بغداد - العالم
قال مصدر برلماني، الثلاثاء، إن سفر أكثر من 80 نائباً الى السعودية لتأدية مناسك الحِج يعيق تمرير رئيس البرلمان وكذلك إقرار جداول الموازنة 2024.
وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب بها عدد من النواب العراقيين الى السعودية لتأدية مناسك الحج، حيث شارك 70 نائباً في تأديتها العام الماضي بموافقات خاصة خارج المقاعد المخصصة للمواطنين في هيئة الحج والعمرة.
وعن موعد عقد جلسة مجلس النواب قال مصدر نيابي، إنه "لا يوجد موعد محدد لعقد جلسة مخصصة لمناقشة جداول قانون الموازنة واقرارها بمجلس النواب بسبب عدم اكتمال اللجنة المالية النيابية من المناقشات واستضافة الوزراء والجهات المعنية".
واشار الى أن "هناك سبباً آخر يعطل انعقاد اي جلسة لمجلس النواب خصوصا بعد سفر قرابة 80 نائبًا إلى السعودية لتأدية مناسك الحج"، موضحاً أن "النواب المسافرين هم من كتل سياسية مختلفة".
من جانبه قال النائب عن كتلة دولة القانون محمد الزيادي، إن "هناك صعوبة بالوقت الحالي لعقد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب واستكمال الجولة الثالثة من الانتخابات بسبب عدم اتفاق الكتل السنية مع الكتل السياسية الأخرى على مرشح محدد".
واستبعد الزيادي عقد جلسة انتخاب رئيس المجلس قبل عيد الاضحى بسبب سفر عدد من اعضاء البرلمان إلى السعودية لتأدية مناسك الحج، إضافة إلى مقاطعة نواب تقدم لجلسة الانتخاب".
وأوضح أن "البرلمان منشغل حاليا بجداول قانون الموازنة والعمل على اقرارها قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي الذي سينتهي يوم 9 حزيران المقبل".
تحولت تدوينة على منصة (إكس) من جملة واحدة وهي "المندلاوي المعطِّل"، في إشارة إلى رئيس البرلمان بالوكالة، إلى تريند في العراق، السبت، وحمَّلته كتلة السيادة في البرلمان مسؤولية التأخير في عقد جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان.
وعقد البرلمان، الأربعاء الماضي، جلسة خلت من فقرة انتخاب الرئيس الجديد في وقت جرى فيه تمديد الفصل التشريعي شهراً واحداً من أجل حسم عملية انتخاب رئيس البرلمان، والتصويت على جداول الموازنة المالية لعام 2024 التي أرسلتها الحكومة.
وعلى إثر عدم إضافة الفقرة الخاصة بانتخاب رئيس البرلمان تصاعد الغضب السني، لا سيما في أوساط حزب السيادة بزعامة رجل الأعمال خميس الخنجر وكتلته داخل البرلمان، حيث ان مرشح الكتلة سالم العيساوي حصل خلال جلسة، السبت الماضي، على 158 صوتاً مقابل 137 صوتاً لمنافسه محمود المشهداني، رغم أن الأخير مدعوم من حزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وكشف تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم عن وجود حراك سني للاتفاق على مرشح واحد ليجري التصويت عليه، لكن قيادياً سنياً بارزاً استبعد ذلك.
وفي سياق الاتهامات الموجهة للمندلاوي التي بدأت تأخذ مساحة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن النائب في البرلمان عن كتلة السيادة محمد فاضل الدليمي اتهم رئيس البرلمان بالنيابة بتعطيل انتخاب رئيس جديد للمجلس.
وقال الدليمي، في منشور على منصة (إكس)، إن "النائب الأول محسن المندلاوي أثبت فشله في إدارة جلسات البرلمان بتجاهله الصارخ للدستور والنظام الداخلي وقرارات المحكمة الاتحادية، وانحيازه لطرف دون آخر عن طريق تأخيره المتعمد جلسة اختيار رئيس البرلمان، وإهدار حقوق مكون رئيسي في البلاد".
وأضاف الدليمي، "لا يخفى على الجميع تطاول المندلاوي على زملائه؛ ما قدم نموذجاً سيئاً عن صورة البرلمان، ولا بد من محاسبة صارمة لكل من يتعمد تنفيذ أجندات حزبية، واستغلال سلطاته لخدمة الحزب الذي ينتمي إليه".
إضافة إلى ذلك، كشف القيادي في "تيار الحكمة"، أحمد العيساوي عن وجود ما سماه حراكاً سنياً من أجل تقديم مرشح واحد لرئاسة مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبيَّن العيساوي في تصريح صحافي، أنه "لا يوجد أي طرف سياسي مع بقاء محسن المندلاوي رئيساً للبرلمان لنهاية الدورة البرلمانية، فهذا استحقاق المكون السني، ولا نريد أي خلل في التوازنات والاستحقاقات، ولهذا كل قوى الإطار التنسيقي مع الإسراع بحسم هذا الملف".
وعن موعد حسم مسألة تسمية رئيس جديد للبرلمان، قال العيساوي، إنه "ربما خلال الأسبوع الحالي يجري تحديد جلسة انتخاب جديدة، بعد جولة الحوارات التي تجري حالياً ما بين كل الأطراف السياسية".
لكن قيادياً سنياً بارزاً استبعد إمكانية التوافق على مرشح سني واحد لرئاسة البرلمان خلال الفترة المقبلة بسبب عمق الخلافات بين الحلبوسي والخنجر وحلفائه داخل البيت السني.
وقال القيادي، "على حد علمي لا يوجد حراك داخل البيت السني؛ نظراً لتمسك كل طرف بقناعاته، فضلاً عن أن عامل الزمن بدأ يضغط كثيراً على الجميع ليس بسبب تمديد الفصل التشريعي شهراً واحداً، بل بسبب قرب سفر عدد كبير من النواب إلى الحج؛ ما يفقد البرلمان فرصة إكمال النصاب لعقد جلسة يجب أن يحصل فيها المرشح الفائز على الأغلبية المطلقة من عدد أصوات البرلمان وهي 166 صوتاً".
وأضاف القيادي السني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "هناك إحساساً لدى القوى السنية الداعمة لسالم العيساوي الذي حصل على أغلبية كبيرة خلال التصويت ولولا افتعال المشاجرة خلال الاستراحة لكان قد فاز بسهولة في الجولة الثالثة، بأن هناك من يعمل بتواطؤ مع رئاسة البرلمان على تعطيل الجلسة حتى لا يفوز العيساوي وهو ما لا يريده الحلبوسي، ولكي يبقى المندلاوي الذي هو أهون بالنسبة له من فوز منافس شرس له في الأنبار وهو العيساوي، بينما المندلاوي يستفيد من بقائه على راس المؤسسة التشريعية في البلاد".