نعيم الهاشمي الخفاجي
كان العرب الأوائل رغم بداوتهم، لكنهم كانوا يؤمنون وضعهم المعيشي، من خلال زراعة المحاصيل، لكنهم يستوردون الأشياء الصناعية المهمة، مثل الألبسة، والسيوف، والرماح، والأعشاب التي تستخدم لعلاج الامراض، من دول خارجية، بل العرب كانوا يستوردون الاصنام لعباداها، من خارج الجزيرة العربية، لذلك حتى آلهة العرب بالجاهلية لم يصنعوها في ايديهم، بل يتم إحضارها من الهند وبلاد فارس، نعم هناك بعض العرب الأذكياء، صنعوا الهتهم من التمر، حتى اذا جاعوا يقومون بأكل الرب الذي بعبدونه، ومن هؤلاء المتألقين الكثير من الصحابة، منهم صحابي كبير معروف بتمرده على ربه بالجاهلية وعلى ربه بالإسلام، ومعروفة مواقفه في الوقوف بوجه نبيه نبي الإسلام محمد ص ومنعه من كتابة وصية كتابية في رزية الخميس، بل وقال حسبنا كتاب الله نحن لسنا لحاجة لوية محمد، بل محمد غلبه الوجع، وحفاظا على الوحدة الوطنية والإسلامية لم نذكر اسم اي شخص، المهم ذكر الفكرة والاستفادة منها.
بعد الفتوحات الإسلامية، وفي خلافة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، والذي وقفت ضد خلافته كل قوى الشر والظلام، وحرموا المسلمين والبشرية من علومه وأفكاره، بعهد الإمام علي ع إلى مالك بن الأشتر، عندما ولاه مصر، حدد علاقة الحاكم مع المحكوم والمحكوم مع الحاكم، وأكد على دعم الزراعة وإقامة السدود، وإعمار الأرض، هذا الفكر العلمي والاقتصادي لم ولن يلائم عقلية العربان البدوية، لذلك حاربوه بكل الطرق الغير شريفة، إلا أن اغتالوه وهو يصلي في المحراب، علي بن ابي طالب ع ولد في بيت الله، ولادته كانت في الكعبة، واستشهد وهو بالمحراب يصلي بالناس صلاة الفجر، مكان الإمام علي ع هو في بيت الله وعليه يقتل ويستشهد وهو في داخل المسجد وهو بيت من بيوت الله عز وجل.
العرب طفيليون، يعتاشون على الغير، لذلك بالدولة الأموية والعباسية، اعتمد الخلفاء المسلمين العرب، على اقتصاديات المسلمين وأهل الذمة من غير المسلمين في الأمصار الإسلامية، بفرض ضرائب الجزية والزكاة.
بشهادة كتاب وخبراء ومحللين مصريين، قالوا الشيعة الإسماعيلية الفاطميين هم من عربوا مصر، وجعلوا المسلمين اكثرية، لأن معاوية وعمرو بن العاص، لايهمه نشر الإسلام بقدر ماتهمه الحصول على ضريبة الجزية والزكاة.
بالقرن العشرين، طبقت نظريتين بالعالم، النظرية الاولى وهي النظرية الاشتراكية لكارل ماركس، طبقت في الاتحاد السوفياتي، ومعسكر أوروبا الشرقية والعراق، تكون الصناعات بيد القطاعات الحكومية ، والنظرية الثانية هي النظرية الرأسمالية، المطبقة بالعالم الغربي ليومنا هذا، تعتمد على القطاع الخاص، مع فرض ضرائب، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سقطت التجربة الاشتراكية، هذا الانهيار بدأ بعام ١٩٨٩ في انهيار المعسكر الشرقي وفي عام ١٩٩٢ تهيكل الاتحاد السوفياتي، الزعيم الروسي الجديد بوقتها يلسين قام في أبعاد الشيوعيين عن السلطة، وتحول الشيوعيين في دول الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية ودول العالم إلى فلول منهزمة، بحيث أمريكا والغرب استفادت من الشيوعيين في فتح منظمات مجتمع مدني وحقوق انسان لاستخدام الكثير منهم في عمل ثورات بنفسجية وبرتقالية ورمانية في إسقاط أنظمة لا تسير بفلكها.
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، أصبح اقتناع أن النظرية الرأسمالية هي الناجحة، لكن الصين الشيوعية واكبت عمليات انهيار السوفيت، أبقت الحزب الشيوعي الصيني ودعمت القطاع الخاص مع القطاع الحكومي، وثبت نجاح التجربة الصينية بالجمع مابين القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
بالنسبة الى الراسمالية حققت نجاحات كبرى في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا، هناك حقيقة لعبت رؤوس أموال الشركات الرأسمالية الغربية دور كبير في ازدهار الصين، والآن رؤوس أموال الشركات الغربية اتجهوا إلى الهند وسابقا اوجدوا نموذج اقتصادي جيد في سنغافورة.
الدول العربية وخاصة البترولية يعتمدون على عائدات البترول والغاز في إدارة شؤون بلدانهم العربية، ولم يعير حكام العرب أي أهمية لدعم قطاع الصناعة والزراعة، بل أصبحت الدول العربية سوق لتصريف منتجات الشركات الغربية الرأسمالية، ممنوع على العرب دعم الصناعات سواء الحكومية أو صناعات القطاع الخاص.
بعد ان أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، لم يبقى للبترول العربي سوق سوى الصين والهند، الصين تشتري نفط العرب مقابل الدخول في شراكات تجارية واقتصادية بدل التحالفات العسكرية.
العراق وبقية الدول العربية يعانون من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، بحيث وصلت الحالة شركاؤنا بالوطن من ساسة وقادة المكون البعثي السني يتوسلون في أمريكا والناتو في إعادة احتلال العراق عسكريا عسى أن يعطوهم حكم العراق مرة أخرى.
في استطاعة الحكومة العراقية أن تستعين في مراكز أوروبية مهتمة في اعطاء نصائح وارشادات في دعم الاقتصاد العراقي والعمل على تعدد موارد الاقتصاد وترك جعل اقتصاد العراق، اقتصاد ريعي معتمد على عائدات البترول فقط، من خلال دعم الصناعة والزراعة.
في استطاعة الحكومة العراقية الحالية وضع خريطة طريق اقتصادية، العراق دولة كبيرة وغنية بمواردها الكثيرة لكن تحتاج حكومة وساسة أحزاب يضعون دعم الاقتصاد والصناعة والزراعة ضمن برامجهم وأهدافهم السياسية، معظم المهندسين والفنيين وخريجي كليات الاقتصاد بالجامعات العراقية يجيدون اللغة الإنكليزية، وبظل وجود الانترنت، يمكن لرجال الأعمال وأصحاب الشركات والمصانع والمعامل العراقية التواصل مع أقرانهم بدول أوروبا وأمريكا وكندا، تحاور وتعاون رجال الأعمال العراقيين مع أصحاب الشركات الغربية، هو بمثابة فتح كبير بأبواب المعرفة، والاستفادة من طريقة تفكير تجار وأصحاب شركات شعوب أوروبا الغربية وأمريكا والصين وروسيا وإيران وتركيا، وهم أكثر دول العالم تقدماً ومعرفة في مجال الإنتاج الزراعي والصناعي.
يفترض بالدولة العراقية تشريع قوانين تسمح في
جلب الشركات الكبرى للعمل في العراق، وخاصة الشركات الزراعية، والصناعات المرتبطة في المنتجات الزراعية وطرق الري الحديثة.
يجب محاربة الفساد من خلال تشريع قوانين صارمة لإنهاء الروتين، لايعقل ليومنا هذا، بدوائر الدولة العراقية يتم دفع الرسوم والأموال من خلال تسلم أوراق نقدية الى موظفين وموظفات.
لاتوجد بالعراق ثقافة مجتمعية في دعم الصناعة والزراعة، كان في إمكان حكومة السيد رئيس الحكومة العراقية الحالي، دعم القطاع الزراعي من خلال تنظيم حملات حكومية في توزيع ملايين شتلات الفاكهة والزيتون بشكل مجاني على الفلاحين الذين يسكنون في القرى والأرياف، تخيل لو الحكومة العراقية تطلب من وزارة الزراعة العراقية الاستفادة من فروع الزراعة في المحافظات في عمل مشاتل لعمل شتلات الفواكه والرمان والزيتون ويتم تنظيم حملات في توزيعها بشكل مجاني على الفلاحين في القرى والأرياف، خلال بضع سنوات يصبح العراق دولة مصدرة للفواكه والزيتون والخضار، اسبانيا تحصل سنويا على مبلغ ٤٠٠ مليار يورو اي مايقارب ٥٠٠ مليار دولار أمريكي من الزيتون، برميل الزيتون يعادل سعر الف برميل نفط.
العرب يجيدون الاكل والشرب والنكاح، أما يدعمون اقتصاديات بلدانهم ويوفرون حياة الرفاهية لمواطنيهم فهذا مستحيل وهدف صعب لا يمكن أن يحققه حكام العرب لمواطنيهم، العرب يتبعون مقولة تقول( جوع الكلب يتعبك).
في الختام ثبت نجاح التجربة الصينية التي تجمع مابين الصناعات الحكومية وصناعات القطاع الخاص، فيمكن تطبيق ذلك بالعراق وسوف نشاهد ازدهار الاقتصاد العراقي وتطوره نحو الأفضل والأحسن، بزباراتي المتكررة للعراق، جربت زراعة فسائل نخيل وزراعة أشجار فاكهة وحققت أهدافها في اقناع الناس المحيطين بي في زراعة النخيل وأشجار الفاكهة في حدائقهم ومزارعهم لتحقيق اكتفاء ذاتي للحصول على التمور والفواكه الكثيرة والمتعددة، للأسف شعب العراق لم يستفيد من خبرات أبنائه الذين عاشوا في تجارب عملية في الدول الأوروبية، لأن معظم الساسة الذين كانوا يعيشون بالغرب انشغلوا بسبب الإرهاب والصراعات القومية والمذهلية في أمور بعيدة كل البعد عن دعم الزراعة والصناعة، بل بعضهم ذهب ليسرق ويعود إلى دول الغرب.