تداعيات حادثة «القطارة».. نقمة شعبية على الحكومة ومطالبات بمحاسبة إدارة المزار
21-آب-2022
بغداد ـ العالم
تتصاعد نقمة الشارع العراقي على الموقف الحكومي الذي وصفه البعض بـ"الخجول" إزاء انقاذ المحتجزين تحت ركام انهيار تل ترابي في مزار ومقام قطارة الامام علي في كربلاء.
وتمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ طفلين وصبي وانتشلت أربع جثث حتى ساعة اعداد هذا التقرير، وما تزال جهود الإنقاذ متواصلة.
وتقول المعلمة ام محمد (55 عاماً)، "منذ الامس وحتى الان لم نشهد اي تفاعل حكومي يتناسب وحجم الكارثة التي وقعت في مزار ومقام قطارة الامام علي في كربلاء حيث احتجاز اعداد لا بأس بها تحت ركام التل الترابي".
وتضيف "لم نشهد استصراخاً لجهود الجميع أو استنفاراً عاماً وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على عدم اكتراث أصحاب السلطة بالفرد العراقي الذي كان سبباً رئيساً في وصولهم للسلطة".
وتشير أم محمد، إلى أن "مثل تلك الحادثة لو حدثت في أحد البلدان المجاورة او الاوروبية لقامت الدنيا وما قعدت ولشهدنا برامج بث مباشر لإجراءات إجلاء المحتجزين وتشييع مهيب لمن قضوا نحبهم هناك لكن ما باليد حيلة".
وكانت فرق الدفاع المدني في المحافظات المجاورة لكربلاء قد ارسلت تعزيزات بشرية ولوجستية لمكان الحادث لإنقاذ المحتجزين تحت الركام.
بدوره، يقول ياسر الحلاق (40 عاماً)، يسكن في جانب الرصافة من بغداد، "على الجهات المعنية بالمزارات والمقامات ان تتحمل المسؤولية في ذلك على اعتبار انها اخفقت في مهامها في متابعة وتأهيل المزارات والمقامات التابعة لها".
ويعتبر الحلاق أن ما حدث "يعد انتهاكاً سافراً لحقوق الفرد بل مغامرة بأرواح الزائرين لاسيما ان المكان يؤمه العشرات بل المئات وخصوصاً ايام العطل والمناسبات الدينية". ويلفت إلى أنه وبالتعاون مع مجموعة من اصدقائه سيلتحقون بفرق الانقاذ هناك "لتقديم ما يمكن ان يساعد في إنقاذ المحتجزين تحت الركام". ويختتم حديثه بالقول "نناشد الحكومة والمؤسسات المعنية بموقف شجاع يتناسب وحجم المأساة التي حدثت من خلال متابعة اعمال الانقاذ والحفر فضلا عن زيارة الراقدين في المستشفيات والاطمئنان على أحوالهم فضلا عن تقديم التعازي لذوي المتوفين". أما الناشطة في مجال حقوق الانسان بشرى التميمي، فتقول "ما حدث في كربلاء كارثة حقيقية وعلى الجميع تحمل المسؤولية في ذلك وكان الاجدى في ادارة المزار ان تتابع ذلك باستمرار كون المزار يقع ضمن تضاريس متحركة او قابلة للانزلاق بين فترة واخرى وكان يفترض اعداد تصاميم للمزار تتناسب وطبيعة التربة هناك".
وتابعت "لابد من اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ المحتجزين الى جانب ضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث من خلال تكثيف جهود الصيانة والمتابعة لدرء مثل تلك المخاطر لاسيما في المزارات والمقامات التي تقع عند أطراف المدن".
وانهار يوم السبت مزار قطارة الإمام علي في محافظة كربلاء، ومحاصرة نحو ستة أشخاص تحت الركام، وعلى إثر ذلك توجهت فرق الدفاع المدني من كربلاء وبغداد وبابل والنجف والديوانية للمساهمة في جهود إنقاذ المحاصرين تحت الركام.