بغداد – وكالات
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي بواقع 180 ألف جندي ليصل العدد الإجمالي للقوات إلى 1.5 مليون جندي، جاء ذلك في مرسوم رئاسي نشره الكرملين على موقعه الإلكتروني.
ميدانياً، أمر حاكم منطقة كورسك الروسية التي تشهد هجوماً أوكرانياً منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي السكان بإخلاء القرى الواقعة على بعد أقل من 15 كيلومتراً من أوكرانيا لأسباب "أمنية".
وكتب أليكسي سميرنوف على "تيليغرام" "بناءً على معلومات عملياتية، ومن أجل ضمان الأمن، قررت هيئة الأركان الإقليمية الإخلاء الإجباري للبلدات في منطقتي ريلسكي وخوموتوفسكي الواقعتين في منطقة تمتد على 15 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا". وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي استعادة أراض من القوات الأوكرانية من خلال شن هجوم مضاد.
فيما قالت أوكرانيا إنها طلبت من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة الجزء الذي تسيطر عليه وتحتله القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، وهو ما قابلته موسكو بالتنديد.
وكتب وزير الخارجية أندري سيبيغا على منصة "إكس"، "أصدرت تعليمات لوزارة الخارجية الأوكرانية بدعوة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر رسمياً للانضمام إلى الجهود الإنسانية في منطقة كورسك. أوكرانيا مستعدة لتسهيل عملهما وإثبات التزامها القانون الإنساني الدولي".
تنديد روسي
بدوره، ندد الكرملين اليوم بالدعوة الأوكرانية إلى الزيارة، معتبراً ذلك "استفزازاً". وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف "نأمل في ألا تؤخذ هذه التصريحات الاستفزازية بالاعتبار من قبل الجهات الموجهة إليها".
هجوم روسي بمسيرات
من ناحية أخرى، قالت السلطات المحلية في منطقة كييف في أوكرانيا إن هجوماً شنته روسيا الليلة الماضية بسرب من الطائرات المسيرة أسفر عن إصابة شخص وألحق أضراراً بخمسة منازل هناك.
وذكر حاكم منطقة كييف رسلان كرافتشينكو أن الهجوم لم يسفر عن أضرار بالغة للبنية التحتية في المنطقة المحيطة بالعاصمة. وأوضح بيان على تطبيق "تيليغرام" أن القوات الجوية تمكنت من إسقاط 53 من أصل 56 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا إجمالاً خلال الهجوم على وسط وشمال وجنوب أوكرانيا.
وقال الجيش الأوكراني إن وحدات الدفاع الجوي دمرت ما يقارب 20 طائرة مسيرة كانت متجهة صوب العاصمة كييف نفسها.
بدوره، أكد رئيس الإدارة العسكرية لكييف سيرهي بوبكو على "تيليغرام"، أن "طائرات مسيرة هجومية أطلقتها روسيا كانت متجهة إلى كييف من اتجاهات عدة وفي مجموعات مختلفة... وفقاً لمعلومات أولية، لم يسفر ذلك عن ضحايا أو أضرار في كييف". وذكر شهود أن سلسلة من الانفجارات المدوية وقعت فيما بدا أنها أنظمة دفاع جوية نشطة.
وتقصف روسيا أوكرانيا بصواريخ وطائرات مسيرة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 30 شهراً مما يلحق أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء وبنية تحتية مدنية أخرى.
ولم يصدر تعليق بعد من روسيا. وتقول موسكو إن هجماتها الجوية تستهدف فقط بنية تحتية مهمة للمجهود الحربي الأوكراني.
خسائر كبيرة
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" بثت أن القوات الأوكرانية تعاني خسائر كبيرة نظراً إلى البطء الشديد في وصول الأسلحة الغربية المطلوبة لتجهيز القوات المسلحة على نحو ملائم.
وتتقدم روسيا في شرق أوكرانيا بما في ذلك حول مدينة بوكروفسك. وقد يفسح استيلاء موسكو على مركز النقل المهم هذا المجال أمام فتح خطوط هجوم جديدة.
وقال زيلينسكي إن الوضع في الشرق "صعب للغاية"، مضيفاً أن نصف ألوية أوكرانيا هناك غير مجهزة.
وأضاف متحدثاً باللغة الإنجليزية "لذا فأنت تخسر كثيراً من الناس. تخسر الناس لأنهم ليسوا في مركبات مسلحة... ليس لديهم مدفعية، ليس لديهم قذائف مدفعية". وقالت شبكة "سي أن أن" الأميركية إن المقابلة أجريت الجمعة.
وأوضح الرئيس الأوكراني أن حزم مساعدات الأسلحة التي وعدت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية تصل ببطء شديد، مضيفاً "نحتاج إلى تجهيز 14 لواء. حتى الآن... لم نجهز بهذه الحزم حتى أربعة (ألوية)".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال السبت إن واشنطن تجهز حزمة مساعدات جديدة و"كبيرة" لأوكرانيا. ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر وسيعرض عليه خطة لإنهاء الحرب.
وقال الرئيس الأوكراني إن الشيء الوحيد الذي يخشاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين هو رد فعل الروس إذا جعلتهم كلفة الحرب يعانون. وأضاف "اجعلوا أوكرانيا قوية وسترون أنه سيجلس وسيتفاوض".
وسيجدد زيلينسكي لبايدن مطالب السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية طويلة المدى لضرب أهداف عسكرية في العمق الروسي.
وقال الرئيس الأوكراني لشبكة "سي أن أن" إن كييف بحاجة إلى هذا الإذن، لأن الطائرات الروسية التي تضرب البنية التحتية بدأت تعمل من مسافة تصل إلى 500 كيلومتر من خطوط الجبهة مقارنة بمسافة 150 كيلومتراً في وقت سابق.
وكان زيلينسكي طلب مجدداً من حلفائه الغربيين السماح لكييف بضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا، لا سيما قواعد جوية بعد هجوم روسي جديد على خاركيف.
وشدد زيلينسكي على أن "الحل الوحيد القادر على التصدي لهذا الإرهاب: حل المدى البعيد لتدمير الطيران العسكري الروسي حيث يتمركز".
وأضاف في خطابه اليومي "ننتظر القرارات المناسبة القادمة بالدرجة الأولى من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا".
أصاب صاروخ موجه أطلقته القوات الجوية الروسية مبنى سكنياً في خاركيف (شمال شرق)، وهي مدينة أوكرانية كبرى تتعرض بانتظام لهذا النوع من الهجمات.