بغداد – وكالات
غالباً ما يتعرض الملياردير الأميركي بيل غيتس لأنواع من الاستجواب، فالرجل صاحب التجربة الناجحة تنهال عليه الأسئلة من كل حدب وصوب لالتقاط بعض المواهب والاستراتيجيات التي تساهم في النجاح. لكن غيتس تتملكه الدهشة من غياب بعض الأسئلة "المملة" ولكن الهامة برأيه، فماذا يقصد صانع أهم شركات التكنولوجيا؟.
يُسأل بيل غيتس باستمرار عن أفكاره حول مواضيع كبيرة مثل الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ والأوبئة. ولكن هناك موضوعات أخرى يجدها المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت العملاقة والملياردير العامل على تحسين المجتمع، مثيرة للاهتمام ومهمة، لكنه "مندهش" لأنها لم ترد على ذهن الناس الذين يصادفهم، والذين قد يجدونها "مملة" وغير مفيدة لهم.
وقال غيتس البالغ من العمر 69 عاماً، "عندما سألت لأول مرة: ما الذي يموت الأطفال منه؟ واجهت صعوبة في معرفة ذلك، وكنت سأفكر: ألا ينبغي لنا جميعاً أن نطرح هذا النوع من الأسئلة؟". بحسب ما سرد المؤسس ريد هوفمان خلال إحدى حلقات البودكاست التي نشرت يوم الأربعاء. ونقل عن غيتس قوله إن الأمر "أكثر أهمية من الناتج المحلي الإجمالي".
ويشرح غيتس إنه كثيراً ما يفكر في أسئلة مثل "كيف يعمل سوء التغذية؟" و"ما هي أفضل طريقة لفهم الأمراض؟" على الرغم من أن هذه الأنواع من المواضيع ليست دائماً في مقدمة اهتمامات معظم الأميركيين.
ويعد غيتس من المدافعين منذ فترة طويلة عن تحسين الصحة العالمية، وخاصة في قضايا مثل سوء التغذية والجوع.
ومنذ ما يقرب من ثلاثة عقود، قرأ مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز حول مساهمة مياه الشرب غير الآمنة في ملايين الوفيات سنوياً، معظمها من الأطفال، وفكر في مسألة سبب وفاة الأطفال "حرفياً كل يوم منذ ذلك الحين"، كما كتب في مدونة عام 2022.
يُعد انخفاض معدلات وفيات الرضع مؤشراً رئيسياً على الصحة العامة لأي مجتمع، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لأنها علامة على القوة الاقتصادية والموارد المتاحة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية يكلف سوء التغذية الاقتصاد العالمي 3.5 تريليون دولار سنوياً من الإنتاجية المفقودة.
هذه القضية العالمية المقلقة بالنسبة إلى بيل غيتس: "واحدة من أهم الأسئلة على الإطلاق"، مضيفاً: "من الصعب التفكير في مقياس لكيفية عمل مجتمع ما يكشف أكثر من مجرد ما إذا كان يحمي أطفاله، وخاصة الأطفال الأكثر ضعفاً".
وقال غيتس لهوفمان إن سوء التغذية ربما لا يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للشخص العادي الذي يعيش في منطقة لا تتأثر نسبياً بهذه المشكلة. وأضاف أنه يمكن معالجتها بنسبة 1% إلى 2% فقط من ميزانيات الدول الغنية، مما يعني أنها النوع الدقيق من القضايا "المملة" التي يجب حلها دون أن يحتاج الأميركيون العاديون إلى الاهتمام بها.