بغداد ـ العالم
فاز العراق بقضية تحكيم دولية ضد تركيا في نزاعها الطويل الأمد حول صادرات النفط الخام من المنطقة الكردية شبه المستقلة في العراق.
وقال شخص مطلع على الأمر (لم يكن مخولاً بالتعليق علناً)، إن "محكمة التحكيم الدولية التابعة لغرفة التجارة الدولية حكمت لصالح العراق".
وقالت وثيقة اطلعت عليها "بلومبرغ"، صادرة عن مكتب الشحن العراقي في ميناء جيهان التركي، إن "تركيا لن تسمح بعد الآن بتحميل النفط الخام لصالح إقليم كردستان دون موافقة السلطات الفيدرالية العراقية"، ونقلت الوثيقة عن مسؤول في شركة بوتاس التركية التي تديرها الدولة تنبيهه لمكتب الشحن العراقي.
في القضية، التي ظلت قيد النظر في المحكمة التي تتخذ من باريس مقراً لها منذ ما يقرب من تسع سنوات ، ادعى العراق أن "تركيا انتهكت اتفاقية عبور خط الأنابيب لعام 1973 بالسماح بتصدير النفط الخام من المنطقة الكردية دون موافقة بغداد".
وقال الشخص المطلع على الحكم إنه "منذ تحميل آخر ناقلة يوم الجمعة ، لم ترد أنباء عن نقل المزيد من السفن الخام من إقليم كردستان".
وبين المصدر أن "تركيا أوقفت تلقي النفط عبر خط أنابيب كردستان".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة النفط، كسب العراق دعوى التحكيم في قضية تصدير النفط عبر تركيا.
وذكر بيان للوزارة، أن "وزارة النفط رحبت بقرار الحكم النهائي لصالح العراق، الذي صدر عن هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس يوم الخميس الماضي 23 آذار 2023".
وأضاف البيان أنه" في دعوى التحكيم المرفوعة من قبل جمهورية العراق ضد الجمهورية التركية لمخالفتها أحكام اتفاقية خط الأنابيب العراقية التركية الموقعة في عام 1973 والتي تنص على"وجوب امتثال الحكومة التركية لتعليمات الجانب العراقي في ما يتعلق بحركة النفط الخام المصدّر من العراق الى جميع مراكز التخزين والتصريف والمحطة النهائية".
وأعربت الوزارة بحسب البيان عن "تقديرها لجهود هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس لتعاملها الاحترافي والمهني مع الدعوى المرفوعة من قبل العراق، من خلال إتاحة الفرصة والوقت للطرفين للدفاع عن مواقفهم، خصوصاً وأن القرار يلزم جميع الأطراف باحترام الاتفاقات والمواثيق الدولية بهذا الشأن، وأن وزارة النفط من خلال شركة تسويق النفط العراقية سومو هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة عمليات التصدير عبر ميناء جيهان التركي". واكدت الوزارة على" عمق العلاقات التاريخية الطيبة التي تربط العراق مع تركيا، وأن قرار هيئة التحكيم لا يشكل عائقاً أمام تطوير وتوسيع العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة مع احتفاظ العراق بسلطاته الدستورية وسيادته على جميع ثرواته".
وتابع البيان أن" الوزارة ستقوم ببحث آليات تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي مع الجهات المعنية في الإقليم ومع السلطات التركية، وفقاً للمعطيات الجديدة بعد صدور قرار الحكم النهائي من قبل هيئة التحكيم بباريس، وبما يضمن إدامة الصادرات النفطية، والإيفاء بالتزامات "سومو" مع الشركات العالمية عبر ميناء جيهان،حرصاً من الوزارة على تصدير كامل الكميات المخصصة من جميع الحقول النفطية بما فيها الإقليم، بهدف تعظيم الإيرادات المالية، لرفد الموازنة الاتحادية".
وأشادت الوزارة وفقا للبيان بالجهود المتميزة للمكتب الاستشاري القانوني الدولي واللجنة القانونية للوزارة في الدفاع عن حقوق العراق في إدارة ثروته النفطية وحيازة وزارة النفط صلاحياتها وسلطاتها الدستورية، لما بذلوه من جهود جادة على مدى السنوات الماضية من أجل تحقيق العدالة واستعادة حقوق العراق المشروعة حفاظاً على أمنه وسيادته".
مرت أكثر من مليون برميل يوميًا عبر محطة جيهان في يناير ، أو 1٪ من الإمدادات العالمية ، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج. ترسل بغداد 75 ألف برميل يوميًا إلى جيهان ، بينما ترسل حكومة إقليم كردستان حوالي 400 ألف برميل يوميًا.