بين الفنان.. والمسؤول
4-آذار-2023
عزام صالح
ما ان يمسك المسؤول منصبه حتى تشاهد ماراثونية الفنانين للركض على لقائه فينقسمون الى مجاميع وتشكيلات لكي يقفوا بين يدي المسؤول ويعرفوا أنفسهم به وماذا يريدون منه. وهذه الفعاليات بدأت بعد ٢٠٠٣ وأصبحت الفئوية والكروبات ومنهم من كان يعطي بالدولار واخر لابتوبات، وغيره يعطي بدلة رجالية وقرائين، والبعض يكتفي بتسجيل الاسماء فحسب.
وهنا نتساءل من يبقى ومن يذهب؟ الفنان الحقيقي باقٍ بتاريخه وعطائه، بينما المسؤول لا يحصل الا على المسبة واللوم والفشل واحيانا الخيانة والفساد يلاحقه بعد مرور الزمن. هذا ما شاهدنا بعد الاحتلال وحتى الان. ولنقف على هذا الموضوع لنناقشه بروية هل (المسؤول جاحد) ام ان (الفنان زاحف).
مرة دعانا مسؤول وهذه قصة حقيقية، فقالوا ان هذا المسؤول يريد الوقوف على ما يحرك عجلة الفن وهو عملها بداعي التحضير الى الانتخابات. وكان يريد نخبة بعدد اصابع اليدين، ولكن بعد الحضور الى المكان المخصص شاهدت اعدادا غفيرة وصلت الى (٢٥٠) شخصا وليس الجميع من الفنانين فمنهم من أتى بأولاده وأخوته وأصدقائه، ولقد شاهدت النادل الذي يخدم في احد الاماكن التي يلتقي فيها الفنانين. جلس المسؤول وقال انا في موقع المسؤولية واستطيع ان اقدم لكم اذا كان لديكم هموم ومشاكل وعوارض تقف وتعترض طريق الفن فهاتوا ما لديكم. تكلم مجموعة من الفنانين لطلب ارض ودراسة واعتراض على بعض الفنانين في النظام السابق. وراح المسؤول يصغي حتى انتفض، وقال من جديد بامكاني ان اخدم مسيرة الفن وانا بهذا الموقع من المسؤولية، فاذا كان لديكم شيء مهني فسأجلس واصغي لكم حتى صباح اليوم الثاني واذا لم يكن هناك شيء فالقاعة التي في جنبكم لدي لقاء معهم. رجعت اصوات الفنانين تعلن عن مبتغيات شخصية، وهنا اعتذر المسؤول ورحل الى القاعة الثانية.
لا اريد ان اطيل، هل السبب في المسؤول ام الفنان؟ لماذا لم يستطع الفنان ان يعبر عن معاناته المهنية؟ لماذا لم يقنع المسؤول لكي يحقق له مبتغاه فكيف سيقنع جمهوره!
كان الاحرى بالمؤسسات الفنية التي تحتوي على فنانين ان تعقد مؤتمرا فنيا شاملا وتدرس اخفاقات الدولة ومعاناة الفنان وتسجلها في ورقة عمل، ويذهب وفد من الفنانين الحقيقيين لطرحها على المسؤول، لتكون ورقة ضغط لتلبية ما تحتاجه المسيرة الفنية في عموم البلد.
فقد ذهب بعض الفنانين قبل الاحتلال إلى المسؤول، وبعد الاحتلال نفس الفنانين ذهبوا الى المسؤول، وكلما تغير مسؤول يستقبل نفس الفنانين. والنتيجة: الفنان يستجدي من المسؤول لاقامة مهرجان او لانتاج افلام او غير ذلك.
وأخيرا، أتساءل ولا ألوم المسؤول الى متى يبقى الفنان يستجدي ما يريد من المسؤول وطلباته هي في خدمة البلد ومن مسؤولية المسؤول ان يدعم الثقافة والفنون، لانها وجه الجمال الحقيقي في تنمية ونضج الانسان.