتبار هواجسها حيال عدة ملفات مهمة وحساسة".
وأضافت، ان "هناك انسحابات جديدة تلوح بالأفق، ستضرب تحالف الحلبوسي في ديالى، خاصة في ارياف المدن المحررة في ظل بروز 3 قوى سياسية منافسة، بدأت باستقطابها مؤخرا".
وأشارت الى ان "تحالف عزم هو أبرز مراكز الاستقطاب لمنشقي تقدم وسيتم الإعلان عن القرار في حزيران القادم".
ويعاني حزب الحلبوسي تقدم من إشكاليات عدة خاصة مع الانسحابات المتكررة في عدة محافظات أبرزها ديالى.