بغداد – العالم
تترقب الأوساط العراقية والتركية هجومًا بريًا متفق عليه عبر الحدود العراقية، يهدف إلى ملاحقة حزب العمال الكردستاني (PKK) في عملية تُعتبر الأكبر من نوعها منذ أربعين عامًا. من المتوقع أن تشمل العملية العسكرية محافظة السليمانية ومدينة سنجار شمال الموصل.
ووفقًا للإعلام التركي، فإن العملية المرتقبة ستجري خلال هذا الصيف، وقد بدأت الاستعدادات بالاتفاق مع الحكومة العراقية.
من المتوقع أن تؤدي العملية إلى إغلاق الحدود التركية العراقية، في حين كان حزب العمال قد نقل نشاطه إلى العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وتمكنت تركيا آنذاك من ملاحقة عناصر الحزب داخل الأراضي العراقية.
ويفترض ان العملية المرتقبة بموافقة السلطات العراقية، فيما تبقى الاوضاع غير واضحة في سنجار التي يديرها خليط من مسلحين تابعين لـ"pkk" وفصائل عراقية.
وقبل اسبوعين كان رجب طيب اردوغان، الرئيس التركي في بغداد، ووقع اكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجال الاقتصاد والتعليم والأمن.
وضمن الزيارة "منح اردوغان لبغداد مهلة قبل ان ينفذ هجوما بريا واسعا داخل العراق لملاحقة حزب العمال"، بحسب مصدر سياسي رفيع.
واكد المصدر، ان "هذه المهلة كانت ضمن الشروط التي سبقت زيارة الرئيس التركي" التي تأجلت اكثر من عام.
ولا يعرف المصدر بالتحديد متى تنتهي المهلة الممنوحة للحكومة العراقية، لكن بحسب الاعلام التركي فان العملية المرتقبة ستكون خلال هذا الصيف.
وبحسب صحيفة "حرييت" القريبة من الحكومة التركية، أن الاستعدادات بدأت بالاتفاق مع بغداد لتنفيذ العملية الموسعة عبر جولات من اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والعراقيين.
واشارت الصحيفة الى ان العملية ستؤدي إلى إغلاق الحدود التركية العراقية البالغ طولها 378 كيلومترا تماما وتضييق الخناق على مسلحي "PKK" وبعمق 40 كم.
وكان حزب العمال، وبسبب عمليات ملاحقة تركية في الداخل، انتقل الى العراق في ثمانينيات القرن الماضي، فيما لم يرحب نظام صدام بتلك الجماعات، وسمح لتركيا بملاحقة عناصر العمال لمسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي العراقية.
وبحسب تقارير عسكرية، فان تركيا ومنذ التسعينيات دخلت الى شمالي البلاد أكثر من 30 مرة لملاحقة حزب العمال، لكنها كانت تفشل في كل مرة بوضع حد للمجموعة.
وشنت تركيا أكثر 4 الاف هجوما على العراق خلال ست سنوات، منذ شهر آب عام 2015 لغاية كانون الثاني من عام 2021. بحسب تقرير للأمم المتحدة.
ووفق صحيفة "حرييت" إنه سيتم تنفيذ عملية برية واسعة النطاق في المنطقة التي يجري فيها حاليا تنفيذ عملية "المخلب-القفل"، التي بدأت في نيسان 2022 ولا تزال مستمرة.
ووفقا لتقديرات منظمات غير حكومية، فإن الهجمات التركية أودت بحياة ما لا يقل عن 129 مدنيا في شمالي العراق وإصابة 180 آخرين وذلك منذ 2015 حتى تموز 2022.
وتنشر تركيا، وفق إحصائيات غير رسمية، نحو 7 آلاف عسكري بين ضابط وجندي، يتغلغلون بعمق يصل إلى 100 كم داخل الأراضي العراقية ولديهم 11 قاعدة عسكرية و19 معسكراً. ويقول المصدر السياسي الرفيع ان تركيا "مضطرة للتنسيق مع العراق لانها لايمكن ان تهاجم عن طريق سوريا".
يعتقد ان أنقرة ستركز بالهجوم المرتقب، على جبل قنديل، وهو معقل حزب العمال في العراق، ويقع عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، ويمتد بعمق نحو 30 كيلومترا داخل الأراضي التركية، ويبعد بنحو 150 كيلومتراً عن أربيل.
لكن الصحف التركية تقول ان "السليمانية ستكون ضمن الهجوم"، وان في المدينة احزاب سياسية ومنظمات غير حكومية تعمل لصالح "PKK".
وأشارت وكالة الأناضول التركية شبه الرسمية، في تقرير سابق، إلى أن حزب العمال في السليمانية يحصل على "بطاقات هوية" و"تدريب عسكري".
وأكد التقرير ان ذلك تسبب بـ"تعليق تركيا الرحلات الى مطار السليمانية" منذ العام الماضي.
ويرجح المصدر السياسي الرفيع ان "سنجار ستكون ضمن الهجوم لكن لن يتم اقتحامها بريا، وانما ستتعرض الى ضربات جوية، بينما ستكون هناك عمليات برية واسعة على حدود كردستان".
ويدير حزب العمال منذ 2016 سنجار، ويمنع القوات الاتحادية من دخول المدينة تحت اي سبب.