بغداد – العالم
أكد الاطار التنسيقي، أمس الثلاثاء، استمرار الحوارات بين جميع الأطراف السياسية من أجل الإسراع بحسم ملف انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.
وقال القيادي في الاطار عائد الهلالي، ان "الحوارات مستمرة ما بين كل الأطراف السياسية بشأن انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد، وهناك جدية حقيقية لحسم هذا الموضوع خلال الأسبوع الحالي، لكن لا اتفاق نهائي حتى الساعة".
وبين الهلالي اننا "نعتقد ان الأمور تتجه نحو التسوية من خلال طرح مرشح تسوية جديد، له مقبولية من كل الأطراف السياسية، من أجل حسم هذه الازمة وعدم تفاقمها او اثارة مشاكل سياسية ربما تؤثر على الاستقرار الحاصل منذ اكثر من عام".
وأعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، بقلب نتائج الجولة الأولى التي تقدم فيها مرشح محمد الحلبوسي، شعلان الكريم بانتخابات رئاسة مجلس النواب، مؤكداً رفضه التام لترشيح الكريم لـ"تمجيده حزب البعث" في ظل وجود قانون المساءلة والعدالة الذي يمنع ذلك، كما تم رفع دعوى للمحكمة الاتحادية العليا لبطلان عضويته من البرلمان.
وفي الوقت الذي نفى فيه "ائتلاف النصر"، الأثنين، تصويت نوابه لصالح مرشح تقدم، دافع تيار الحكمة على الانتقادات التي واجهها من بعض حسابات التواصل الاجتماعي، بعد تأييده لمرشح الحلبوسي شعلان الكريم.
وأكد النصر في بيان له الإثنين نفيه لما نشرته مواقع إعلامية "صفراء" حول تصويت نوابه لصالح مرشح تقدم، وهو محض افتراء ولا أساس له من الصحة، وتقف خلفه قوى سياسية معروفة الأجندات ورخيصة المواقف.
وأشار البيان إلى "مواقفه الوطنية الثابتة في مقارعة الإرهاب والبعث اللذان هما وجهان لعملة واحدة، وأنّ مَن يحرضّ اليوم ويضلل الجمهور هو ذاته من مكنهم وكان وما زال حضناً لهم"، لافتا الى ان "ثلاثي المصالح الفاسدة والمحاصصة والتخادم هو مَن أوصل التصويت على رئاسة مجلس النواب إلى هذه النتيجة البائسة على حساب مصالح الشعب وثوابت الدولة".
فيما دافع القيادي في "الحكمة" فهد الجبوري عن تأييد التيار للكريم، قائلا، "إن قرار انتخاب شعلان الكريّم ينطلق من رؤية تيار الحكمة بضرورة حفظ التوازن داخل المكونات وعدم تغليب أقلية على أكثرية"، مضيفا "سبق وأن قلنا بأن الأغلبية داخل المكونات تحافظ على توازن هذه المكونات بالنظام السياسي، والذهاب نحوتغليب أقلية معينة من أي مكون ستتسبب بعدم استقرار في النظام."
وتابع الجبوري ان هناك من يتهم نواب الحكمة بأنهم حصلوا على تاهو و100 ألف دولار، هل من المنطق أن نترك 3 وزارات ومنصب النائبالأول من أجل الحفاظ على التوازن داخل المكون، ثم نأتي اليوم ونأخذ “تاهو” و100 ألف دولار، من شعلان الكريم أو محمد الحلبوسي، أوالخنجر أو غيره.
وكان النائب حسن سالم، عن كتلة "صادقون"، قد قدّم شكوى في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات طالباً استدعاء النائب شعلان الكريم والتحقيق معه بخصوص التصريحات التي ادلى بها وهو يمجد حزب البعث ورئيسه المقبور على ان ترد الأجابة خلال 24 ساعة.
كما تسلمت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق)، أمس الأحد، دعوى ببطلان ترشيح شعلان الكريم لرئاسة مجلس النواب العراقي. أقام الدعوى كل من النائب يوسف الكلابي والنائب فالح الخزعلي.
وتضمنت الدعوى طلباً بإصدار أمر ولائي بإيقاف جلسة الانتخاب لحين حسم الدعوى. وكشف مصدر نيابي، عن آخر تطورات جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان، خلفاً لمحمد الحلبوسي المنتهية عضويته بقرار من المحكمة الاتحادية.
كما أعلن النائب هيبت الحلبوسي، الاثنين، إقامة دعوى قضائية بشأن "خروقات ومخالفات" قال إنها حصلت خلال جلسة مجلس النواب التي عقدت أول أمس السبت.
وكتب الحلبوسي في حسابه الرسمي على "فيسبوك"، تابعته (العالم)، "أقمنا دعوى قضائية امام المحكمة الاتحادية العليا بشأن الخروقات والمخالفات الدستورية والقانونية التي رافقت جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب".
وأضاف أن "طلبه تَركزَ على عدم دستورية الإجراءات والزام المدعى عليه بإبطال الجلسة رقم 1 للسنة التشريعية الثالثة المنعقدة بتاريخ 13 / 1 / 2024 و عدم تكرار تلك المخالفات".
وأفاد مصدر سياسي مطلع، الإثنين، بوجود حراك سياسي لطرح مرشح تسوية لرئاسة البرلمان العراقي بعد إخفاق مجلس النواب بجلسة أول أمس السبت في اختيار رئيس جديد له خلفاً لمحمد الحلبوسي المبعد بقرار قضائي.
وقال المصدر، إن "الاسم المطروح حاليا هو ياسين العيثاوي، الذي كان يشغل سابقاً وكيل وزير التعليم العالي، لكن حتى الساعة لا اتفاق نهائي والحوارات متواصلة بشكل غير معلن".
وفي هذا السياق، يؤكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، فراس المسلماوي، أن "في جلسة يوم أمس استعمل المال السياسي بشكل مقزز ومخالف للدستور والقوانين، وهي وصمة عار لكل من شارك وساهم فيه".
ويرى المسلماوي، أن "البدايات (الجولة الأولى) ليست كنهاياتها، وستنعكس نتائج الجولة الأولى في الجولة الثانية، بسبب أن معظم النواب لم يكونوا مطلعين على سيرة المرشح لرئاسة مجلس النواب وتاريخها السياسي والطائفي وتمجيدها لحزب البعث المنحل".
ويضيف: "لذلك ستكون هناك خطوات عدة مقبلة، منها أن رئيس لجنة الشهداء قدم كتاباً رسمياً لهيئة المساءلة والعدالة لشمول النائب شعلان الكريم بالمساءلة والعدالة، وبعض النواب ذهبوا للمحكمة الاتحادية وطلبوا إصدار الأمر الولائي بإيقاف ترشيح المدعو شعلان الكريم".
ويشير المسلماوي إلى "إمكانية تقديم شخصيات أخرى بدلاً عن الكريم، مثل رئيس لجنة التعليم العالي مزاحم الخياط، أو عضو اللجنة القانونية عبدالكريم عبطان، فهؤلاء يتمتعون بالمقبولة، وليس لديهم تاريخاً في حزب البعث".
وأخفق مجلس النواب العراقي للمرة الثالثة على التوالي في اختيار رئيساً له خلفاً لمحمد الحلبوسي، المستبعد من المنصب بقرار من المحكمة الاتحادية، وقررت رئاسة البرلمان في ساعة متأخرة من ليلة الأحد رفع الجلسة حتى إشعار آخر بعد جولتين من التصويت، انتهت الثانية منها بمشاجرات وخلافات أفشلت عملية التصويت.
ويعكس رفع جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي الأحد استمرار الخلافات بين الكتل السياسية في البلاد، وعدم قدرتها على تجاوز خلافاتها والاتفاق على مرشح توافقي لمنصب رئيس المجلس.
وسادت الجلسة أجواء غير مستقرة ومشاجرات من قبل نواب في "الإطار التنسيقي" سعوا لمنع فوز مرشح حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، ما دفع رئاسة البرلمان الى رفع الجلسة.